أمير العاشقين محمد العبسي: القصيدة تغادرني عندما يحضر أصدقائي
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
تختلف أنواع الزهور باختلاف الأرض التي تنبت فيها، والمناخ الذي تتأثر به، وأيضاً باختلاف الشتلات والبذور تختلف في الشكل ودرجات الألوان، كما تختلف روائحها وعطورها، ولكنها تتفق جميعاً في كونها جميلة، ولا أظن أن هناك من قال عن زهرة من هذه الزهور المختلفة بأنها أقل جمالاً، أو أنها متوسطة الجمال.
كذلك قصائد الشاعر محمد العبسي، هي الأكثر جمالاً في الصياغة وإحكاماً في البناء، مع رقة التناول وإبداع التصوير.
الشاعر محمد العبسي بعث القصيدة الغنائية من مرقدها، وأعاد إليها حياة كانت قد ذوت وذبلت، كما أن قصائده الغنائية تغامر عن رحلة اكتشاف عن الجمال والفن الراقي، وبالفعل حدد علامات مضيئة في تطوير الكلمات، وبفضل شاعريته، جاء صوته الشعري بنفسٍ مختلف، وبلغة جديدة ذات حساسية خاصة، يبدو أن قصائده ستشغل مساحة كبيرة من اهتمام الخاصة والعامة.
واجهة للوطن
• من هو الشاعر الحقيقي؟
- الشاعر الحقيقي هو الذي يعبر عما يحدث بداخله، ويُعبر عن القضايا التي يعيشها، والتي تكون قريبة منه، ومن الواقع الذي يعيشه، فالشاعر هو واجهة للوطن بأكمله.
• إذا أبحرنا في أعماق الشاعر محمد العبسي، ماذا سنجد؟!
- ستجدون طموحات، انكسارات، فضاءات، وآمالاً، وكذلك فجوات.
• لك قصائد في الأم، وفي الوطن، وفي الغزل، فمن هي المرأة التي يبحث عنها الشاعر محمد العبسي؟
- أراها في الشكل نجمة بيضاء، بالغة الأنوثة، يمنية الملامح، أما في المضمون، فأتخيلها قادرة على الاستيعاب، وعلى الوقوف إلى جانبي في كل المراحل، فالمرأة التي أبحث عنها ستكون كل شيء في حياتي، وسأتأثر بها سلباً وإيجاباً؛ فأغلب قصائدي كتبتها عنها.
خاتم العشَّاق
• صوت الفنان حارث الشمسي ينقل كل من يستمع إليه إلى العذوبة والشجن، وإلى دفء العاطفة، وإلى رقصات الغصون، وبريق النجوم، ينقلنا إلى وسط الطبيعة وصخورها، وهدير مياهها، ما هو إحساسك وأنت تسمع لقصائدك بصوت الفنان حارث؟
-أشعر بالزهو، وأفتخر أن الفنان حارث يتغنّى بقصائدي، فأنا أعتبر الفنان حارث من أفضل الأصوات على مستوى الوطن العربي، لأنه يمتلك صوتاً جميلاً متمكناً من خلق ألحان مائزة، ويظل الفنان الوحيد الذي برز وأثبت وجوده في غناء القصيدة الفصحى، وكذلك يغني الأغنية الهندية والتركية والكردية، وسيبقى حارث الشمسي "خاتم العشاق"، و"رسول الحب".
• عندما يفرح الشعراء، تصبح الحياة استثنائية، ماذا تقول في هذا الجانب؟
- نعم، تزداد الحياة فرحاً بقصائد الشعراء، وكذلك تزداد حزناً بحزنهم.
• عندما تكتب القصيدة، هل نتيجة لتجربة عشتها؟
- ليس صحيحاً أن يكون الشاعر قد عانى التجربة بنفسه حتى يصفها، بل يكفي أن يكون قد لاحظها وعرف بفكرة عناصرها، وآمن بها.
أميل إلـى الفصحى
• هل تكتب القصيدة الفصحى؟
- نعم، فأنا أتميز في كتابة القصيدة الفصحى أكثر من القصيدة الحمينية، وكثير من الشعراء أشادوا بأنني أجيد كتابة القصيدة الفصحى، وكذلك أكتب القصة القصيرة.
فرار الموهبة
• هل لك طقوس في كتابة القصيدة؟
- طقوسي أن أكون هادئاً، ولا يوجد بجانبي أحد، أما عندما يتواجد معي مجموعة من الأصدقاء، فالموهبة تختفي تماماً.
• ماذا تقرأ في أوقات الفراغ؟
- أقرأ كثيراً للشاعر الكبير نزار قباني، وللشاعر محمود درويش، وجبران خليل جبران، ولأحمد مطر، وكذلك أقرأ للشاعر فؤاد متاش.
القصيدة تكتب الشاعر
• هل الشاعر يكتب القصيدة، أم القصيدة التي تكتب الشاعر؟
- القصيدة تعيش في الأعماق، فإذا قررت الخروج، تدق جرس الإلهام، فتستفز الشاعر، فالقصيدة هي تكتب الشاعر.
• كم رصيدك إلى الآن من القصائد التي تم غناؤها؟
- القصائد التي تم غناؤها هي 16 قصيدة، منها 3 قصائد فصحى.
• لو تحدثنا عن أعمالك القادمة.
- أعمالي القادمة سيتغنّى بها الفنان حمود السمة، والفنان صدام الحاج، والفنان محمد النعامي، وقريباً جداً الفنان شرف القاعدي.
• كلمة أخيرة.
أتمنى أن تتوقف الحرب على اليمن، وأدعو المجتمع إلى سماع الفن الجيد، فالشأن الفني الراقي ليس مسؤولية الفنان الراقي فحسب، بل إنها مسؤولية المجتمع الذي يجب أن يمتلك القدرة على التميير بين الفن الرديء والراقي، وكذلك أشكر الأستاذ فتحي متاش، وأشكر الأستاذ عبدالله معوضة الأمين العام المساعد لنقابة شعراء اليمن الذي منحني عضوية نقابة شعراء اليمن، وشكراً لك ولصحيفة "لا" على هذا اللقاء، وعلى اهتمامها بكل المواهب في كافة المجالات.
السيرة الذاتية:
الاسم: محمد خالد العبسي
العمر: 27 سنة
يدرس في جامعة صنعاء – شريعة وقانون
عضو نقابة شعراء اليمن
تم تكريمه من الاتحاد العربي للثقافة والإبداع, وتكريمه من منتدى الوطن الثقافي.
غنى له الفنان حارث الشمسي أكثـر من 16 أغنية منها: "أمير العاشقين، جيت نادم، حبك صار إدمان، قصة حبنا، الغرام المستحيل، هل تشعرين، أصبحت حاير، صنعانية، ذكرى أليمة، أنا أعترف".
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي