الهزائم السعودية من خالد بن سلطان إلى محمد بن سلمان
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
كانت السعودية على موعد مع أول هزيمة من مجاهدي أنصار الله في أول مجابهة مباشرة خاضتها معهم خلال الحرب السادسة على صعدة (2009/ 2010)، وهي الهزيمة التي عبّر عنها حينذاك ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز بلغة غاضبة على خالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع وقتها. وبحسب برقية للسفير الأمريكي في الرياض جيمس بي سميث، في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2009، فإن الملك عبدالله كان غاضباً بخصوص سير العمليات العسكرية، لأسباب ثلاثة رئيسة: طول مدّة المواجهات مع أنصار الله، كثرة أعداد الضحايا والإصابات في الجانب السعودي، وفشل القدرة العسكرية السعودية في المعارك، رغم إنفاق مليارات الدولارات في سبيل تحديثها على مدى عقود.
كرّر ناطق العدوان السعودي الأمريكي السابق أحمد عسيري، مع بداية العدوان على اليمن في الـ26 من آذار/ مارس 2015، أنه «تمّت السيطرة على المجال الجوي اليمني في 15 دقيقة» في نوع من السخرية الفوقية والاستعلاء السعودي التاريخي على اليمن وشعبه، ليرد عليه هذا الشعب المقاوم وعلى أسياده سبع سنوات بصليات صمود ومواجهة بدأت بإطلاق أول صاروخ يمني على جيزان في مملكته الهالكة، وذلك في السادس من حزيران/ يونيو من العام نفسه.
استندت القوة الصاروخية اليمنية في العام الأول من العدوان إلى مخزون الصواريخ السوفييتية القصيرة المدى وعدد من الصواريخ الكورية الشمالية وعمليات تحويل صواريخ «سام» (أرض- جو) إلى «أرض- أرض»، وشهدت أوّل شهور الحرب استخداماً لهذه الترسانة وإطلاق صواريخها على جيزان وعسير ونجران جنوب السعودية.
أعلنت السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 اعتراض صاروخ يمني في أوّل اعتراف بوصول الجيل الأول من منظومة «بركان» إلى هدفها. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 سُجّل أول استهداف للعاصمة السعودية الرياض.
مع بداية عام 2018 أعلن الرئيس الشهيد صالح الصماد أن هذا العام سوف يكون «عاماً باليستياً بامتياز»، لتُكثّف القوة الصاروخية بعد ذلك هجماتها بشكل يتناسب مع منحى تطوُّرها كمّاً ونوعاً.
في يوم الذكرى الثالثة للعدوان، تم استهداف الرياض، لتعود القوة الصاروخية اليمنية وتستهدفها في الشهر نفسه، وليتكرّر المشهد ذاته في الشهر السادس من العام عينه.
في تموز/ يونيو 2019، ارتكب العدوان مجزرة راح ضحيّتها 15 شهيداً يمنياً كلهم من الأطفال، سوى واحد، مع إصابة 22 امرأة و34 طفلاً في ما محصّلته 110 ضحايا. وهذه المجزرة دفعت اليمنيين إلى تدشين عمليات توازن الردع.
فبعد المجزرة بقرابة شهر وبالتحديد في الـ17 من آب/ أغسطس 2019، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عملية «توازن الردع الأولى» التي استهدفت حقل الشيبة النفطي التابع لشركة «أرامكو» على الحدود مع الإمارات بعشر طائرات مسيرة، واعترفت السعودية آنذاك بالضربة وأعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية خالد الفالح أن «إحدى وحدات معامل الغاز تعرضت لاعتداء، عبر طيارة مفخخة».
في 19 أيلول/ سبتمبر 2019 نفذت القوة الصاروخية اليمنية عملية توازن الردع الثانية استهدفت مصافي بقيق وخريص التابعتين لشركة «أرامكو» بعدد من الطائرات المسيرة وأصابت أهدافها بدقة عالية وعطلت ما يقارب نصف إنتاج المملكة من النفط الخام وفق تقارير وكالات إعلام عالمية.
