«لا» 21 السياسي -
أدى الغزو العراقي للكويت في العام 1990 والعقوبات الدولية اللاحقة إلى إخراج أكثر من 5 ملايين برميل يوميا من النفط من السوق. وبذلت الولايات المتحدة جهودا عسكرية هائلة لعكس مسار الغزو. ومع ذلك، عندما هاجمت «إيران» منشآت نفطية سعودية رئيسية في بقيق وخريص في سبتمبر/ أيلول 2019، مما أدى إلى إخراج نحو 5 ملايين برميل يوميا من السوق مؤقتا، لم تتحرك إدارة الرئيس السابق «دونالد ترامب».
وهناك الآن تساؤلات مطروحة حول مدى أهمية نفط الخليج لأمن الطاقة في الولايات المتحدة، بالنظر إلى تعافي إنتاج الطاقة الأمريكي. وبالتالي، فإن الحماية العسكرية للنفط في الخليج مضيعة للمال والأرواح.
والسؤال المباشر الموجه لواشنطن يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. فلا يوجد دليل على أن الإيرانيين قد استخدموا سلاحا؛ ولكن هناك الكثير من القلق من أنهم قد يفعلون ذلك.
ومع احتمال فشل محادثات فيينا النووية، قد يجد «بايدن» نفسه أمام خيار من اثنين: إما دعم هجوم «إسرائيلي» على المنشآت النووية الإيرانية، وإما إصدار الأمر بنفسه.
وإذا كانت ذروة التدخل الأمريكي في «الشرق الأوسط» هي أواخر العقد الأول من القرن الـ21 مع زيادة عدد الأفراد العسكريين في العراق وعشرات الآلاف من القوات في أفغانستان، فإن الوجود الأمريكي الحالي يعكس بالتأكيد شيئا من الانسحاب. ومن غير المحتمل أن يكون أي رئيس أمريكي في المستقبل القريب على استعداد للعودة إلى هذا المستوى من المشاركة العسكرية.
ومع ذلك، من الواضح أيضا أن الأفكار الأكثر تطرفا بشأن «الانسحاب» الإقليمي للولايات المتحدة مستبعدة إلى حد كبير.
ويحتاج النقاش حول سياسة الولايات المتحدة في «الشرق الأوسط» إلى الابتعاد عن الأفكار الحدية، مثل «الالتزام» مقابل «الانسحاب»، والانخراط في الأسئلة الحقيقية حول المصالح في «الشرق الأوسط» التي تبرر وجود القوة العسكرية الأمريكية والتهديدات التي تبرر استخدامها.
• د. إف. جريجوري جوز - معهد دول الخليج في واشنطن.