صلاح الدكاك / لا ميديا -

يا يومَ رقياك أضحى يوم عاشورا
نحياه نهجاً ولا نُحييه تطبيرا

حررتَ بالدمِ ما عنَّا العماءُ طوى
سِفراً تطالعه الأجيال منشورا

كأول الوحي آياتُ الكتاب جرت
على لسانك حرّى تنضح النورا

جلوتَ عنها أحابيلَ الطغاة ومَن
زاغوا بها وأزاغوا وافتروا زورا

عينٌ على مُحكَم التنزيل تعضُدها
عينٌ على غامض الأحداث تظهيرا

لمّا قَسَتْ إذ جَفَتْ قرآنَ بارئها
قلوبُ قومك، كنتَ الهديَ مسطورا

وصلتَ بالدين ما دنيا الهوى قطعَتْ
وكان قبلَك وحيُ الله مهجورا

جسّدْتَهُ رحمةً للناس حين هوى
به الطغاةُ على الأعناقِ ساطورا

زُروعُ كفَّيكَ في صحرائنا بَسَقَتْ
تطوي الجفافَ وتُحْيي الأنفس البورا

يا سيدي يا حسين العصر إن يداً
مُدّتْ إليك جَنَتْ خزياً وتخسيرا

خابت عِداك وأمسى جمعها بدداً
مبعثراً في مهبِّ الريحِ منثورا

جاست خلال صياصيهم سنابكُنا
فَتبّرت ما علت بالحق تتبيراً

وجلجلت: يا لثارات الحسين! على
رحب المسافة تطوي «نجد» و«الطورا»

مُسيّراتٍ سرى نورُ المَسِيرة في
ليل الجزيرة يجتاز المضاميرا

وظن سادنُ أمريكا ذَوَى قمرٌ
فينا فلَاحَ أبو جبريل منصورا

لما تجلى ذَوَى الطاغوت وانطفأت
نارُ الخليج وخَرَّ البغْيُ مدحورا