قراءة في استراتيجية وتكتيكات العدوان 2-2
الحديدة المعركة المصيرية.. ما الذي يخفيه العدو؟

علي نعمان المقطري / لا ميديا

أطوار السيطرة على الحديدة واتجاهاتها الرئيسية في تفكير العدو
تقوم استراتيجية العدو للسيطرة على الحديدة على الجمع بين المعركة الحربية والمؤامرة والتخريب الداخلي واستنزاف الموارد الوطنية لتدمير مجهود الدفاع الوطني، وذلك على النحو التالي:
1. إنجاز السيطرة على شرق المدينة وجنوبها وغربها عبر المطار و(كيلو 16) ومفرق باجل والمراوعة والقطيع.
2. الإنزال البحري والجوي شمال المدينة وإحكام السيطرة عليها من الشمال والجنوب والشرق والغرب البحري.
3. إغراق المدن الواقعة تحت سيطرة القوى الوطنية ومنها العاصمة بالاضطرابات الداخلية والمظاهرات، أي نقل المعركة إلى العاصمة وبقية المدن بهدف قطع الدعم والإمداد عن الساحل.
4. إدخال الجنوب في دوامة الصراع من أجل الانفصال ووعود الضم للخليج النفطي لإغراق الموقف الشعبي الرافض للاحتلال في دوامة التضليل الانقسامي المعادي للوحدة والوطن، وإعادة تحشيده عسكرياً في معارك العدوان على الساحل وغيره بهدف تجييشه لصالح الحرب الأهلية.
لقد تركزت المعارك الساحلية خلال السنوات الثلاث الماضية في جنوب شرق وغرب الحديدة، ووصل العدو إلى (كيلو 16) والمطار قبل أن ينكسر إلى مسافات قريبة ليعاود تالياً الهجمات والإغارات، وعلى هذا المحور تتركز مجموعة من المرتزقة الجنوبيين والمحليين وقليل من السودانيين والأجانب، وهي تتعرض للحصارات والضربات والاستنزافات المتواصلة، كما فشلت العديد من محاولات التقرب البحري وتعرضت أكثر من 14 بارجة وعشرات الزوارق للضربات الصاروخية، وتنتشر شبكة ألغام بحرية جعلت الإنزالات هناك محفوفة بالمخاطر، وهذا جعل المنطقة المذكورة منطقة حرب برية خالصة للعدوان وفتش عن منطقة أخرى شمال وغرب الحديدة لتكون منطقة لإنزاله وهجومه البحري والجوي الكبير المباشر.
وإذا أجرينا حسابات أولية موضوعية نتوصل إلى القول بأن بقية العام الحالي 2018 والعام القادم 2019، ستكون المرحلة المثالية لتصعيدات العدو وهجوماته على الحديدة والساحل التهامي والتخريب الداخلي، ففي نهاية العام التالي ستبتدئ المعركة الانتخابية الأمريكية التي تستغرق حوالي العام الأخير لولاية ترامب الذي سيكون في مواجهة مع الجمهور والمنافسين، وبعد أن أسرف في الوعود للخليجيين والإماراتيين مقابل حصوله على تريليونات الدولارات منهم أصبح أمام استحقاقات والتزامات استراتيجية أهمها: استغلال الفترة الباقية من ولايته في تحقيق قفزات ولو محدودة في موقف العدوان على الأرض وخاصة في الساحل الغربي والحدود والجنوب باتجاه تحقيق ولو انتصارات إعلامية وسياسية، وهو ما سيدفعه لإطلاق جميع الاحتياطات الميدانية الاستراتيجية في المعركة الهجومية الجارية عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً ونفسياً. وهناك ملاحظة هامة وهي أن أهم الانقلابات العدوانية قد تم تصميمها لتطلق نهاية العام ومطلع العام الجديد ولنتذكر بعض الأحداث أهمها هجوم الساحل الكبير في نهاية العام 2016 وبداية العام 2017، ومنها: 
1. المؤامرة العفاشية التي تم إطلاقها في نهاية العام  في 2 ديسمبر2017م.
2. المؤامرة على الجوف في نهاية العام 2015م.
3. إطلاق حملات الاستهداف للعاصمة في نهاية العام 2015م.
4. أكبر الحملات المستهدفة للعاصمة في نهاية العام 2016م.
5. المؤامرة على تسليم المخا والمندب وبقية الساحل في حيس والخوخة في نهاية العام 2016م ومطلع العام 2017م.
 والنتيجة أن العدوان الأمريكي ـ السعودي محكوم بنظام حملات عسكرية ومخابراتية معينة تركز على أن تكون المواعيد في أسوأ ظروف الخصم المتوقعة حين تكون متطلباته في أعلى منسوباتها وأصعب في توفيرها وأكبر في استهلاكاتها تكون أوضاعه مع نهاية كل عام ومطلع كل عام مثقلة بالالتزامات والديون والمخزونات الفارغة المستهلكة والمناخ والطقس الرديء كثير المتطلبات والذي لا يعيق حركه العدو على الأرض، كما يكون العدو مطلق اليد خلال المراحل الأخيرة من العهد السياسي القائم، وهذا ما يرجح ويجزم بالمواعيد الملائمة للعدو في حملاته القادمة نهاية العام الجاري وبداية العام القادم.

ماذا يخفي العدوان في جعبته؟
يخفي العدوان حربين أو حملتين، عسكرية وأمنية، باردة وحارة، سرية وعلنية، وعلى جبهات الخارج والداخل معاً في وقت واحد.
حملة حربية واسعة ترافقها وتسبقها حملة تخريبية داخلية كبيرة، ويؤمل العدو تحقيق أهداف من الحملتين الجديدتين اللتين ظل يحضر لهما على قدم وساق طوال الفترة الماضية، وهي:
1ـ حملة عسكرية جديدة باتجاه (كيلو 16) وباجل والمطار وباتجاه الكثيب والميناء.
2ـ حملة تخريبية أمنية في مناطق السيطرة الوطنية تترافق مع الحملة العسكرية وتخدمها.
 وتتمثل محاور حرب العدوان التخريبية الداخلية في عدة نقاط أهمها:
1. إثارة الفتنة الداخلية باسم الجياع والمعيشة والرواتب والريال واستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب كما يقولون، بما يمهد ويفتح الطرق والأبواب أمام قوات العدوان نحو العاصمة وغيرها من المناطق المستهدفة.
2. محاولات قطع الطرق أمام وصول المواد التموينية إلى مناطق السيطرة الوطنية واختلاق الأزمات والاختناقات المعيشية.
3. تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات والممنوعات إلى الداخل، وتأليب الفرق والعصابات المسلحة ضد بعضها، واستغلال جوع الناس وحاجاتهم في تجنيد المضللين كمرتزقة.
4. نشر ودعم أعمال الاغتيالات في الداخل الوطني وتصفية القيادات والكوادر الوطنية النشطة، وتنفيذ تفجيرات في الأماكن العامة والمؤسسات، لإثارة حالة من الفزع والرعب في صفوف الوطنيين والجماهير بهدف شل حركتها عن التصدي للفتنة وإحباطها.
5. الحرب النفسية عبر توظيف بعض عديمي الشرف والضمير في نشر وترويج الإشاعات الكاذبة والمغرضة التي تستهدف كسر جدار الصمود الوطني.
6. الاعتداء على الأماكن العامة والأسواق والتجمعات السكانية، ونهب المؤسسات العامة والخاصة والأجنبية والشركات والوكالات التجارية.
7. تدمير وإحراق المؤسسات العامة والخاصة والبنوك والمحلات التجارية وإنتاج نسخة مزورة متطرفة مما حدث في فبراير 2011م.
8.  تجنيد النقابات ودفعها إلى استغلال الأوضاع المعيشية الراهنة -التي تسبب فيها العدوان- لتنفيذ اعتصامات من شأنها تعطيل العمل الإداري والمؤسسي في الدولة.
9. دفع التجار المتواطئين مع العدوان إلى إخفاء السلع والمضاربة بها من أجل المزيد من تأزيم الأوضاع المعيشية للشعب.
10. توسعة أعمال التخريب لتمتد إلى كل مفاصل حياة المجتمع والبنية التحتية للاقتصاد والمعيشة والمواصلات والأمن الشخصي والعمومي.