مدير المدرسة الجوهرية بنقابة شعراء اليمن الشاعر إبراهيم البرهوم:مازلتُ تلميذاً في مدرسة الحرف
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
شاعر عذب المشاعر ورقيق الأحاسيس.. إنه أحد الأصوات الشعرية في ديوان الشعراء في اليمن، تنوعت كتابته الشعرية تنوعاً لا يكاد يباريه فيه أحد.. ازدانت لغته الشعرية بالأناقة والجرس والإيقاع والحيوية، ويعتبر من أعذب الأصوات الشعرية وأصفاها، حيث يفيض شعره بكل نبالة الأحلام دون أن يغرق في دوامات تهويماتها.
نلاحظ العاطفة الصارخة المشبوبة والخيال المحلق في فضاء واسع والوجدان النابض بكل ما يمثله الشعور في نسيج شعري مرهف ولغة طيعة محكمة.. فرض بصمته الجمالية، فقصائده كأنها لمسة من حرارة الشمس وقبس من ألق النجوم وظل وضوء، وتكاد تسيل لرقتها وعذوبتها الموسيقى.. إنه الشاعر المبدع إبراهيم البرهوم.
الجوهرية تحتوي جميع الأفكار
ـ كمدير للمدرسة الجوهرية بنقابة شعراء اليمن، لو تعطي القارئ نبذة مختصرة عن هذه المدرسة.
المدرسة الجوهرية هي امتداد من نقابة شعراء اليمن ورائدها النقيب همدان محمد الكهالي، تعنتي بالأدب العربي، وفيها يكتب الشاعر أو الأديب في أي مجال يريده، لا يتقيد بنمط معين كما في الرومانسية والواقعية وغيرهما، فقد جاءت لتحتوي جميع الأفكار الأدبية، كون كل شاعر له نمطه الخاص، فهناك من يسرح بخياله، وهناك من يحاكي الواقع والطبيعة شعراً ونثراً. كما تسعى المدرسة لتنمية وصقل مواهب الشعراء عن طريق النقد والبرامج التعليمية لمجالي العروض والنحو، وإلى دراسة وترجمة النصوص الأدبية الغربية، والاستفادة منها.
تهدف للارتقاء بمستوى الأدب
ـ ما الذي ستضيفه هذه المدرسة للمدارس الثلاث؟
المدرسة الجوهرية تضم أغراض المدارس الثلاث، وتهدف للارتقاء بمستوى الأدب والثقافة العربية والفنية من الانحطاط المعاصر، لتمثل بمكنونها بؤرة تجديدية تشمل جميع الجوانب الأدبية المختلفة، ولا تقيد الأديب أو الشاعر بأي نمط معين. علماً أن هناك مواهب كبيرة تفتقد نوعاً من الاهتمام والرعاية..
الشاعر الحقيقي يضع بصمته
ـ من هو الشاعر الحقيقي؟
الشاعــر الحقيقي هـــو من يستطيع إيصال مشاعره وأحاسيسه إلى قلب وعقل المتلقي، ومن يستطيع أن يوجد نفسه في أي مكان تواجد فيه، ومن يصنع بصمته بعيداً عن تقليد الآخــرين، وكذلك من يكتب لكل شيء، ولا ينزوي في مجال واحد.
تحولات حقيقية
ـ كيف ترى تحولات الشعر اليمني وآفاقه عبر ما ينتج اليوم من إنتاج شعري، خصوصاً لدى الشعراء الجدد؟
هناك تجليات نلاحظها وعقول تفــرز إبداعات رائعة، ولعل أدوات التواصل أحدثت تقارباً، وسهلت طريقة تواصل الشاعر مع رواد الحرف، وكذلك سهلت إيجاد المعلومات ليزيد الشاعر من مداركه وتوسيع ثقافته، فهنالك فعلاً تحولات حقيقية وتدفق إبداعي رهيب، لكن بغض النظــر عن جودة وروعــة ذلك الإبداع.
ما زلت تلميذاً في مدرسة الحرف
ـ أنت أحد الشعراء المبدعين الذين سيكون لهم دور بارز في رفد الثقافة من خلال إنتاجك الشعري، ماذا تقول في هذا الجانب؟
ما زلت في بداية مشواري الأدبي، وما زلت أسعى لأوجد نفسي في قائمة صانعي الحرف، ثم إنه ليس أنا من يقــرر ذلك، فما أقدمه هو ما سيتحدث عني بمشيئة الله، ولا أنكر أنني استطعت، وخلال فترة وجيزة، أن أوجد لي جمهوراً، ولكن ذلك لا يعني أني راضٍ عما وصلت إليه، أو أنني قدمت شيئاً أستحق به أن أكون من ضمن الشعراء المبرزين، فمازلت تلميذاً في مدرسة الحرف.
ـ القصيدة التي تغنى ليست شعراً عظيماً، هل أنت مع هذه المقولة؟
لكل شخص وجهة نظــره، لذلك القصيدة المغناة تحتوي على الرقة والأحاسيس، فيجب أن تختار كلماتها بعناية، بالذات أقصد الغزلية، ولذلك يختلف من طريقة الشاعر وأحاسيسه، لو نظــرنا للفضول مثلاً نجد كلماته كلها رقيقة حتى الوطنية، ولو نظرنا للبردوني للمسنا الشدة والخشونة حتى في تغزله، ولتقرأ مثلاً يا بنت النور والجمال المدلل تجد كأنه في معركة، لذلك الشاعر هو من يجسد حرفه ويضعه أين يريد. ورحمة الله تغشى أساتذتنا الأجلاء الفضــول والبردوني، فهما مدارس الإبداع الفعلي.
