أكتوبر ثورة وحرب وتشرينيون بين مجزرتين و«شوية هتع» !
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
يحتل شهر أكتوبر حيزاً زمانياً دامياً في الذاكرة الجمعية لليمنيين، ففي عشريته الأولى بين عامي 2015 و2016 ارتكب العدوان الأمريكي السعودي مجزرتين من أبشع مجازره بحق المدنيين، هما مجزرتا سنبان والصالة الكبرى اللتان سقط فيهما مئات الشهداء والجرحى.
في السابع من أكتوبر 2015 أقدم طيران العدوان السعودي الأمريكي على ارتكاب مجزرة إرهابية باستهداف متعمد ومباشر لمنزل المواطن محمد صالح غوبة السنباني في قرية سنبان، والذي كان يحتفل بعرس ثلاثة من أبنائه، وخلف 43 شهيداً و90 جريحاً معظمهم نساء وأطفال.
وبعد عامٍ بالتمام والكمال عاود العدوان ارتكاب مجزرةٍ بشعةٍ أخرى حين قامت طائراته وتحديداً في الثامن من أكتوبر 2016 باستهداف الصالة الكبرى بشارع الخمسين حدة في العاصمة صنعاء وبداخلها الآلاف من المواطنين بينهم قيادات أمنية وسياسية وحزبية كانوا يقدّمون واجبَ العزاء في وفاة والد اللواء الركن جلال الرويشان، نائب رئيس حكومة الوفاق، وخلفت المذبحة حوالى 160 شهيداً و799 جريحاً في 4 غارات إجرامية متتالية.
وفي ذكرى هاتين المذبحتين، وفي السابع من أكتوبر 2021، يمنح مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، السعودية تفويضاً إجرامياً جديداً لارتكاب مزيد من تلك الجرائم وذلك بقرار أغلبية أعضائه من الدول المتسعودة المرتزقة بعدم تمديد عمل لجنة الخبراء في التحقيق بالجرائم المرتكبة في اليمن.
وفي ذكرى الرابع عشر من أكتوبر 1962 حين اندلعت من ردفان ثورة اليمنيين لتحرير الجنوب من الاحتلال الإنجليزي يعاود هذا الاحتلال تمظهره جهاراً بتواجده المباشر في المهرة ومن خلف مرتزقته الخونة في شرعجية الدنبوع وانتقالي مثلث الدوم.
عربياً يوافق السادس من أكتوبر ذكرى حرب 1973 التي حقق فيها الجيشان المصري والسوري انتصارا نسبياً على الكيان الصهيوني، ليبيع السادات دماء شهداء العبور لمناحيم بيغن وجيمي كارتر وهنري كيسنجر مقابل رفع العلم المصري على منتجع طابا الذي يرتاده الصهاينة من قبل ومن بعد ليدفع السادات في السادس من أكتوبر 1982 حياته ثمن صفقته الخاسرة تلك على أيدي ثعابين الحركات المتطرفة التي رباها ورعاها لضرب خصومه من الناصريين والقوميين واليساريين. اليوم وفي ذكرى تلك الحرب يشيد السيسي بما سماه السلام مع الكيان الصهيوني، ويدعو قادة المنطقة للاقتداء بالسادات في الوقت ذاته الذي يشن فيه الإعلامان السعودي والقطري حملة على الأردن بدعوى «التطبيع» مع سورية، وذلك على خلفية الاتصال الأخير بين الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني عبدالله الثاني، وهذا الأخير يواجه اتهامات بالفساد والتهرب الضريبي بحسب الوثائق التي ظهرت أخيراً وعرفت بتسريبات باندورا التي سنعرج على بعض أرقامها اللافتة، كما سنأتي على بعض أرقام ودلالات فيروس فيسبوك وكورونا تباعد وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالتزامن مع إعلان الجيش العراقي أن القوات الأميركية المكلفة بمهامّ قتالية باشرت الانسحاب من البلاد، كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن وحدة من قوات العمليات الخاصة ووحدة من مشاة البحرية تعملان سراً في تايوان لتدريب القوات العسكرية هناك في إطار جهود تعزيز دفاعات الجزيرة مع تصاعد القلق بشأن «غزو صيني محتمل»، في إشارة واضحة لما سنتناوله في موضوعنا الرئيس اليوم بشأن تغير الاستراتيجية الأمريكية في منطقة «الشرق الأوسط» وانتقال تكتيكاتها المباشرة باتجاه الشرق الأقصى.
وما يزال السجال جارياً بين جزائر المليون شهيد وفرنسا ماكرون على خلفية تصريح الأخير عن عدم وجود أمةٍ جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي، فيما يستمر التوتر في الحدود الإيرانية الأذرية وتدخل روسيا لإيقاف التصعيد، خاصةً مع التصريحات الإيرانية القوية برفض أي تواجد صهيوني على حدودها والتلويح باتخاذ خياراتٍ حاسمة.
وضجت حسابات مواقع التواصل اليمنية احتفاءً واحتفالاً بفوز الروائي التنزاني المولود في زنجبار عبد الرزاق غورنه بجائزة الديناميت «نوبل» للآداب لعام 2021، بدعوى أن أصله من الديس الشرقية بحضرموت اليمن. وبغض النظر عن صحة ذلك فإن عبد الرزاق غورنه سيكون أوّل أفريقي أسود يفوز بـ»نوبل» الآداب منذ وولي سوينكا في عام 1968 والذي يذكرني أيضاً بالروائي السوداني الطيب صالح وروايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال» وبطلها الذي يتسابق على مشابهته أمراء النفط وشيوخ الغاز وسعيهم الدائم والدؤوب لغزو أوروبا بتبذير ثروات شعوبهم على شراء الأندية، وآخرهم كان المهفوف ابن سلمان ومحاولته الأخيرة شراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بعد فشله سابقاً في الاستحواذ على مانشستر يونايتد.
وبدءاً من هذا العدد سيتم عرض ونشر أول بورتريه من سلسلة بورتريهات خريف الوصاية. وكما عودناكم سنمخر عباب الخبر بأشرعة الوطن الخضراء، فيا مرحبا بكم.
المصدر «لا» 21 السياسي