المنشد الكبير حسين الطير:دخلنا المملكة بسلاحنا الشخصي والآر بي جي
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
هناك الكثير من المنشدين الذين انحسرت عنهم الأضواء، فتراجعت أعمالهم الفنية إلى منطقة الظل، لكن زوامل المنشد حسين الطير لن تتراجع إلى منطقة الظل، لأنها غاية في إتقان الألحان وفي إتقان الأداء.. المنشد الكبير حسين الطير ظاهرة إنشادية نادرة تفجر فيها الإبداع، وقدم عطاء مميزاً، وبصمته في مجال الزامل ثرية ومؤثرة.. زوامله تميزت بالصمود والتصدي، وبالهجوم والتحدي. ضخ في زوامله صموداً جديداً، وجعلها ملائمة لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي.. زوامله صادقة وملتهبة وحارقة، وصوته الهادر سيجرف كل ما في طريقه من أبواق تحالف العدوان.
نفخ في زوامله من روحه العارمة، وأصبح مصدراً للدهشة والإعجاب لكل من يستمع لصوته ولزوامله.
جهاد ومظلومية
ـ لك العديد من الزوامل التي كان لها دور في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، وفي رفد الجبهات. لو نقف معك ومعها على بعض التفاصيل..
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، الذي وفقنا للجهاد في سبيله تحت راية أعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام، في مواجهة الطغاة والمستكبرين، وعلى رأسهم هذا العدوان الأمريكي السعودي المفروض على بلادنا وشعبنا ظلماً، والذي ارتكب أبشع الجرائم على مدى 3 أعوام، ونحن سندخل خلال الأيام القادمة في العام الرابع.
بالنسبة للزوامل فبتوفيق الله لي الكثير من الزوامل الجهادية، والتي أعتبرها كأقل واجب نقدمه في إطار التعبئة العامة ورفع معنويات الشعب والمجاهدين، والمشاركة في التحشيد لرفد الجبهات، مثل زامل (وصال يالجبهات وصال)، بالإضافة الى نقل البطولات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان في الجبهات، وتصويرها في بعض الزوامل، مثل زامل (حياك يا ذيب الخلا)، وهو يجسد بطولة ذلك المجاهد العظيم الذي واجه دبابة الأبرامز بسلاحه الشخصي، وداس عليها حافي القدمين.
كما أن هناك زوامل أخرى تجسد مظلومية الشعب اليمني، وبشاعة الإجرام الذي يقدم عليه طيران العدوان بحق النساء والأطفال، وتستنفر أحرار الشعب للنهوض والنكف ضد هذا الإجرام، والأخذ بالثأر من قتلة النساء والأطفال، ومنها زامل (الويل يا من ظلم)، وزامل (ثارت عيارات النكف بين القبايل)، كذلك زامل (رتلي يا بنادقنا صرخات ثكلى). أيضاً نعمل بحرص كبير على تقديم الهدي والثقافة القرآنية من خلال الزوامل، مثل زامل (يا هدى الله يا من قد سكن في كياني)، أيضاً الزامل الأخير (خطى ثابتة)، بالاشتراك مع المنشد الكبير قاسم الفرح. كما نعمل بفضل الله تعالى على مواكبة الأحداث والفعاليات، كمناسبات أسبوع الشهيد والمولد النبوي وذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
دخلنا المملكة
ـ (دخلنا المملكة بسلاحنا الشخصي والآر بي جي) زامل انتشر كثيراً ويحفظه الكبار والصغار، ماذا يعني لك؟
نعم، هذا الزامل كان له بتوفيق الله سبحانه وتعالى رواج كبير، وذلك لما يحتويه من كلمات قوية للشاعر عاقل بن صبر، أيضاً أن هذا الزامل أتى بالتزامن مع بداية العمليات العسكرية في جبهات ما وراء الحدود، مواكباً للعمليات والاقتحامات النوعية التي قام بها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية الأبطال.