أكثر صدقاً
ـ القصيدة كائن خفي متطور دوماً تعيش في الأعماق، فإذا قررت الخروج فإنها تدق جرس الأرق، فتستفز الشاعر، متى تستفزك القصيدة؟
تستفــزني القصيــدة عندما أكتبها لحدث مباشر، فتكون أكثر صدقاً وأكثر دخولاً إلى المتلقـــي وأكثر حضوراً.. طبعاً كذلك في السجالات التي نقيمها.
ـ هل تغنى بقصائدك فنانون أو منشدون؟
نعم، هنالك من تغنى، وهناك من سيــغني، والقادم جميل بإذن الله.
أحب الخير للجميع
ـ من هو إبراهيم البرهوم الإنسان؟
هو شخص يحب الخير للجميع، مسالم، يريد أن يعيش في وطن آمن مستقر بلا حروب ولا مناكفات ولا طوائف، لا يؤمن إلا باليمن، ويكفــر بكل التفرقات والعصبيــات.
عتاب لمن أحب
ـ لنعد بالذاكرة الى البداية، متى بدأ ولعك بكتابة القصيدة؟
بدأت أظن قبل 7 سـنوات، وكانت أول قصيدة هي عتاب لمن أحببت، طبعاً كانت قصيدة متواضعــة جداً مثل بداية أي شاعر، لكنها كانت حروفاً صادقة ومحببة إلى روحي طبعاً.
الكهالي ومعوضة سندي وعوني
ـ ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
أن يكـــون هناك مدرسة أشجع وأدعم كل المبدعين، وها قد تحقق ذلك بمعية الأستاذ الجليل النقيب همـــــدان الكهالي، رئيس نقابة شعــراء اليمن، كذلك لا أنسى الأستاذ الجليل أبو جمال معوضة، من كان سندي وعوني. طبعاً كنت ومازلت أدير مجموعة روائع الأدب، بمعية الأستاذة الجليلة محصنة الشعيبي، والأستاذ شمسان الحاتمي، والأستاذ الجليل محمد الأشول، وهناك الكثير من الإداريين معي. كما أصدرنا الكتاب الأول تحت عنوان (أرواح دافئة)، وهو من إنتاج روائع الأدب مع نخبة من رائدات الحرف، وهن ليلى السندي، سارة عمر، واختيار محمد. ونحن في صدد إصدار كتب أخرى ومع مبدعات آخريات، بالإضافة إلى من ذكرت، وهذا كله في برنامج بــوح الروح.
التواضع سمة العظماء
ـ من خلال كتابتك للشعر والاطلاع، ما المحصول المعرفي الذي توصلت إليه؟
أن الإنسان يمضي عمــره يتعلم حتى الموت، وأي مغــرور فاشل، والتواضع سمة العظماء.
ـ إذا غصنا في أعماق الشاعر إبراهيم، ماذا سنجد؟
ستجــد ما يسعدك حتى الثمالة، وما يبكيك حــد الألم، لكل مجال كتبت، ولكن كل قصائدي تعتبر قيد الإنشاء، وتريد القليل من الجهد لتكتمل.
الغربة تتعب الروح
ـ بماذا يحلم الشاعر إبراهيم البرهوم؟
أحلم بــوطن آمن مستقــر، والعودة من الغربة، فالغــربة تحرق العمــر وتتعب الروح.
ـ من هو الشاعر الذي يشبهك؟
خالي وأستاذي الجليل الشاعر الكبير أحمد بن أحمد عبدالله الحاج العمراني، فأنا أعتبر امتداداً له، فهو من رافقني وعلمني، ومازال يرافقني في كل خطوة أخطوها.
ـ قصيدة ترددها دائماً..
يا سارق القلـب ما لك
سرقت قلبي علامـه
سأملأ الدنيا حروفاً
ـ هل أنت مقتنع بما قدمت؟
لا غير مقتنع طبعاً، فلا زلت في طور الانطلاق، وسأملأ الدنيا حرفاً رائعاً بإذن الله.
ـ هل تستمع للموسقى؟
نعم، وبالذات لكل فناني وطني الحبيب.
ـ كلمة أخيرة..
أولاً أشكرك من أعماق القلب على كرم الاستضافة، ثانياً شكري لا يعتــد لكل من وقف معي وشجعني، ولكل أحبتي في إدارة روائع الأدب والمدرسة الجوهرية. والكلمة الأخيرة هي لكل سياسي في وطني الحبيب، أقول لهم بحق الله يكفي حرباً، فنحن نعشق الحياة بسلام كما تعشقون أنتم الموت والدمار، تنازلوا لأجل المساكين، لأجل الشعب المغلوب على أمره، فالوطن باقٍ وأنتم زائلــون، ما ذنب اليمنيين في كل هــذا؟ عــودوا للغــة العقـــــل والمنطق، واتقــوا الله فينا، ماذا تبقى لم يدمر؟ فأي عقول تحملون؟! وهــذا ندائي للجميع، ليس لفئة بعينها.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي