بقلم وعدسة -عبدالرحمن الغابري / لا ميديا -

في منتصف السبعينيات، وقفت هذه المرأة أمامي لتقول: «خذ لي صورة مع أعمدة (قرناو براقش، الجوف) فربما لن نجدها مرة أخرى في زمن تكالب الكارهون الممعنون بطمس هويتنا اليمنية العريقة العظيمة!».
يبدو أنها استشعرت الخطر فأرادت أن نُسجل الذكرى لنحكي للأجيال، كيف ولماذا يمارس هذا الإجرام بحق شعبنا اليمني العظيم وتاريخه الحضاري العظيم أيضاً؟!
لقد أمعنوا في عملية التعليم الفاسد كي لا يقرأ الشباب تاريخ بلدهم الضارب جذوره في التاريخ الإنساني.
هذا المشهد في الجوف أرض مملكة معين أُبيد ودُمِّر لا يمكن أن يتكرر، فامرأة بهيئتها في الصورة قد غُلّفت بالسواد وسجنت بين جدران أربعة لتقضي بقية عمرها حزينة مطبقة فمها كي لا تحتج أو تغضب أو تستغيث بمن ينجدها من هول الظلاميين الذين دمروا كل شيء يمت لحضارة اليمن.
اليمن الكبيرة التي علمت العالم في زمن الكبار. كبارنا الذين فاح عطرهم في أرجاء الأرض.
الصورة منتصف السبعينيات من القرن الماضي.
بوابة مدينة «براقش» التاريخية محافظة الجوف.