هناك أعمال فنية كبرى تولد وتبقى، تولد يوماً بعد يوم، وتتجدد، كأعمال المنشد الكبير عبدالخالق النبهان، التي ستظل حاضرة، وسيكتب لها الديمومة والخلود.
صوته نادر، ويتمتع بمزايا عديدة تكفي كل مزية لتجعل منه منشداً عظيماً، يمتلك صوتاً عذباً سلساً هادئاً وقوياً، ويتميز بصدق الأداء.
سعى المنشد عبدالخالق النبهان إلى هضم التجارب الفنية، ليطلع بصوته المتفرد الذي لا يشبهه في تاريخ الأنشودة والشيلة اليمنية صوت آخر. إنه يبحر في فضاء غني بالمعطيات الفنية، فضاء لم تجف مياهه، ولم تنقطع أمواجه. 
هناك منشدون لهم العديد من الزوامل، ولكن أعمالهم كفقاعات الصابون ترتفع في السماء ثم تختفي إلى الأبد. أما أعمال المنشد الرائع النبهان فستبقى، لأنها مزيج مكون من التحدي والصمود والمقاومة لهذا العدوان السعودي الأمريكي القبيح.
ـ في البداية كيف يحب المنشد عبدالخالق النبهان أن يقدم نفسه لجمهوره عبر صحيفة (لا)؟
سلامي لجميع الأحبة، وكل عام وأنتم بخير وتقدم ورفعة، ومن نصر إلى نصر إن شاء الله.

سيأتي الزمن المناسب
ـ نرى تجاهل الإعلام اليمني المرئي والمسموع لأعمالك الوطنية والمايزة، فيما نرى الإعلام يفرد مساحة كبيرة لبعض المنشدين، برأيك لماذا؟
هذا الذي يحيرني، هل لأنهم سمعوا طارقاً في سماء إبداعي دون قيد، أم أن هناك متأخرين في ثقافة الفن وتقدمه، أم أن ظرف زمان فنياً غير مناسب، وسوف يأتي يوم يتسابقون في منابرهم على من يقدم فني الماضي والمضارع.

ظلمني الإعلام
ـ هل ظلمك الإعلام اليمني ؟
بكل ما تعنيه كلمة الظلم في جميع فني.

غزو الخليج
ـ أنت المنشد الوحيد الذي يستطيع بصوته وشيلاته أن يغزو الخليج، ماذا تقول في هذا الجانب؟
الشيلة أو الطريقة الفنية الخليجية هي التي أوصلت صوتنا ومظلوميتنا، وأبرزت صمودنا وتحدينا في وجه العدوان، وأثارت تعاطف كثير من الأحرار الخليجيين معنا.

ـ (آيات النصر) عمل فني انتشر كثيراً، ماذا يعني لك؟
توفيق من الله في هذا العمل، وهو لا يزيد توفيقاً على زامل (يا سلاحي تكلم) و(جابه الله) والزامل التهامي و(قل للسعودي)، والزامل باللغة الحميرية، وكثير من الأعمال التي صدعت بها.

المستمع السبب
ـ كملحن أيضاً نلاحظ عدم تعدد المقامات في الأنشودة أو الشيلة والأغنية، من السبب في هذا التصحر الفني الملحن أم المستمع أم الاثنان معاً؟
تنويع المقامات في العمل الواحد شيء جميل ورائع، ولكن المستمع يرغب الهرولة في اللحن وفي السماع، فالمستمع هو السبب.

ـ هل الملحن اليمني يجد صعوبة في تلحين الموشحات؟
ما خلفه التراث من فن مشبع للفنان والمستمع هو الذي جعل الملحن يقنع نفسه بالاكتفاء، على الرغم من أنها روح فنية لحنت في الماضي، وتستطيع التلحين في الحاضر، لذلك كل فنان ملحن متمكن يستطيع إيجاد الجديد.

تلميع إعلامي
ـ كيف تنظر الى الشهرة التي يحظى بها بعض المنشدين؟
العمل الناجح هو الذي يشهر نفسه، وأرى أن بعض المنشدين توفق في التلميع الإعلامي، أو تعمده التلميع الإعلامي بصراحة أكثر، وفي الأخير الجمهور هو الحكم.

ـ لماذا لا نسمع الزامل أو الشيلة بأصوات نسائية؟
العادات والتقاليد تتحكم في هذا الشيء، وربما أزمتنا والعدوان يتطلبان أصواتاً رجولية خشنة.

أبي وقائدي
ـ ماذا يعني لك السيد عبد الملك؟
أباً روحياً وعلماً دينياً، وقائدي في مسيرتي الجهادية.

ـ تعاملت مع الكثير من الشعراء، من هو الشاعر الذي يترجم إحساسك؟
الشاعر محمد التركي الهلالي، والشاعر الأستاذ ضيف الله سلمان، والشاعر أمين الجوفي.

شيلات عاطفية
ـ هل سنسمع لك في الأيام القادمة شيلات عاطفية؟
طالما وهي ملتزمة بحدود شريعتنا الإسلامية (نعم).

ـ الموسيقى الراقية جزء من تكوين المثقف الشامل، هل تستمع للموسيقى؟
أحياناً.
ـ أين تجد نفسك أكثـر في كتابة الشعر أم في الإنشاد؟
في الماضي كنت أميل الى كتابة الشعر، لكون الفن الإنشادي في الماضي يلاقي كثيراً من التعييب والتقبيح من المجتمع الأمي آنذاك، أما في وضعنا الحالي فأميل الى الإنشاد بشكل أكبر.

استمرار في مجابهة العدوان
ـ زواملك وشيلاتك كان لها دور كبير في مواجهة العدوان ومرتزقته وفي رفد الجبهات، ما تعليقك؟
سأواصل واجبي الثقافي الفني الجهادي في الصمود في وجه العدوان، وفي رفد الجبهات بما آتاني الله من قدرة وقوة.

ـ كلمة أخيرة..
نسأل الله التوفيق والإخلاص في جميع أمورنا، وأشكر إدارة صحيفة (لا) وعلى رأسهما الأستاذ صلاح الدكاك، وجميع العاملين، لما يقومون به من أعمال إعلامية ناجحة، وبالذات إتاحتهم لنا كمنشدين لمناقشة مواضيعنا الفنية وإبرازها للمجتمع.