«لا» 21 السياسي -
أصبحت باربادوس في الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر أحدث جمهورية في العالم بتحرّرها من سلطة التاج البريطاني، حيث أُنزل علم التاج البريطاني وأقسمت الحاكمة العامة للجزيرة الكاريبية، ساندرا ميسن، اليمين الدستورية رئيسة للجمهورية الوليدة.
والجمهورية الوليدة معروفة بشواطئها الرائعة، وتُعتبر لؤلؤة جزر الأنتيل الصغرى، بسكّانها البالغ عددهم نحو 287 ألف نسمة.
وجاء إحلال النظام الجمهوري في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في الكاريبي والمستقلة منذ عام 1966 بعد سنوات من حملات محلية ونقاشات طويلة حول قرون من النفوذ البريطاني تخللته مئتا عام من العبودية.
بالتوازي، مكن الخونة والمرتزقة لؤلؤة الموانئ وعروس المدائن عدن وسواحل خليجها وجزرها في بحر العرب للمحتل الأجنبي من جديد، وبعد 54 ذكرى للجلاء حولوا يوم الـ30 من تشرين الثاني/ نوفمبر من نهار استقلال إلى ليل احتلال.
خونة صغار جدا لم يستوعبوا كِبر اليمن، ومرتزقة رخيصون للغاية لم يعبؤوا بكبرياء شعبه. نصف قرن منذ جلاء البريطاني لم تكن فترة كافية لتصفية أوردة التراب وتنظيف شرايين الطين من كل كرموزومات عملاء العيون الزرق ومن جميع جينات مرتزقة الدماء الأنجلوساكسونية.
بُعيد نكسة حزيران/ يونيو 1967 أعاد عبود ورفاقه للعرب بعض الكرامة بتحرير كريتر من الإنجليز، وحول المناضلون حواري اليهود إلى أحياء موتى في عدن في الوقت نفسه الذي استصرخت فيه امرأة غزاوية الأعراب من عضات ذئاب عصابات الصهاينة، ولم يجبها «معتصمٌ» واحد بين المحيط والخليج، سوى أحرار الدكة وحرائر الشيخ عثمان.
ملحمة استقلال حدثت هنا قبيل نصف قرن. وهناك اليوم عيدروس وابن بريك وبقايا صنائع الإنجليز يبغونها عوجا ويريدونها ملحمة زفرٍ بقرية ومرقٍ ثوري سواطيرها أطماع الصهاينة وسكاكينها دراهم المتآمرين، وطيسانها جماجم اليمنيين.
وفيما باربادوس تستقل عن برمنغهام، يستقل عيدروس طائرة الوضاعة عبداً بين الرياض وأبوظبي رايح جاي بين هوان الزمان ومهانة المكان، باحثاً عن «بن غوريون» مطاراً للرخص وقطاراً للعبودية وتاجراً للرق ومستعمراً للدم وسيداً العبيد.