خاص / لا ميديا
لا شأن للاحتلال بصراع أدواته. أصلا هو أوجدهم لتلك المهمة لا أكثـر، ولنشر الفوضى والخراب والقتل، بينما هو يلتهم الأرض والتراب والماء والشجر. بعد سيطرته على الجزر والموانئ والمطارات وحقول ومنشأة الغاز في بلحاف، يزحف السرطان الإماراتي إلى حقول جنة هنت النفطية ويستحوذ عليها مع العميل العريق الذي خرج من المشهد السياسي ليعود من بوابة «وول تك»؛ حيث لا خلاف حول الأجندة إن كان الهدف واحدا.

أحكمت قوات الاحتلال الإماراتي سيطرتها على قطاع جنة هنت النفطي بمحافظة شبوة، بالتزامن مع إعلان حكومة الارتزاق بيعها القطاع رقم 5 لشركة وهمية تابعة للعميل الأحمر، ما يشير إلى صفقة كبرى عقدها الطرفان.
ومساء الأحد، أعلن مرتزقة الإمارات مما تسمى «ألوية العمالقة» استكمال السيطرة على حقول جنة هنت النفطية بمديرية عسيلان.
وجاءت هذه الخطوة بعد توترات وصراعات مستمرة بين مرتزقة الإمارات من فصائل العميل طارق عفاش وفصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي» برئاسة المرتزق عيدروس الزبيدي للسيطرة على المواقع النفطية.
وأكدت مصادر مطلعة أن الكتيبة التابعة لما يسمى «اللواء 107» المحسوب على خونج التحالف انسحبت من موقعها في حقل جنة هنت وسلمت مهمة التأمين لمرتزقة ما يسمى «اللواء السادس عمالقة» بأوامر من قيادة تحالف الاحتلال في الرياض؛ فيما يشير الانسحاب إلى اتفاق مسبق يقضي بتقاسم الكعكة مع الجنرال العجوز بتسليمه القطاع 5 الذي كانت تشغله شركة بترومسيلة.
واعتبر مراقبون أن الاحتلال الإماراتي بتسلمه حقل جنة هنت النفطي في مديرية عسيلان، الذي يحتضن أكثر من 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، يكون قد وضع يده على أحد أكبر الحقول النفطية في اليمن، بعد سيطرته -للعام الثامن على التوالي- على منشأة بلحاف الغازية.
واعتبروا تسليم الحقل النفطي للاحتلال الإماراتي ضمن مخطط مسبق لتقاسم المحافظات اليمنية وثرواتها، مشيرين إلى أن إمارات ابن زايد عززت سيطرتها على شبوة بمرتزقة ما تسمى «العمالقة الجنوبية» ومرتزقة آخرين أطلقت عليهم «قوات دفاع شبوة» وتخضع لقيادة العميل طارق عفاش، بهدف السيطرة على منابع الغاز المسال في قطاع جنة هنت، وذلك في إطار المساعي الأمريكية البريطانية لاستئناف إنتاج الغاز المسال وتصديره إلى الأسواق الأوروبية، وذلك في إطار مساعي دول الغرب لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي بعد أن عجزت أمريكا عن تأمين بدائل للغاز الروسي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي احتدمت فيه الحرب الروسية الأوكرانية وفشلت دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا في مقاطعة الغاز الطبيعي الروسي، وخضوع الدول الأوروبية لقرار موسكو القاضي بشراء الغاز الروسي بالروبل بدل الدولار.
ووفقا للمصادر، فإن خطة الاحتلال الإماراتي بدأت بالسيطرة على خط نقل أنبوب الغاز المسال الذي يمتد من القطاع 18 النفطي المعروف بقطاع جنة هنت، الواقع في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، إلى ميناء بلحاف الخاص بتسييل وتصدير الغاز المسال الواقع على البحر العربي.
هذه السيطرة التي أعلن مؤخرا عن آخر مراحلها بدأت منذ أشهر بشكل تدريجي لجأ فيها مرتزقة الإمارات إلى تفجير أنبوب النفط عدة مرات بهدف الدفع بمرتزقة «دفاع شبوة» التابعة للاحتلال الإماراتي أو مرتزقة «العمالقة» تحت ذريعة حماية أنابيب النفط.
