أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سوريا تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع وهي لن تخضع لابتزاز سياسي ولا للتهديد بعدوان عسكري مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الخميس: إن لغة التهديد لا تفيد في هذا المجلس وخاصة عندما تأتي من الرئاسة فنحن دبلوماسيون ومهمتنا منع الحروب ومنع التهديد والبحث عن حلول دبلوماسية للأزمات الدولية فمجلس الأمن ليس ساحة للحرب وقد سبق لهذا المجلس أن أخطأ عدة مرات بحق العراق وليبيا وآن الأوان أن نتعلم من أخطائنا.

وأوضح الجعفري أن حكومات بعض الدول دائمة العضوية في المجلس تخلت عن مسؤولياتها وباتت أطرافاً غير مؤهلة سياسياً ولا أخلاقياً ولا قانونياً للدفاع عن السلم والأمن الدوليين وهي مستعدة لاستغلال مجلس الأمن وأدوات العمل الأممية والدولية إلى أقصى الحدود لتحقيق مكاسب سياسية على حساب صون السلم والأمن الدوليين.

وأكد الجعفري أن من يحمي ويغطي على الترسانة النووية والبيولوجية والكيميائية لـ “إسرائيل” ومن يختلق الذرائع الواهية للحفاظ على ترسانته الكيميائية ومن دمر العراق بكذبة أسلحة الدمار الشامل ومن انسحب من الاتفاق الدولي مع إيران ومن قطع التمويل عن الأونروا وانسحب من اليونيسكو ومن يستمر بالضغط على الأمم المتحدة بمسألة التمويل ويهدد بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية لا يحق له أن يوجه لسوريا الاتهامات المزورة والكاذبة.

وأوضح الجعفري أن سوريا تحارب الجماعات التكفيرية فوق أراضيها وليس في واشنطن ونيويورك ولا في لندن وباريس.

وتساءل الجعفري: ما الذي يدفع سورية لاستخدام سلاح محرم دولياً لا تملكه أصلاً ولا يحقق جدوى عسكرية حقيقية ولا يفعل شيئاً سوى منح الذريعة للقوى المعتدية الثلاث لشن عدوان عسكري تلو الآخر

وتساءل أيضا "لماذا هذا السلاح الكيميائي عندما يقال إنه استخدم يصيب النساء والأطفال فقط ولا يصيب الإرهابيين وكيف ولماذا تملك حكومات الدول المعتدية الثلاث القدرة على التنبؤ بمكان وتاريخ ونوع السلاح الكيميائي الذي سيستخدم في سورية بل لماذا تتناغم هذه الحكومات مع إرهابيي “جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” في القدرة العجيبة على التنبؤ".

وأضاف "لماذا بقي مجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عاجزين حتى اليوم عن التعامل مع المعلومات التي قدمتها سورية في 156 رسالة رسمية خلال السنوات الماضية بخصوص وصول المواد الكيميائية السامة إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وتخزينها وتجهيزها واستخدامها ضد المدنيين بقصد اتهام الجيش السوري

بدوره مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أن ما يشاع عن احتفاظ سورية بأسلحة كيميائية لا أساس له من الصحة مشيراً إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دمرت مخزون سورية من تلك الاسلحة بالكامل تنفيذا للقرار الأممي 2118.

وقال نيبينزيا في كلمة له خلال الجلسة: “إن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية ولا أي خطط لاستخدامها” مبيناً أن الحكومة السورية قدمت بشكل مستمر لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المعلومات التي تملكها في هذا الخصوص.

ولفت نيبينزيا إلى أن بعض الدول المعتدية والتي تعزز من وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا تدعو التكفيريين لشن هجمات كيميائية جديدة وإلقاء اللوم على الحكومة السورية لإيجاد المبررات لتنفيذ اعتداءات عسكرية على البلاد..

وأكد وجود “تنظيمات إرهابية” في إدلب تعمل على التحضير لهجمات كيميائية جديدة موضحا أن بلاده قدمت معلومات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذا الشأن حول إدخال الأسلحة الكيميائية والتجهيزات المطلوبة لشن تلك الهجمات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين، لافتاً إلى أن ما تسمى منظمة “الخوذ البيضاء” تساعد تلك التنظيمات في فبركة هذه السيناريوهات كما شهدنا ذلك من قبل في دوما.

وأكد نيبينزيا أن استمرار مثل هذه الاستفزازات نتيجة السياسات التي تتبعها الدول الغربية من شأنه أن يؤدي إلى دوامة جديدة من التوتر في الشرق الأوسط وعرقلة العملية السياسية في سوريا، حد تعبيرة.