حاوره: أحمد الشلالي / لا ميديا -

جلال القطاع واحد من النجوم الذين لا يغيبهم النسيان على مستوى الكرة اليمنية. بدأ كرة القدم في سن مبكرة عن طريق النادي الأهلي الصنعاني لفترة قصيرة قبل أن يغادر إلى الزهرة سابقا ليتنقل بعدها مثل النورس إلى عدة أندية. 
عرفته الجماهير من خلال تواجده ضمن تشكيلة منتخب الأمل، ذلك الجيل الرائع الذي لم يتكرر إلى الآن.
ملحق «لا  الرياضي »  التقاه وناقش معه مواضيع وقضايا عدة تخص الكرة اليمنية.

 كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
- بدأت اللعب في المدرسة ثم الحارة وإلى المدرسة الكروية لنادي أهلي صنعاء.

 لماذا لم تستمر مع الأهلي؟
- رغم بدايتي مع القلعة الحمراء، النادي العريق إلا أن سبب عدم استمراري مع هذا النادي هو طموحي للعب مع الكبار في الدوري الممتاز، وهو كان من الصعب الحصول على فرصة اللعب في فريقه الأول، لزخم النجوم فيه، فبحثت على فرصة في نادٍ آخر.

برزت في 22 مايو وأجمل أيامي مع الهلال
 انتقلت إلى 22 مايو الزهرة سابقا كم موسماً لعبت معه؟ وما الإنجازات التي حققتها معه؟
- انتقالي لنادي الثاني الذي احتضنني بكل حب وتقدير نادي الزهرة (22 مايو حالياً) الذي كان وراء بروزي في عالم كرة القدم، وقدمت لهذا النادي أفضل ما عندي وعرفني الناس من خلال هذا النادي الكبير والذي كان مرصعاً بنجوم لعبت معهم أمثال الكابتن عمر عبدالحفيظ والعزعزي والحيدري وهديان والمنج والجدري وعطيفة وعيدروس... ولاعبين ونجوم كثر كان لهم تاريخ وبصمة في الرياضة اليمنية.
 بعد 22 مايو شددت الرحال للهلال الساحلي. صف لنا تلك الفترة؟
- أجمل أيام حياتي، والتي تذوقت فيها طعم البطولات، كانت مع هلال الحديدة، الذي كان مرصعاً بنجوم الكرة اليمنية. كانت فترة كتبها التاريخ من خلال إنجاز بطولتي الدوري وكأس الجمهورية، وقد قضيت في هذا النادي أجمل سنين حياتي للأمانة.
 لعبت للعروبة نصف موسم، ما السبب؟
- انتقالي لنادي العروبة كان تحدياً لي لإظهار نفسي والعودة بمستواي خلال تلك الفترة بعد ابتعادي عن الرياضة بسبب الإصابة. ولله الحمد كانت تجربة رائعة ونافسنا في إياب الدوري على المراكز الأولى، وكانت مشاركتي مع العروبة قوية. وعدم استمراري مع العروبة كان بسبب العرض الممتاز الذي تلقيته من نادي الصقر في الدور الثاني للدوري، وبالفعل تمت الصفقة وانتقلت إلى صقر الحالمة.

 في ذلك الوقت كان الصقر يعج بالأسماء الرنانة، كيف استطعت أن تفرض نفسك؟
- انتقالي إلى نادي الصقر كان بطلب من المدرب المصري ابراهيم يوسف، وباختيار الرجل الرائع رياض الحروي، وبالفعل كان هذا النادي العريق يعج بالنجوم، والحمد لله كانت تجربة ناجحة مع ناد عريق مثل الصقر. واستمراري مع هذا النادي ليس بالسهل، بل جاء بجهد والتزام ومثابرة واجتهاد في التمارين وإبداع في المباريات، ولعبت ثلاثة مواسم للصقر وحققت معهم بطولة الدوري وكأس الجمهورية، كما سجلت أهدافاً كثيرة ومهمة مع هذا الفريق الذي أحمل له كل الحب إلى هذه اللحظة.

