«لا» 21 السياسي -
شهدت البدايات المبكرة نسبياً من القرن الماضي نشوء الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية، وبرغم مرور عقود عدة على تكون وتشكل وتطور وتحكم وتملك وتغول وتحول وتقهقر وتدهور وتفكك وتشرذم وتلاشي معظم إن لم يكن كل تلك التكوينات، إلا أن ثمة عوزٍاً كبيراً لقراءة التحولات التي صنعت تلك الأحزاب ثم شرذمتها وشردتها، إضافة إلى قراءة أخرى موازية تبحث في حيثيات الولادة وعن أسباب الزوال.
ما يعنينا في هكذا مساحة زمانية ومكانية لا يعدو عن كونه مجرد محاولة بدائية تطمح إلى طرح تساؤلات مفعمة بالحيرة توالدت من أسئلة مبهمة عقمت عن الظفر بأجوبة مقترحة تتناسل عنها إجابات منفتحة ومتفتحة ومفتوحة.
اليوم وفي أعقاب ستة عقود جمهورية معقدة وعلى أعتاب سبع سنوات عدوانية متجددة، يتساءل الحاضر في عبثية متعددة عما أن كانت توجد في الأمس أحزاب يمنية في الحد الأدنى من مدلولاتها الفكرية ودلالاتها الاجتماعية ودالاتها التغييرية حيث لا إرث اليوم لها ولا موروث ولا بعض أثر.
دعونا من الكائنات التي زعمت وماتزال تزعم زوراً حزبية كينونتها وتحزبية تاريخها فواقع اللحظة ينسف زيف الكينونة وبهتان التاريخ وما خواتيم السوء والسيئة التي انتهى بها وإليها أمثال ياسين سعيد نعمان وعبدالملك المخلافي ومحمد اليدومي وسلطان البركاني وغيرهم إلا شهادة دفن لهكذا جثث ماتت وتحللت بعد أن كانت قد تحولت وما حرمت.
السؤال هو: أين كل تلك الأحزاب بكل أطيافها وبجميع أدبياتها مما يعيشه اليمن منذ سنوات ومايزال من حربٍ ودمار وحصارٍ؟!
قد تكون الإجابة: لا توجد أو بالأصح لم توجد قط.