
«لا» 21 السياسي -
تهويلٌ عرمرمي وعويلٌ أممي من حرب شوارع في اليمن.. كأن الحرب غــداً!
في موقفٍ يثبت صحة قرار صنعاء رفض استقباله ثلاث مراتٍ متتالية، ويؤكد كذلك اقتراب قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من تحرير مدينة مأرب، بدا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مثيراً للشفقة وهو يحذر مما سماها مخاطر اندلاع حرب شوارع في مأرب. وقال غروندبرغ، في اجتماع شهري لمجلس الأمن الدولي مخصص لليمن، إنه قلق من احتمال اندلاع حرب شوارع في مأرب يكون لها عواقب وخيمة على المدنيين.
غروندبرغ، الذي لم ينبس ببنت شفة بشأن أي جريمة من جرائم القتل والحصار التي يرتكبها العدوان بحق اليمنيين، حذر أيضاً من «خطر أن يفتح ذلك فصلا جديدا في الحرب في اليمن أكثر دموية»، مطالبا بـ«وقف التصعيد واتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين».
وأعلن أنه يعتزم إطلاق «عملية سياسية جامعة يديرها اليمنيون ويدعمها المجتمع الدولي».
وشدد على أن «التصعيد العسكري يجب ألا يوقف هذه العملية، ويمكن بل ويجب على المتحاربين التحدث مع بعضهم حتى لو لم يكونوا مستعدين لإلقاء أسلحتهم».
اللافت كان موقف المندوب الروسي خلال الاجتماع، حيث أكد وجوب تجاوز القرار (2216) من أجل الوصول إلى حل في اليمن، ليعلق عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على هذا الموقف بتغريدة له في «تويتر» قال فيها إن «موقف المندوب الروسي في جلسة مجلس الأمن كان موقفاً مسؤولاً وينبئ عن تشخيص حقيقي للواقع الذي تواجهه الجمهورية اليمنية من الغطرسة الأمريكية الفرنسية البريطانية وبحثهم عن المصالح الشخصية كدور وجزء تعهدت به هذه الدول ضمن مهام مشاركتهم في العدوان على اليمن».
من جانبه، وكمندوب عن الولايات المتحدة أكثر من كونه ممثلاً للأمم المتحدة، قال راميش راجا سينغهام، نائب أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، لمجلس الأمن: «في مأرب تواصل قوات الحوثيين هجومها الذي أدى إلى نزوح أكثر من 45 ألف شخص منذ سبتمبر. وتشير تقارير إلى قصف عشوائي لقوات الحوثيين بانتظام ينذر بالخطر في مأرب، بما في ذلك صواريخ طالت مخيما للنازحين في 9 ديسمبر ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين»، متجاوزاً أرقام عشرات آلاف الضحايا من المدنيين الذين قتلتهم وما تزال آلة العدوان الأمريكية السعودية في اليمن ككل.
ويأتي هذا العويل الكاذب توازياً مع صدور بيان مشترك أنبأ بحراجة الموقف السعودي ـ الإماراتي ـ الأمريكي ـ البريطاني في ما يتصل بالمعركة الدائرة في مأرب عبر دعوته إلى وقف إطلاق النار هناك، بينما واصلت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمها في محيط المدينة مستكملة أخيراً السيطرة على جبل البلق الشرقي ومنتقلة إلى وسط وادي عبيدة.
في السياق وصل وزير الخارجية السعودي إلى القاهرة في إطار محاولات سعودية لإعادة تحشيد مؤجل لدول وجهات همشتها الرياض وحيدت دورها في السنوات الأخيرة، ومنها باكستان التي أودعت الرياض في خرينتها ثلاثة مليارات دولار قبل أيام ونفذت معها مناورات مشتركة بمركز سلطان بن خالد في المنطقة الشمالية وأطلق عليها «الكاسح 3».
السعودية، التي أعلنت قبل أشهر إعادة تقييم استراتيجيتها في الحرب على اليمن، تحاول إعادة تجميع شتات التحالف بالتوازي مع رفع واشنطن الحظر على تصدير الأسلحة للسعودية والدفاع عنها، تؤكد المعطيات على الأرض أنها -وبرغم كل ذلك وبرغم كل التصعيد في الغارات الجوبة مؤخراً- لا تخطط للخوض مجددا في حرب استنزفتها الكثير، بل تستعد لتطورات ما بعد هزيمتها في مأرب، محاولة البحث عن خط دفاع على جنوبها وعن خط تفاوض يبقي لها أي نفوذ في جنوب اليمن، خاصة بعد أن نجحت قوات الجيش واللجان الشعبية الخميس في تطويق مدينة نجران، إحدى أهم المدن جنوب السعودية بعد نجاحها في تأمين أهم المناطق الاستراتيجية على الحدود في هذه الجبهة وسيطرتها خلال معارك الأربعاء على جبال قعشان ووادي سلبة في مديرية خب والشعف آخر المديريات الحدودية في محافظة الجوف.
مارينز ومرتزقة ودواعش فــي مأرب..أمريكا تستغيث!
كشفت صحيفة «إنتلجنس» الفرنسية، المتخصصة بالمعلومات الاستخبارية، عن مشاركة القوات الأمريكية في معركة مأرب إلى جانب المرتزقة.
وقالت الصحيفة إن القوات الأمريكية تساند قوات العدوان السعودي وتزودها بمعلومات استخبارية لقصف قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، في إطار ما قالت إنها المعركة الاستراتيجية في مأرب.
وذكرت الصحيفة أن المشاركة الأمريكية في معركة مأرب جاءت وفق اتفاق جديد.
وأضافت: «الولايات المتحدة والسعودية بدأتا مؤخرا مرحلة جديدة في تعاونهما بشأن اليمن في سياق المعركة الاستراتيجية في مأرب».
بالطبع ليست هي المرة الأولى التي يكشف فيها أن العدوان على اليمن أمريكي بداية ونهاية؛ غير أن هذه المعلومات تؤكد مركزية معركة مأرب في الحرب بين مشروع الصهاينة ومشروع المقاومة في المنطقة.
المصدر «لا» 21 السياسي