حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
من بوابةِ البرامج السياسية بدأت انطلاقتها، اختارت البدايات التي تهيبها الكثير، وأثبتت قدرتها في ذلك، تقول عن نفسها: "اخترت تقديم البرامج السياسية في أكثر مرحلة حساسية وأدركت أنني محقة في الوقوف مع الوطن.."، وفي سؤالٍ وجه لها عن سقف الحرية المطلوبة أجابت: "سقف الحرية الإعلامية المطلوبة أن يقول الإعلامي رأيه بحرية وشفافية ومهنية في ظل قانون الصحافة والإعلام.."، ضيفتنا على صفحات "لا" غادة عبدالملك سيف الدكاك، من الوجوه الإعلامية القادمة بقوة على شاشة "اليمن اليوم" الفضائية، طموحاتها كبيرة، وتحمل الكثير من الرؤى الجميلة، تفاصيل أكثر ضمن اللقاء التالي..

قسمان لا يختلطان
 غادة وجه إعلامي جديد اختارت مجالا يتهيب الكثير الولوج فيه كتقديم البرامج السياسية، والأخبار بحجة حساسية المرحلة، أو أن الإعلامي سيكون هدفا نتيجة مواقفه.. كيف توضحين قناعتكِ بذلك لقراء "لا" وجمهوركِ المتابع؟
- سعيدة بدايةً بهذا اللقاء.. أعتقد أن المرحلة التي عملت فيها في تقديم الأخبار والبرامج السياسية هي أكثر مرحلة حساسة، انقسم فيها المجتمع ككل والإعلام كواجهة لهذا المجتمع إلى قسمين لا يمكن الخلط بينهما.. أي العمل مع أحد الأطراف يُلزمك بتبني فكره، فكرته وقضيته. في الحقيقة لم أفكر بكل هذا في البداية، الآن أدركت أنني كنت محقة دائماً في الوقوف مع الوطن.

ضعف الوعي المجتمعي
 ذكرت مرة في رأي لكِ أن هناك صعوبات تواجهها الإعلامية في الجانب الإعلامي وقلتِ: "الفكر الضيق حول مهنة الإعلام للمرأة عقبة، بيئة العمل قد تكون عقبة، وأحياناً طبيعة العمل الإعلامي عقبة، بعض العادات والتقاليد المختصة بالمرأة من أكبر الصعوبات.."، لماذا برأيكِ كل تلك العقبات في طريق الإعلامية اليمنية؟
- الصعوبات تواجه اليمني بشكل عام، لكنها تتعمق نوعاً ما في مواجهة المرأة والإعلامية على وجه الخصوص. ربما مستوى الوعي المجتمعي حول الإعلامية اليمنية، أهمية وجودها، دورها في المجتمع، حقوقها وواجباتها وقدرتها على الجمع بين ممارسة وظيفتها والحفاظ على خصوصية وطبيعة المجتمع اليمني..، مايزال ضعيفاً ولم يصل إلى المستوى المطلوب الذي يُزيح عنها كل تلك العقبات، وهذا الأمر نسبي من منطقة لأخرى داخل المجتمع اليمني.

لسان حال البلد
 كيف تقرئين المشهد الإعلامي في اليمن؟ وهل قضايا المرأة اليمنية حاضرة في الإعلام المرئي؟
- الإعلام لسان حال البلد وانعكاس صورته، وواجهته الحية، والمشهد الإعلامي منذ سنوات ما هو إلا نتاج الوضع السياسي في البلد. بالنسبة لقضايا المرأة هي حاضرة في الإعلام المرئي، لكن حلول العديد من القضايا ليست حاضرة ولم نصل إليها حتى الآن.

التخلص من رهبة الكاميرا
 هل لكِ تجربة مع البرامج الاجتماعية، والحوارية خاصة تلك التي تجعلك وجها لوجه مع الجمهور؟
- نعم خُضت تجربة البرامج الحوارية، التقيت بالطالب، والدكتور، والوزير، والإعلامي، والفنان وحاورت العديد من الشخصيات العسكرية، والسياسية، والشعبية البسيطة، ربما هذا النوع يجعلك الأقرب للناس والأكثر انطلاقاً في الحديث والتخلص من رهبة الكاميرا، لكنه بنفس الوقت صعب للغاية، خصوصاً حين تتحكمين بنفسك وبحوار مع شخصيات وتحاولين ضبط النقاش والوقت.

