خيبة غوتيريش وهيبة الـ18 مليار دولار
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
قال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء 23 آذار/ مارس، إن هناك أدلّة على أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى استنزاف الموارد وصرف الانتباه العالمي عن أزمات أخرى.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي، التي انعقدت في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.
وقال غوتيريش في كلمته: «نرى أدلة واضحة على أن الحرب في أوكرانيا تستنزف الموارد وتصرف الاهتمام عن بؤر التوتر الأخرى التي هي في أمسّ الحاجة إلى ذلك»، مضيفاً أنه «خلال الأسبوع الماضي فقط، شعرت بخيبة أمل عميقة؛ لأن الاستجابة لندائنا من أجل اليمن جمعت أقلّ من ثلث الأموال المطلوبة، لذا أناشد دول الجامعة العربية أن تجود بأموالها في هذه الفترة الحرجة».
خيبة الأمل التي عبر عنها غويتريش (عميقاً) سبق أن شعر بها وكيله للشؤون الإنسانية ومبعوثه الخاص السابق إلى اليمن، مارتن غريفيتث، في 16 آذار/ مارس الجاري، عقب المؤتمر الذي نظمته الأمم المتحدة لمساعدات اليمن وتعهد فيه المانحون الدوليون بتقديم 1.3 مليار دولار فقط من أصل 4.3 مليار دولار سعت المنظمة للحصول عليها لتمويل الاستجابة الإنسانية في البلاد.
وبرغم كل خيبات الأمل الأممية تلك غير أن أكثر من 18 مليار دولار أمريكي تلقتها الأمم المتحدة لتمويل خطط الاستجابة الإنسانية في اليمن على مدى السنوات الست الماضية تحول تلك الخيبات إلى مجرد دموع يمنية في عيون أممية وقحة.
تتحدث بعض التقارير بأن "حجم التمويل الكبير من مؤتمر المانحين لتمويل منظمات الأمم المتحدة في اليمن، منح البلد الأفقر بالجزيرة العربية ثاني أغلى استجابة في العالم بعد سورية"؛ إلا أن "الاستجابة الإنسانية في اليمن من بين الأسوأ، إن لم تكن أسوأ الاستجابات على الإطلاق"، في بلدٍ أودى العدوان المستمر عليه منذ سبع سنوات بحياة 377 ألف شخص حتى نهاية 2021 وكبد اقتصاده خسائر 126 مليار دولار وفق الأمم المتحدة ذاتها.
وعودةً إلى خيبة غويتريش، الذي ناشد ما سماها دول جامعة الدول العربية أن تجود بأموالها لليمن، فقد كان الأجدى أن يطالبها بإيقاف عدوانها ورفع حصارها؛ ولكن غويتريش ومنظمته يقفان على مسافة الأعراب نفسها من اليمن، فـ"ضعف الطالب والمطلوب"!
ولنتذكر جميعاً أنه ومع بدء العدوان حذّرت أمم غويتريش المتحدة من حدوث كارثة إنسانية في اليمن، مقرّة بأن هناك ستة ملايين يمني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وهي تؤكد اليوم في آخر بياناتها أن حوالى 16 مليوناً يمثلون أكثر من نصف سكان هذا البلد يعانون من الجوع، ما يُعتبر نتيجة طبيعية لفشل الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية العاملة في اليمن في الضغط على دول العدوان لوقف الحصار وعدم اعتراض الشحنات التجارية القادمة إلى ميناء الحديدة.
المصدر «لا» 21 السياسي