بمب الممرات والنفخُ في دواليب هدنة معطوبة!
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
«لا» 21 السياسي -
شهران من الإعلان ولما يُنفذ تحالف الحرب من بنود الهدنة ما عدا تسيير رحلتين بوجهة واحدة من وإلى مطار صنعاء، وإدخال عددٍ أقل من سفن الوقود الثماني عشرة إلى ميناء الحديدة، وخروقات عدائية مستمرة قصفاً وزحفاً وتجسساً وإغاراتٍ، في الداخل وعلى جبهة الحدود.
من الواضح أن تحالف العدوان يهدف إلى سرقة الوقت لترتيب بيادقه المبعثرة على مربعات شطرنج الحرب من جديد، وإلى طمأنة أسياده بشأن النفط، وإلى مفاقمة الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وإلى محاولة تأليب الناس في الداخل ضد أنفسهم، مستخدماً الأكاذيب سُلماً لغاياته والإشاعات درجاً لأمنياته، متوسلاً آلته الإعلامية الارتزاقية الضخمة ومتكئاً على مراوغاته بالحقائق ومخادعاته في الوقائع.
في المقابل، يدرك العدوان برغم كل ألعابه البهلوانية وألاعيبه الشيطانية أن الهدنة، قراراً وإقراراً، تمريراً وتمديداً، مرهونة بموقف صنعاء، الذي أثبت، بدايةً ونهايةً، قدْراً وازناً وموزوناً من المسؤولية الإنسانية، واقتداراً محسوباً ومحسوماً في ضبط المسار وانضباط القرار، وقدَراً مُسلِّماً ومسالماً عقيدته النصر واعتقاده السلام، وهو أيضاً (القرار)، وفي وجهه الآخر، الملتزم بدءاً ومبدءاً بتحقيق الهدف الأول من الهدنة، وهو رفع المعاناة عن الشعب اليمني. وبقدر هذا الرفع سيتقرر التمديد بالتنفيذ الناجز غير المنقوص لكل ما تم عرقلته وبالمزيد من المزايا المعيشية لليمنيين.
تفهم الرياض، وما قبلها وبعدها، كل ذلك، وتعلم أن معظم مدخلات ومخرجات معادلة اليمن، حرباً وسلماً، صارت بيد صنعاء، لا بيدها؛ لكنها وللمفارقة عاجزة عن أي استشراف مستقبلي للنتائج المترتبة عليها في الحالين، وبينهما: نهاية حربها على اليمنيين وبداية السلام بينهم.
ومن عمّان تترشح أخبار هوائية حتى اللحظة وأشبه ما تكون بالمزيد من أنابيب الأكسجين الاصطناعي، حيث انتقلت المفاوضات من مرحلة طرح الخيارات إلى مرحلة محطات الحسم، مع الحديث عن قرب التوقيع على فتح ممرات آمنة، وهو ما سبقت صنعاء الجميع إليه بمبادرتها إلى اقتراح فعل ذلك، وإن من طرف واحد.
وبرغم ذلك صار من المستحيل أن تكون ثمة هدنة من طرفٍ واحد، أو أن يكون لها تمديد دونما نزعٍ لشوكة الحصار من خاصرة الانتصار كورقةٍ قوتٍ لا توتٍ أخيرة حان للدم المظلوم إسقاطها من ذُبابة سيف الظالم، وليُسقط وإلى الأبد جدار وصايةٍ سعودية توهمته نجدُ طوال نصف قرنٍ سور حديقتها الخلفية.
المصدر «لا» 21 السياسي