قريبة من الناس وترجمان هموهم
 كثير من الإعلاميين استخدموا الشاشة للوصول إلى أهدافهم، إلى ماذا تطمح غادة الدكاك؟ وأين تجد نفسها بعد الشاشة الصغيرة؟
- كنت أطمح في البداية للشهرة، أو أن أكون معروفة بين الناس قريبةً منهم وترجمان ما في أنفسهم، لكنني أطمح الآن أن أكون صاحبة قضية ورسالة شخصية، أو وطنية، أما ما بعد الشاشة الصغيرة المحلية أطمح لشاشة عربية أو عالمية.

بحرية وشفافية
 أثناء وجهة نظركِ الشخصية حول الإعلامية اليمنية قلتِ أيضا: "لا أشعر بالرضا الكامل حول ما أقدمه، فهو مقرون بمقدار الحرية الممنوحة ولسبب أو لآخر ينخفض سقف الحرية في مهنة الإعلام.."، ما هو سقف الحرية الإعلامية التي تتمنى غادة أن تجد نفسها يوما وصلت إليها؟
- في الحقيقة مازلت لا أشعر بالرضا الكامل حول ما أقدمه، ومازلت عند وجهة نظري هذه، سقف الحرية الإعلامية المطلوبة أن يقول الإعلامي رأيه بحرية وشفافية ومهنية في ظل قانون الصحافة والإعلام الذي يكفل له ذلك ويحدده ولا يتعرض على إثره للقتل أو الإخفاء القسري أو السجن.. أن يكون بإمكان الإعلام التفاعل الإيجابي ومساندة السلطة في كشف الحقائق ومحاسبة الفاسدين وحل القضايا.. وأن يتم التعامل مع الإعلامي بحسب القانون فقط في التوظيف أو الفصل أو الثواب والعقاب.

المبادئ ثابتة
 في ظل الاستقطاب المحموم للإعلام والإعلاميين، هل هناك محاولات تعرضتِ لها لاستقطابكِ للطرفِ الآخر؟
- من وجهة نظري استقطاب أشخاص، أو إعلاميين جدد أمر يمكن أن تقوم به جميع الأطراف، ولأسباب كثيرة، بالنسبة لي عُرض عليّ العمل في الخارج، لكني أعتقد أن المبادئ لا تتغير مهما كان المقابل.

خائن لتراث بلده
 موقفكِ في برنامج "غازي حميد" كان مشرفا ورائعا رغم أنه كان مجرد مقلب، إلا أنكِ أظهرتِ شجاعة وطنية كبيرة، ودور المواطن في حماية تراث بلده وألا ينجر للمغريات.. ماذا تسمي غادة من يساعد على نهب تراث بلده مقابل حفنة من الدولارات المدنسة، والسطو على هوية بلد عريق؟
- أسمي من يساعد على نهب تراث بلده (خائنا).. أتذكر جيداً غسان كنفاني حين قال: "حين تخون الوطن لن تجد تراباً يحن عليك يوم موتك، ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت".

النظرة تتغير مع الوقت
 في الآونة الأخيرة توجهت الكثير من الفتيات لاقتحام المجال الإعلامي ودراسة هذا التخصص، برأيكِ هل هذا يدل أن النظرة للمرأة الإعلامية بدأت بالانحسار ولو بنسبة قليلة؟
- أي فكرة في المجتمع تحتاج في البداية لشرارة المبادرة ينتقدها جزء من الناس، ويؤيدها جزء آخر، وينتظر البقية النتائج الختامية. تماماً كما كان تقبل المجتمع لفكرة المرأة الإعلامية، ومع مرور الوقت يتغير الفكر وتتغير النظرة ولو بنسبة قليلة، ولعل إقبال الفتيات على مجال الإعلام دليل قوي أن المجتمع آمن بها في هذا التخصص.

فتاة بسيطة
 نعود لسؤال متى ستشعر غادة بالرضا في ما تقدمه؟
- حين يغير ما تقدمه غادة شيئاً في المجتمع.

 إذا لم تكن غادة إعلامية، ماذا تمنت أن تكون؟
- فتاة بسيطة"بيتوتية" بعيدة عن أي مجالٍ آخر.

أبي استثناء
 في ختامِ هذه الدردشة الجميلة معكِ، تمنحكِ "لا" ثلاث وردات جورية، من يستحق إهداءها من غادة؟
- الأولى أضعها على قبر أبي شخصي المستثنى، حزني السعيد وكل من أحب. الثانية لأمي وكل من آمن بي معها. والثالثة لوطن أحمله فيّ أكثر مما يحملني فيه. ووردة رابعة مني أنا لطاقم صحيفة "لا".