المصادر ذاتها أفادت بأن قوات الاحتلال الإماراتي عبر مرتزقتها سعت إلى استقطاب العشرات من القيادات الاجتماعية وأغدقت على معارضي السيطرة على أنابيب النفط والغاز بالأموال في مسعى منها لإفساح المجال لقواتها دون أن تتصادم مع المجتمع، وخاصة في المناطق التابعة لقبائل بلحارث التي تولت مهمة حماية القطاع النفطي 18 في عسيلان.
وفي السياق، كشف المؤتمري جناح الإمارات عوض بن الوزير، المعين من قبل الاحتلال محافظا لشبوة، اليوم، عن ترتيبات لاستئناف إنتاج عشرات الآلاف من براميل النفط من أهم قطاعاته في اليمن، تزامنا مع تقارير عن بيع هذا القطاع لشركة وهمية تدار من الإمارات.
وقال ابن الوزير، في تصريح صحفي، إن الاستعدادات تجرى حاليا لاستئناف إنتاج النفط من القطاع 5 في جنة هنت، مشيرا إلى أن الطاقة الأولية ستصل إلى أكثر من 35 ألف برميل يوميا.
وجاء حديث ابن الوزير عن استئناف إنتاج النفط من قطاعات عسيلان وبيحان في أعقاب تسليم هذه القطاعات للفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي المعروفة بـ«العمالقة».
وكانت وزارة النفط في حكومة الارتزاق أكدت في وقت سابق بيع القطاع لشركة وهمية تابعة للعميل علي محسن الأحمر.
وقالت وسائلُ إعلام موالية لتحالف الاحتلال، نقلاً عما تسمى «وزارة النفط» بحكومة المرتزِقة، الأحد، إن الأحمر نجح في الالتفافِ على محاولة تجريدِه من نفوذه في حقول النفط بمحافظة شبوة المحتلّة عبر شراء أهم القطاعات النفطية.
وأكّدت أنه تم، الأحد، بيعُ القطاع النفطي 5 في جنة هنت، الذي يعد أهم القطاعات النفطية، وذلك لشركة وهمية تتبع المرتزِق علي محسن الأحمر وتعرف بـ«وول تك»، وإبرام الصفقة بالشراكة مع المرتزِق أحمد العيسي المقرب من الفارّ هادي ونجله جلال، عبر مسؤولين مرتزِقة في وزارة النفط، بينهم الوزير المعيَّن من الفارّ هادي.
وجاء الكشفُ عن صفقة بيع أهم الحقول النفطية لصالح الأحمر، الأحد، بعد يوم واحد على انسحاب الخونج من قطاعات ومواقع النفط في بيحان وعسيلان، أبرزها موقع القطاع 5 في جنة هنت، حَيثُ يهدف الأحمر من خلال شراء القطاع النفطي إلى استمرار استحواذه على هذا القطاع الهام وإنهاء مطالب رحيل مرتزقته بعد أن تحول القطاع النفطي إلى ملكية خَاصَّة به وبالنافذين المرتزِقة، متجاهلين معاناة الشعب واستحقاقاته.
وفي سياق الصراع على حقول النفط، أوقفت شركة نمساوية ضخ وإنتاج النفط من حقل العقلة في شبوة، لما قالت إنها دواعٍ أمنية.
وكانت حكومة الارتزاق أعلنت، أواخر آذار/ مارس الماضي، استئناف إنتاج النفط من حقل «العقلة» النفطي في شبوة عبر عودة الشركة لاستئناف عمليّاتها، التي تعدّ أول شركة أجنبية تعود إلى اليمن بعد توقّف قسري لمدة 3 أعوام بفعل الحرب.
ويعود القرار إلى المخاوف الأمنية في ظل توتّرات بسبب الصراع من أجل الاستحواذ على نقل النفط من الحقل إلى خزانات العَلم.
وتستحوذ الإمارات على 24.9% من شركة (OMV) العاملة في الحقل عبر شركة الاستثمارات البترولية الدولية (IPIC) التابعة لحكومة ابن زايد.