يقال في المأثور إنه إذا أقبل شهر رمضان صفدت الشياطين. وفي واقعنا فإن الأصفاد هي من نصيب شاعر جميل وحر اسمه خالد الكميم، لايزال حبيس «دين» يعود لفترة إقامته في مملكة بني سعود، التي غادرها لوجه الوطن مخلفاً وراءه حصاد عمر من الكدح في المهجر.
يقول القانون والشرع إنه لا يجوز حبس جسد المدين بالدين، غير أن الشاعر الكميم يمضي شهره الخامس مكبلاً خلف قضبان المحكمة التجارية بالعاصمة صنعاء بقضية ليست اختصاص نظر للمحاكم اليمنية بالأصل.
سعى رئيس اتحاد الشعراء ضيف الله سلمان مشكوراً لتفريج كربة الشاعر الحبيس، وكذلك سعت هيئة الرئاسة ذات المسعى، إلا أن تلك المساعي لم تثمر فرجا حتى على عتبة رمضان المبارك والكريم. 
يبدو أن ليالي وأيام الشهر الفضيل ستنقضي وسيتحرر الشياطين من أصفادهم ويبقى الشاعر الحر مغلولاً إلى أجل غير مسمى.
لسنا هنا بمعرض نقد جهة بعينها، بل في معرض مناشدة بوقفة مستحقة مع الشاعر الذي هو جدير بمنزلة لائقة رفيعة عوضاً عن أن يكون حبيساً.
«فلا اقتحم العقبة، فك رقبة».