فيسبوك أوفلاين وكورونا وسائل التواصل الاجتماعي!
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
لا ولن تنسى ليلة الاثنين الرابع من أكتوبر 2021 التي كادت أن تكون ليلة سقوط رمزية الهيمنة الأمريكية الإلكترونية الموازية للسيطرة الإمبريالية العسكرية والسياسية والاقتصادية، حين ضرب فيروس كوفيدي جديد جهاز العالم الافتراضي العصبي فتهاوى فيسبوك وخوارزمياته الشقيقة لسبع ساعات أنقصت أبا هذه السلالة المتحورة مارك زوكربيرج سبعة ملياراتٍ ليكتفي -بحسب وكالة بلومبيرغ- بتراجع تصنيفه إلى المرتبة الخامسة على لائحة أثرى الأشخاص حول العالم بثروة 120.9 مليار دولار، ولتتوقف ساعات الانهيار بسبعٍ فقط مثلت مجازاً انهياراً مؤجلاً لإمبراطورية الصلف الأمريكي، التي تحولت فيها ومعها منصات التكنولوجيا إلى مجمع موازٍ للمجمع الصناعي العسكري الحاكم في واشنطن.
خبر عاجل: «عطل تقني أصاب معظم وسائل التواصل الاجتماعي على كامل الكرة الأرضية».
كورونا آخر يثير القلق وينشر الذعر ويصيب العالم بالصمت والصدمة. تباعد اجتماعي. فقدان التواصل والاتصال. افتقاد طمأنينة الاختباء خلف الكيبورد وأمان التواري وراء الإسكرين. فقد قائمة الأصدقاء والمنتجات وخسارة متعة الترفيه والتحريض وبشاعة الكراهية والعنصرية، وخسران قوانين السوق وفهلوة التسويق ورفاهية الإعجاب والتعلق والتعليق.
بحسب موقع «ستاتستا» بلغ عدد مستخدمي خدمات فيسبوك الناشطين خلال الربع الثاني من هذا العام حوالى 2.9 مليار مستخدم، وخلال الربع الأول من هذا العام استخدم 3.4 مليار شخص خدمة واحدة على الأقل من تطبيقات فيسبوك.
إنه رقم مهول للغاية، حيث تضم هذه الشبكة ثلث سكان الكوكب، فيما رصيدها في السوق العالمية يتجاوز 920 مليار دولار، غير أن مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» تحدث عن أن فيسبوك حالياً لديها عدد هائل من المستخدمين كبار السن، فيما الفئة الشابة والمراهقة التي تقوم بصناعة محتوى معاصر وابتكاري ذهبت إلى «تيك توك».
وبالعودة إلى ليلة الاثنين فقد عزت شركة فيسبوك العطل إلى «تغيير خاطئ في إعدادات موجهات الاتصال (Routers) التي تنظّم حركة مرور البيانات بين مراكز البيانات الخاصة بالشركة»، وأن هذا الأمر سبب اضطراباً في كيفية تواصل مراكز البيانات بين بعضها البعض، الذي بدوره أوقف كل خدمات الشركة.
لم يكن هذا السقوط هو الوحيد الذي تواجهه فيسبوك، فقد تحدث بعض أعضاء الكونغرس الأميركي عن منصاتٍ إلكترونية لبيع بيانات مليار ونصف المليار مفسبك في العالم، فيما سربت المهندسة فرانسيس هوغن، الموظفة السابقة في الشركة، وثائق داخلية إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» متهمةً شبكة التواصل الاجتماعي باختيار الربح المادي على سلامة مستخدميها، وأشارت هوغن إلى أن فيسبوك أدخلت قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2020 تعديلات على خوارزمياتها للحدّ من انتشار المعلومات المضلّلة، لكنها وبمجرّد انتهاء الانتخابات أعادت الخوارزميات إلى ما كانت عليه.
وتاريخ فيسبوك مليء بفضائح خصوصية البيانات. ومن بين هذه الفضائح سماحها لشركة البيانات (Cambridge Analytica) بالوصول إلى البيانات الشخصية لأكثر من 50 مليون مستخدم لأهداف سياسية، وتوسيع قدرة 150 شركة -بما فيها «مايكروسوفت» و»أمازون» و»ياهو»- على الوصول إلى المعلومات الشخصية الحسّاسة للمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك نشره للكراهية والعنصرية ومحاربته لقضايا الشعوب العادلة مثل القضيتين اليمنية والفلسطينية، ومحاباته للصهيونية تحت دعاوى معاداة السامية. وقد تحدثت وسائل إعلام عبرية مؤخراً عن نية مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا تشان تقديم مساعدات مالية لمنظمات يهودية.
وبحسب موقع «إي-جويش فيلانتروفي» فإن مالك فيسبوك وزوجته سيساهمان بمبلغ 1.3 مليون دولار لدعم 11 منظمة يهودية.
وذكر متحدث باسم الزوجين زوكربيرغ أنه قد «تعززت هويتهما اليهودية في السنوات الأخيرة، إذ التقى زوكربيرغ وزوجته بعدد من الحاخامات والعلماء لمناقشة اليهودية والمجتمع اليهودي».
المصدر «لا» 21 السياسي