أهلي الحديدة مسك الختام
 لكنك بعد تلك الأضواء ذهبت للعب في دوري المظاليم؟
- لعبت لنادي الرشيد لمدة موسم، حيث كان الرشيد في دوري الدرجة الثانية، وكانت لي بصمة في صعود هذا النادي للدوري الممتاز في ذلك الموسم، بصحبة علاء الصاصي وخالد العرومي ونجوم فريق الرشيد آنذاك أمثال محمد الجزيرة وصدام وعصام الحكمي وإسحاق، وغيرهم من نجوم الفريق.
وآخر ناد كان أهلي الحديدة، النادي الكبير باسمه. ولولا الإمكانيات لكان هذا الفريق العريق في الممتاز وبين الكبار.
واختياري لهذا الفريق في آخر فترة لعبت فيها لم تكن بسبب المادة، وإنما حبي لهذا الفريق وارتياحي معهم، وواصلت اللعب في أهلي الحديدة لثلاثة مواسم أخيرة لي كلاعب، وساهمت في صعود الفريق للدرجة الثانية، وكنت هداف البطولة ونافسنا في تصفيات الصعود للممتاز، ولكن الحظ لم يسعفنا في بعض المباريات التي خاضها الفريق في عدن.

 ماذا عن أبرز مشاركاتك المحلية والخارجية مع كل هذه الاندية؟
- مع الهلال أحرزنا الدوري الممتاز وكأس الرئيس، وشاركنا ذهاباً وإياباً في التصفيات الآسيوية أمام القادسية الكويتي وفي البطولة العربية أمام الترجي التونسي.
مع نادي الصقر توجنا ببطولة الدوري الممتاز وكأس الرئيس وكأس السوبر محلياً، وخارجياً المشاركة الآسيوية ضد شورتان الأوزبكي والقادسية الكويتي والاتحاد السوري ذهاباً وإياباً.
وبالنسبة للأندية المتبقية كانت لي إنجازات محلية وبصمة جيدة مع كل ناد لعبت له ولله الحمد.

ورقة "الأمل" الرابحة
 حدثنا عن تجربتك مع منتخب الأمل، كيف كانت؟
- تجربتي مع منتخب الأمل كانت انطلاقة حياتي وتحقيق حلم تمنيته ويتمناه كل لاعب يمني. وجاءت هذه التجربة في وقت جميل. وبدايتي في نادي الزهرة الذي كان مدربه الكابتن أمين السنيني والذي كلف في تلك الفترة بقيادة منتخب الأمل، وتم اختياري مع زملائي الحيدري وعطيفة وهاشم العيدروس من هذا النادي العريق.

 مع "الأمل" لم تكن أساسياً، ما هي الأسباب؟
- مع منتخب الأمل بالفعل لم أكن لاعباً أساسياً، وهذه كانت وجهة نظر الكابتن أمين السنيني الذي كان يطلق علي اسم الورقة الرابحة. نعم، لم أكن أساسيا، ولكن شاركت في جميع المباريات ولي مشاركات في بعض المباريات كلاعب أساسي مع منتخب الأمل، والأجمل هو أني كنت مشاركاً منذ بداية هذا المنتخب، من صنعاء ثم الإمارات ثم فنلندا (نهائيات كأس العالم للناشئين). كما أيقنت أن لكل مدرب أوراقه ولاعبين مهمين في الاحتياط، وهذا ما اكتشفته عندما دخلت مجال التدريب.

أسباب اختفاء "الأمل"
 كان يتوقع لذلك المنتخب أن يكون المستقبل المشرق للكرة اليمنية، لكنه فص ملح وذاب...
- فعلا كان الكل يتوقع لهذا المنتخب وهؤلاء النجوم مستقبلاً مشرقاً يرفع اسم اليمن عاليا في جميع الفئات والتدرج الصحيح للمنتخب، لكن حصلت أخطاء وإقحام لاعبي الأمل والمشاركة بهم في فئات أكبر من مستواهم والاستعجال بالمشاركة بهم ضمن المنتخب الوطني الأول والاستغناء عن الكثير من اللاعبين، بالإضافة إلى وجود أسباب كثيرة يحتاج لها أياماً وليالي لشرحها.