ارتباط بالموال
ـ أنت واحد من المنشدين القلائل الذين يجيدون الموال، ماذا تقول في هذا الجانب؟
الموال أو المغارد بلهجتنا في صعدة هي لون من ألوان التراث اليمني الأصيل، والتي كان الآباء والأجداد يغردونها في المناسبات واللقاءات القبلية، فكنت متعلقاً بهذا النوع من التراث، والحمد لله الذي وفقنا لأن نجاهد بأصواتنا، ونستخدمها في خدمة المسيرة القرآنية.
الفيديو كليب إيجابي
ـ هل ترى أن الفيديو كليب يشكل خطراً على العمل أم وسيلة إيجابية توصل المنشد إلى شرائح أخرى من الجمهور؟
بلا شك أن الفيديو كليب عمل إيجابي في نقل الأناشيد بالصوت والصورة، وإيصال رسالتها للآخرين عبر التلفزيون والإنترنت. وهنا أقدم شكري للأستاذ القدير أحمد المهتدي الذي أنتج لي مع فرقة الولاء عدداً من الأناشيد المصورة.
ثروة كبيرة
ـ هناك قصائد ركيكة يتم إنشادها، فيما نرى قصائد قوية يتم تجاهلها.. كمنشد ما هي المعايير التي تشترط توافرها في القصيدة؟
في الحقيقة اننا في اليمن بتوفيق الله نملك ثروة شعرية كبيرة، وظهور العديد من الشعراء المتميزين، خصوصاً في الفترة الأخيرة، منذ انطلاق ثورة 21 أيلول، وإلى اليوم، لذلك القصائد القوية متوفرة بشكل كبير، فبالنسبة لي هناك معايير للقصيدة، أهمها أن تكون مرتبطة بالثقافة القرآنية ومواكبة للأحداث، وأن تنقل بطولات وانتصارات الجيش واللجان، وصمود شعبنا العظيم أمام جبروت الطغاة، في صورة شعرية معبرة وسليمة.
نصيحة للمنشدين
ـ كيف ترى الشهرة العابرة التي يحظى بها بعض المنشدين؟
أعتقد أن جميع المنشدين المنطلقين في المسيرة القرآنية يعملون وينشدون في سبيل الله، ولا يهتمون بالشهرة أو ما شابهها، فالعمل هو في سبيل الله، ونبتغي من خلاله رضوان الله سبحانه وتعالى، وتوفيقه في الدنيا والآخرة، وأن نسير على درب الشهداء العظماء الذين قدموا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله. وهنا أطلب من جميع المنشدين التمسك بالتراث اليمني الأصيل، والابتعاد عن تقليد ما يسمى الشيلات.
ـ ماذا أضاف لك الإنشاد؟
الحمد لله الإنشاد أضاف لي أني تعرفت على إخوة لي من المنشدين المجاهدين، وكذلك الشعراء، الذين أقدم لهم جميعاً التحية والشكر والتقدير.
شرف الجهاد
ـ عمل تعتز به كثيراً..
الجهاد في سبيل الله أن أعمل في سبيل الله أي عمل مهما كان بسيطاً، فإني أعتز به كثيراً، فهو شرف كبير لي.. وإلى جانب الإنشاد أعتز بالعمل في الجبهة الإعلامية، ضمن طاقم مجاهدي إذاعة صوت الشعب كمخرج ومذيع، كما أعتز بتقديم بعض الزوامل للشهداء العظماء، والذي أعتبره أقل واجب أقدمه أمام تضحياتهم وأسرهم.
يستفزني موقف المتخاذلين
ـ ما الذي يستفزك؟
يستفزني موقف المتخاذلين الذين يرون الحق بأعينهم ولم يتحركوا معه، يرون القتل والجرائم التي يرتكبها العدوان بحق نسائنا وأطفالنا في مختلف المحافظات، ولا تحرك فيهم ساكناً.
