استطلاع: مالك الشعراني / لا ميديا -

يؤكد الغالبية العظمى من المغتربين اليمنيين في الخارج، أن الصوم والأجواء الرمضانية في اليمن لها مذاق خاص، ولا تجد مثيلاً لها في الدول العربية، نظراً لتراحم وتعاطف وتعاضد اليمنيين واجتماع الأهل والأصدقاء والأسر على مائدة واحدة واحتواء مأدبة الإفطار على أكلات شعبية مميزة.. أما الأجواء الرمضانية في عاصمة اليمن السياحية (إب) فهي الأفضل على مستوى اليمن، بحسب ما يؤكده سكانها وزوارها. غير أن هذه الأجواء الفضلى ثمة ما يعكر صفوها من ظواهر سلبية تتكرر في شهر رمضان من كل عام، دون إيجاد حلول لها.. صحيفة "لا" رصدت احتفاء وانطباعات أبناء إب بهذا الشهر الفضيل، وما ينغص أجواءه من ظواهر سلبية في هذا الاستطلاع.

اختناقات مرورية
يؤكد عبدالرحمن النهاري، أنه رغم الحرب والحصار المستمر على بلادنا للعام السادس على التوالي، والمخاوف من انتشار فيروس كورونا، إلا أن الشعب اليمني عموماً، وأبناء إب خصوصاً، يستقبلون شهر رمضان ـ كعادتهم في كل عام ـ بأجواء إيمانية وطقوس شعائرية خاصة.
غير أن هناك بعض الظواهر السلبية التي تنغص على أبناء المدينة هذه الأجواء الرمضانية، ومنها الازدحام الشديد في الشارعين الرئيسين (شارع العدين وشارع تعز)، الذي يصيب الناس بالإحباط، خصوصاً أولئك الذين لديهم أمر طارئ لا يحتمل التأجيل، بحسب النهاري.
ويرى أن هذا الازدحام والاختناق المروري سيستمر طول شهر رمضان، بل إنه سيزيد أكثر هذا العام عن سابقيه، بسبب ضيق الشوارع وتوافد أعداد كبيرة من المواطنين من القرى إلى المدينة لغرض التسوق، وكذلك كثرة الباعة المتجولين الذين يفترشون أجزاء كبيرة من شوارع المدينة.
ويطالب في ختام حديثه، السلطة المحلية بتنظيم الأسواق وحركة السير، مع ضرورة أن يكون هناك تعاون من قبل المواطنين مع رجال شرطة السير بالالتزام بقواعد السير وتوقيف سياراتهم خارج المدينة.

تهور سائقي الدراجات النارية
ويتفق رضوان أحمد يحيى (سائق باص)، مع ما قاله النهاري، من أن الازدحام الخانق واكتظاظ المدينة بالسكان وقلة شوارع المدينة تعد أكبر ظاهرة سلبية يعاني منها أبناء إب.
ويضيف أن هناك سلبية أخرى تتمثل في تهور سائقي الدراجات النارية، خصوصاً قبل الإفطار، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث مريعة نسمع عنها كل سنة، يذهب ضحيتها العديدون قتلى وجرحى.

سرعة زائدة وانفلات أعصاب
من جانبه، يرى ماجد داود (أحد أفراد شرطة السير) أن السرعة الزائدة من قبل سائقي الدراجات النارية والمركبات وانفلات أعصاب بعضهم، خصوصاً قبل الإفطار، تعتبر ظاهرة سلبية أيضاً في المدينة.
ماجد يقضي نهاره (من 11 صباحاً إلى وقت أذان المغرب) تحت أشعة الشمس الحارقة من أجل تنظيم حركة السير في مدينة تشهد شوارعها ازدحاما خانقاً طوال الشهر الفضيل.
ويطالب ماجد، السائقين باحترام رجال شرطة السير واتبـاع قواعــد المرور والتحلـــــي بالصـــــبر والحكمة وعدم التهور في السرعة.

كثرة متسولين!
أما عدنـان سنــان (طالــب جامعي) فيرى أن كثرة المتسولين وانتشارهم بأعداد كبيرة في شوارع وأحيــاء إب، تعــد ظاهرة سلبية تلازم شهر رمضان الفضيل، مطالبا الجميع بأن يتقوا الله ويتراحموا في ما بينهم في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، على حد تعبيره.
وينتقد ما يقوم به بعض التجار من استغلال للشهر الفضيل برفع أسعار بعض السلع التي يزداد عليها إقبال المواطنين.
أما رضوان أحمد يحيى، فيطالب التجار بأن يتقوا الله في الناس الذين يمرون بأوضاع معيشية صعبة، وأن يتذكروا العبارة الشهيرة: "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك".

ارتفاع الأسعار
ويرى الناشط محمد الحجري، أن ارتفاع الأسعار ظاهرة سلبية ومزعجة في شهر الصوم، غير أنه يعتبر قيام بعض التجار برفع بعض أسعار السلع أمراً طبيعياً، مبرراً ذلك بالقول: التجار يشترون بسعر مرتفع، ويدفعون ضرائب وواجبات، وعليهم إيجارات، ومن الصعب أن يبيعوا بنفس الأسعار القديمة، لذا يجب ألَّا نلقي باللوم الكامل على التجار".

قلوب طيبة
يتميز أبناء مدينة إب بكرمهم وسخائهم وتصدقهم على الفقراء والمساكين في شهر الصدقة والخير (رمضان)، بحسب ما يقوله سنان، مضيفاً: "هذه سمات تميز بها أهل إب منذ القِدم، وهي ظاهرة إيمانية إيجابية".
فيما يشير الحجري، إلى أن قلوب أبناء إب طيبة، ويتميزون بالكـــــرم والتراحـــم والعطف على الفقراء والمساكين، "تجـــد كل البيوت مفتوحة للصائمين، والكل يعزمك لتناول وجبة العشاء، وهذه ظاهرة إيجابية لا تجدها في بقية المحافظات".
ويرى يحيى، أن إغلاق مطاعم مدينة إب أبوابها في هذا الشهر الفضيل إنما هو دليل على كرم أبناء إب، حيث يقول: "مطاعم المدينة تُغلق أبوابها، بسبب عدم وجود زبائن، نظراً لأن أبناء المدينة يفتحون بيوتهم أمام الأصدقاء والجيران عامة".