«المهرة» ذهب الثروة وحطب الثورة
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
في نوفمبر 2017 بدأت قوات الاحتلال السعودي الأمريكي البريطاني الانتشار في مديريات الساحل المهري وبناء 10 معسكرات وقاعدة عسكرية داخل مطار الغيضة، وعززت تواجدها في هذا المطار بوصول 40 جندياً بريطانياً مع وحدة حرب اتصالات إلكترونية، إضافةً إلى قوة من العمليات الخاصة الأمريكية ووحدات كوماندوس سعودية متواجدة من قبل في هذا المطار الأكبر في اليمن من حيث المساحة البالغة 26 كيلومترا.
والسؤال هنا لماذا المهرة بالتحديد التي تريد قوى العدوان تحويلها إلى قاعدة متقدمة ودائمة في اليمن والمنطقة عموماً..؟
تطل محافظة المهرة على بحر العرب بشريط ساحلي هو الأطول في البلاد (560 كم)، وهي محافظة محاذية لسلطنة عُمان من جهة الشرق وللسعوديّة من جهة الشمال، كما أن المحافظة تحتضن في باطنها ثروات نفطية وغازية ومعدنية هائلة، ولهذا فقد كانت في مرمى أطماع الدول العظمى عبر التاريخ، نتيجة لموقعها الاستراتيجي وثرواتها الضخمة.
وتعد المهرة نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وهو ما يمكنها من السيطرة على الملاحة البحرية ومراقبتها للدول المطلة على بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي، وبما يجعلها مركز أطماع ومخططات لندن وواشنطن، لاسيما في ظل صعود الصين كقوة اقتصادية عملاقة.
كما أن هناك هدفاً آخر يتمثل في تجاوز مضيق هرمز من خلال مد الأنبوب الذي كانت تسعى السعوديّة إلى تنفيذه لربط حقول النفط السعوديّة بالبحر العربي مباشرة.
ليس في الأمر صدفة أو آنية أو ردة فعل، فقد كان للبريطانيين والأمريكيين تواجدٌ مسبق في المهرة وغيرها حتى انتصار ثورة الـ21 من أيلول/سبتمبر 2014 حين غادرت لتعود مجدداً إليها مع إعلان عدوانها على اليمن في الـ26 من مارس 2015.
السعوديون من ناحيتهم يراهنون على بقائهم في المهرة قريباً من عُمان وبحر العرب وبعيداً عن صنعاء ومضيق هرمز واستناداً للدعم الغربي والارتزاق الداخلي.
غير أن جميع هؤلاء لم يأخذوا حسابهم إلى حقائق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا.. فقبائل المهرة وأبناؤها لم ولن يقفوا أمام ما يحدث مكتوفي الأيدي، وثمة حراك ثوري باتجاه مقاومة الاحتلال والارتزاق معاً مسنودٌ بقوة الله وبوعد سيد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بأن اليمنيين سيحررون كل التراب الوطني بما فيه طبعاً تراب قشن ورمال سواحلها.
المصدر «لا» 21 السياسي