«لا» 21 السياسي -
ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد رفضا تلقي اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأوضحت الصحيفـة أن «بايدن كان ينوي الاتصال بابن سلمان وابن زايد لطلب زيادة إنتاج بلديهما من النفط».
وأضافت أن الإمارات والسعودية ترفضــــان زيادة إنتاج النفط، التزاماً بخطة أقرتها «أوبك» ومجموعة من المنتجين بقيادة روسيا.
وقالت «وول ستريت جورنال» إن رفض ابن سلمان وابن زايد تلقّي اتصال بايدن يعبّر عن عدم رضاهما عن حجم دعم واشنطن للحرب على اليمن، كما يعبّر عن عدم رضاهما عن مفاوضات فيينا.
ولفتت الصحيفة إلى أن علاقات السعوديين بواشنطن تدهورت في ظل إدارة بايدن، فهم يريدون المزيد من الدعم في الحرب على اليمن والمساعدة في برنامجهم النووي مع تقدم إيران.
وأضافت أن ابن سلمان -وفق مسؤولين سعوديين- يريد أيضاً حصانة قانونية في الولايات المتحدة؛ إذ إنه يواجه عدة دعاوى قضائية فيها، بما في ذلك قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في العام 2018.
الخبر الوارد أعلاه تناقلته الكثير من القنوات والصحف والمواقع نقلاً عن الجريدة الأمريكية التي لم تقل بأن بايدن اتصل، بل قالت إن بايدن كان ينوي الاتصال، فيما مواقع البترودولار أقامت الدنيا ولم تقعدهـا احتفـــاءً بالمخاصمة، وهــو ما لا يمكن تفسيره بعيداً عن معنى «يتمنعن وهن راغبات» للقاء أو تلقي اتصال من بايدن «النعسان» كما يطلق عليه الإعلام الأمريكي، أو كما وصفته وسائل التواصل الاجتماعي السعودية بـ«شيبة العفاريت»، والذي عرض -كما سرب موقع «أكسيوس» ونفاه البيت الأبيض- السفر إلى الرياض والاجتماع بـ«أبو منشار» ابن سلمان.
مسوغات/ شروط الرفض التي نقلتها الصحيفة معيبة بدايةً بحق «مبس» و«مبز» أكثر من السخرية التي لحقت ببايدن، إن حدث الرفض أصلاً. فطلب الدعم الأمريكي لمواصلة العدوان على اليمن يوحي وكأن واشنطن لا تمثل رأس الحربة في هذا العدوان، وإن أكد بشكل قاطع فشل السعودية والإمارات -ونحن على أعتاب العام الثامن من العدوان- في تحقيق أي انتصار في اليمن! وكأن هذا الشرط يأتي بناءً على تنصل بايدن عن حماية ممالك النار، وكأنه لم يبعها أسلحة بعشرات مليارات الدولارات ناكثاً بوعده الانتخابي الشهير بإيقاف الحرب على اليمن!
حتى وإن بدا الأمر مقلوباً فذلك نتيجة يد بايدن المرتخية «شرق أوسطياً»، وفشله المتدحرج إلى الأعلى خارجياً وداخلياً باتجاه يمنطق التساؤل عن إمكانية المهفوف في الإطاحة ببايدن والديمقراطيين سعياً للظفر بشرعية مؤجلة ينتظرها في اتصال مشروعية يتشوق لها من دونالد ترامب بعد سنتين من راهن التحالف المشتبك بين «أوبك» ابن سلمان وبين بوتين «بلس»، وهو التحالف الذي دشن رحلة صعود أسعار النفط من نحو 52 دولاراً للبرميل عند تسلّم بايدن الرئاسة في كانون الثاني/ يناير 2021 إلى ما فوق الـ120 دولاراً حالياً.
يشير البعض بإصبعٍ مرتجفة إلى ما يتوهمه من ارتعاشة النزع الأخير التي تكابدها اتفاقية «الحماية مقابل النفط» ذات الـ80 سنة، وكأن النفط هو ما أسس لتلك العلاقة الشاذة، فيما الحقيقة هي أن النفط كان هامش الاتفاقية بينما متنها يقتضي الالتزام المطلق بتأدية السعودية لدورها الوظيفي الذي خُلقت لأدائه، متمثلاً في حماية المشروع الصهيوني، وهذا ما دفع ابن سلمان -كما هو حال ابن زايد- إلى حتمية الاحتماء بـ«إسرائيل» وإلى الاختباء المكشوف من خيال شبح «شيبة العفاريت» خلف ظل الشيطان ذاته، تعبيراً عبرياً عن حنقٍ ظاهره العتب على بايدن وباطنه الفشل في اليمن.
وكديدنه في الغواية وما بعدها سيعلن إبليس براءته من عربانه الغاوين قريباً، محولاً نخيطهم المصطنع إلى مجرد قرقعة براميل فارغة سيملؤها بالنفط ويشحنها للأمريكي حتى بلاد الدجال، والأيام بيننا!