 بعد الناشئين هل واصلت اللعب للمنتخبات الوطنية؟
- نعم بعد منتخب الأمل شـاركت مع زملائـي في المنتخب الوطنـي الأول ومنتخـب الشباب، وهذا سبب اختفائنا بسرعة وعدم استمرارنا في المنتخبات، إلى جانب أسباب أخرى أتحفظ عن الحديث عنها.


 هل عرض عليك الاحتراف الخارجي؟
- لم تتوفر لنا الفرصة، بسبب عدم وجود الثقافة الكروية الاحترافية والعلاقة مع الجوار والتنسيق لذلك.

مشاركة المنتخب غير مشرفة
 شاهدت المنتخب الأول في خليجي قطر، من وجهة نظرك كيف كانت المشاركة؟
- كنا ننتظر الكثير من منتخبنا الوطني في خليجي الدوحة بحكم النتائج الجيدة التي قدمها لاعبونا قبل بطولة خليجي، ولكن في خليجي قطر لم تكن مشاركة مشرفة كما كنا نتمناها، ولا ألوم اللاعبين أو الاتحاد والجهاز الفني، فالظروف فعلا لم تكن متهيئة، والرياضة مجمدة نتيجة ما تمر به البلاد من عدوان.

 هل اللاعب اليمني أقل كفاءة من اللاعب الخليجي؟
- اللاعب اليمني ليس أقل كفاءة من غيره، وما يحتاجه اللاعب اليمني هو الدعم والثقافة الكروية ومواكبة العصر والتطور للوصول لمستوى اللاعب الخليجي أو العربي.

أجبرت على ترك الكرة
 لماذا تركت الكرة ومازلت قادراً على العطاء؟
- بسبب الأوضاع التي حصلت وتوقف الدوري وقلة الدعم مع أني كنت قادراً على العطاء، ولكن الظروف هي السبب لتركي اللعب.

 بعد التوقف أين اتجهت بوصلتك؟
- من خلال دراستي في الجامعة أحببت مجال التدريب والتحقت به من خلال تدريب الفئات العمرية لنادي 22 مايو، وحالياً أطمح للحصول على دورات تدريبية بهدف التأهيل الصحيح وذلك لخدمة أبنائنا وإيصال ما تعلمناه من خلال المشوار الرياضي.

 هل تعتقد أنك ستنجح كمدر كما نجحت كلاعب؟
- إن شاء الله أقدم كًل ما لدي من خبرة في التدريب وأنجح في هذا المجال بإذن الله.

 بمن تأثرت من اللاعبين؟
- بنجم الكرة اليمنية الكابتن عادل السالمي.

 مدرب كان له الفضل في مشوارك الكروي؟
- الكابتن علي صالح عباد والكابتن أحمد علي قاسم.

 يصفك البعض بالغرور، كيف ترد؟

- الغرور صفة سيئة ولا أحد يحب هذه الصفة، والحكم على الناس من بعيد خطأ كبير، فالاحتكاك والتواصل بالأشخاص وتواصلك وقربك منهم سيعرفهم من تكون.

 متى يذرف جلال القطاع الدموع؟
- أذرف الدموع عندما أرى منتخب بلدي يرفع اسم اليمن عالياً، ويا لها من فرحة ودموع أحب أن أعيشها!

تسببت في استبعادي من "الشباب"
 موقف ندمت عليه؟
- الموقف الذي أندم عليه مخالفتي للعقوبة التي وجهها الكابتن أمين السنيني لي في معسكر هولندا الاستعدادي لتصفيات آسيا للشباب في ماليزيا، وتسببت في استبعادي من المنتخب، وهذا يسمى طيش شباب.

 من هو جلال القطاع خارج الملعب؟
- جلال القطاع خارج أو داخل الملعب شخص عادي جداً عاشق للرياضة وللمستطيل الأخضر بجنون. وأتمنى خدمة وطني اليمن بتقديم نجوم كرويين ورفد المنتخبات بهم.

 ما الذي تريد إضافته في نهاية الحوار؟
- أولاً أوجه كلمة شكر وحب وعرفان لكم في صحيفة "لا" على استضافتكم الكريمة، ولكل محبي ومنتقدي جلال القطاع، وخالص تحياتي للجميع.