كيف يعجز نظام باتريوت عن صد المسيرات اليمنية؟
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
تقوم فلسفة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي بشكل عام على إطلاق صاروخ «أرض-جو» لاعتراض وتدمير صاروخ باليستي في الجو قبل أن يصل إلى هدفه. وتحتوي المنظومة على ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: منصة الإطلاق، الرادار، وصواريخ الاعتراض. وأشهر نوعين من هذه الأنظمة عالمياً هما «إس» الروسي، و»باتريوت» الأمريكي.
وتعتمد السعودية على «باتريوت» الأمريكي، ويوجد منها نوعان: الأول (PAC-2) وهو الأقدم، والثاني (PAC-3) وتم إنتاجه لأول مرة عام 2002. أما النوع الأول فقد استخدم للمرة الأولى في حرب الخليج الأولى 1991.
وتحتوي منصة الإطلاق في «باتريوت» على 16 قاذفة، تحمل كل منها صاروخ «باتريوت» واحداً، وكل قاذفة متصلة بنظام تحكم، عن طريق الألياف الضوئية أو من خلال الاتصال اللاسلكي.
وعندما يتم رصد هدف من جانب المنظومة -سواءً كان صاروخاً باليستياً أم طائرة مسيَّرة- يتم إطلاق صاروخ «باتريوت» لاعتراضه وتدميره، وفي الوقت نفسه ينطلق من منصة الإطلاق ذراع هيدروليكية تحمل صاروخاً بديلاً مكان الصاروخ الذي أُطلق، مما يسرع عملية الإطلاق.
وتحتوي كل منصة إطلاق على رادار (AN/MPQ-53/6) من نوع مصفوفة المسح الإلكتروني السلبي، قادر على كشف الصواريخ عن بُعد يصل إلى 100 كيلومتر. كما يحدد الرادار سرعة الصاروخ ومساره وتحديد ما إذا كان الصاروخ معتدياً أو صديقاً من خلال نظام تشفير بين الأسلحة الصديقة. ويمكن لنظام الرادار في باتريوت رصد 9 صواريخ باليستية تم إطلاقها في آن واحد.
ويعمل نظام التحكم في «باتريوت» من خلال حاسب آلي متصل مع نظام الرادار ومع منصة الإطلاق ومزوَد ببرامج التحكم والتوجيه. ويعمل على نظام التحكم ثلاثة أشخاص في حالة الطوارئ. أما في الأغلب فيتم وضع النظام في حالة التحكم التلقائي.
ويعمل النظام الإلكتروني كوسيط بين منصة الإطلاق ونظام الرادار. وفي حال وجود أكثر من منصة إطلاق صواريخ باتريوت، فإن أنظمة التحكم يتصل بعضها مع بعض ومع المنصة الرئيسية، للتنسيق بينهما في إطلاق الصواريخ.
وكان أول صاروخ استُعمل لنظام الباتريوت هو (MIM-104A, «Standard) المخصص للاشتباك مع الطائرات؛ لكن كانت إمكاناته محدودة ضد الصواريخ الباليستية وبمدى 70 كم، وسرعته تزيد على 3 ماك.
بينما يعتبر صاروخ (MIM-104C PAC-2) أول صاروخ مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية، ومن إصداراته الأخرى (MIM-104D/E). أما صاروخ «باك-3»، فهو صاروخ اعتراضي جديد كلياً لاعتراض الصواريخ الباليستية، ويمكن وضع 4 صواريخ في كل خانة من منصة الإطلاق التي تحتوي على 4 خانات بمجموع 16 صاروخاً لكل منصة.
وفي ضوء هذه المعلومات، يتضح سبب عدم تمكُن نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» من منع وصول الهجمات اليمنية إلى أهدافها؛ إذ إن الطائرات المسيرة وحتى الصواريخ التي يستخدمها اليمنيون يمكنها الطيران على ارتفاعات منخفضة، مما يفسر عنه عدم نجاح «باتريوت» في التصدي لها بنسبة نجاح تامة.
وتنقل صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه «حتى ولو كانت مزودة بالكامل بالصواريخ الاعتراضية تظل الرياض عرضة للخطر، لأن نظام صواريخ باتريوت مصممة لمواجهة الصواريخ الباليستية وليس الطائرات الصغيرة بدون طيار».
المصدر «لا» 21 السياسي