عملية توازن الردع الثالثة استهدفت منشأة «أرامكو» وأهدافا أخرى في «ينبع»، المدينة الصناعية السعودية الأبرز على ساحل البحر الأحمر، ونفذت بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة في الـ21 شباط/ فبراير من العام 2020، حيث شب حريق ضخم في المنشأة استمر ساعات.
في الـ23 من حزيران/ يونيو 2020، كانت عملية «توازن الردع الرابعة» ونفذت بصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيرة. ومن الأهداف التي تم استهدافها رئاسة الاستخبارات العامة ووزارة الدفاع السعودية وقاعدة سلمان الجوية في الرياض، إضافةً إلى مواقع عسكرية في نجران وجيزان.
«توازن الردع الخامسة» تم تنفيذها 28 شباط/ فبراير 2021، واستهدفت في هجمات منسقة مواقع حساسة في عاصمة العدو الرياض وأبها وخميس مشيط، ونفذت العملية بصاروخ باليستي نوع «ذو الفقار»، و15 طائرة مسيرة، منها 9 طائرات نوع «صماد3».
نهار السابع من آذار/ مارس 2021، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن قيادة تحالف العدوان إعلانها «بدء تنفيذ عملية عسكرية نوعية بضربات جوية موجعة تستهدف القدرات الحوثية في صنعاء»، بحسب البيان، وأظهرت المشاهد هلع السكان والأطفال وكأن ميزان القوى ما يزال كما كان عليه في الأشهر الأولى من العدوان.
لم يتأخر الرد اليمني، بل جاء في الليلة نفسها في عملية ذات مضامين عدة، سواءً في سرعة الرد أو المواقع المستهدَفة ومداها الجغرافي، وكانت عملية «توازن الردع السادسة» التي استهدفت منشآت «أرامكو» في ميناء رأس تنورة في المنطقة الشرقية وأهدافاً عسكرية في الدمام والظهران بـ10 طائرات مسيرة وصاروخ «ذو الفقار»، ليشهد سكان المنطقة الشرقية ولأول مرة أصوات الدفاعات الجوية فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى هجمات متوازية على كلّ من عسير وجيزان بـ4 طائرات مسيرة و7 صواريخ «بدر».
«توازن الردع السابعة» تم تنفيذها فجر الأحد 5 أيلول/ سبتمبر 2021، واستهدفت منشآت تابعة لشركة «أرامكو» السعودية في رأس التنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية بـ8 طائرات مسيرة نوع «صماد3»، وصاروخ باليستي نوع «ذوالفقار».
كما استهدفت منشآت «أرامكو» في جدة، وقطاع جيزان ونجران بـ5 صواريخ نوع «بدر» وطائرتين مسيرتين من نوع «صماد3».
في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2021، نفذت القوات المسلحة عمليةً عسكرية نوعية «عملية السابع من ديسمبر»، استهدفتْ عدداً من الأهداف العسكرية التابعة للعدو في الرياضِ وجدة والطائف وجيزان ونجران وعسير، إذ نفذت العملية بعدد من الصواريخ الباليستية و25 طائرة مسيرة، وعلى النحو الآتي:
- 6 طائرات مسيرة نوع «صماد3» وعدد من صواريخِ «ذي الفقار»، استهدفت وزارة الدفاع ومطار الملك خالد وأهدافاً عسكرية أخرى في عاصمة العدوِّ السعوديِّ الرياض.
- 6 طائرات مسيرة نوع «صماد2، و3» استهدفتْ قاعدة الملك فهد الجويةَ بالطائف وشركةَ «أرامكو» بجدة.
- 5 طائراتٍ مسيرةٍ نوع «صماد1، و2» استهدفتْ مواقعَ عسكرية في مناطق أبها وجيزان وعسير.
- 8 طائراتٍ مسيرةٍ نوع «قاصف 2K» وعدد كبير من الصواريخ الباليستية استهدفت مواقع حساسة وهامة في مناطق أبها وجيزان ونجران.
المصدر «لا» 21 السياسي