كما يستفزني أن يتجند أشخاص يمنيون بالمال السعودي والإماراتي ليكونوا عبيداً لهم يقدمون أنفسهم لخدمة المشروع الإسرائيلي في المنطقة، والذي تشكل فيه السعودية والإمارات أدوات تعمل على تنفيذه في اليمن والمنطقة.
الانتصار على قوى العدوان
ـ بماذا يحلم المنشد حسين الطير؟
حسين الطير يحلم بأن ينتصر الشعب اليمني على قوى العدوان، وأن يكون حراً عزيزاً ينعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة التي لا يتدخل فيها الآخرون الذين كانوا يعملون كأوصياء على هذا الشعب.. كما أتمنى أن أنال رضوان الله تعالى وتوفيقه وتثبيته لي في المسيرة القرآنية، مسيرة الجهاد في سبيل الله تحت راية سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي، حتى ننتصر لهذا الدين أو ننال الشهادة.
بدأت في الولاء
ـ لنعد بالذاكرة إلى البداية.. كيف كانت؟
بدأت مسيرتي الإنشادية بفضل الله تعالى، ثم بفضل الشهيد الأستاذ عبد الله صبحان القرمة، حيث كانت البداية منذ أيام المراكز الصيفية، وفي فرقة الولاء للإنشاد.. طبعاً كانت البداية صعبة جداً بسبب الظروف والأوضاع التي مررنا بها، فقدت الكثير من زملائي في فرقة الولاء، حيث سقط منهم أكثر من 8 شهداء، منهم في الحرب الثانية، ومنهم في الحرب السادسة، وفي هذا العدوان أيضاً...
شكراً أطهر البشر
ـ كلمة أخيرة..
أوجه التحية والشكر الكبير للمجاهدين العظماء المرابطين في الجبهات في ميادين الجهاد وساحات الشرف والبطولة، وأقول لهم: لكم مني الحب والتقدير والإجلال والإكبار يا حماة الديار، وأطهر البشر في هذه الأرض، أنتم عزتنا وفخرنا، حفظكم الله ونصركم وسدد رميكم وثبت أقدامكم. وأشكر الاستاذ أحمد المهتدي مدير البرامج في قناة اليمن الفضائية, كما أحيي شعبنا اليمني العظيم الذي ضرب أروع الأمثلة في الصمود والصبر والثبات، وهو يواجه أعتى عدوان عالمي وحصار جائر على مدى 3 سنوات.
أيضاً أشكر إدارة الصحيفة لما توليه من اهتمام بقضايا الوطن والشعب، ومن ضمنهم المنشدين والشعراء، كذلك أشكر كل المجاهدين من الشعراء والمنشدين، وعلى رأسهم الأستاذ ضيف الله سلمان.
وأسأل الله أن يقبلني مجاهداً صادقاً في سبيله، وأن يختم حياتي بالشهادة في سبيله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيرة ذاتية:
ـ الاسم: حسين حسن الطير العفاد (أبو رضوان).
ـ الشعف محافظة صعدة مديرية ساقين عزلة وادي الحبال.
ـ مواليد 1992.
ـ المؤهل: ثانوية عامة.
ـ يعمل في إذاعة صوت الشعب مخرجاً ومذيع أخبار وفي التسجيل والمكساج والتوزيع الموسيقي.
ـ التحق بالمسيرة القرآنية في الحرب الرابعة.
ـ شارك في الحربين الخامسة والسادسة اللتين شنتا على محافظة صعدة من قبل النظام السابق.
ـ له العديد من الإصدارات الإنشادية في العديد من المناسبات:
(أسبوع الشهيد ـ عاشوراء ـ المولد النبوي ـ يوم الولاية ـ ذكرى الصرخة ـ تشييع الشهيد القائد)، ومنها أعمال مصورة، وقد عرضت أغلبها في قناة المسيرة، إضافة إلى الكثير من الزوامل.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي