بنادق اليمنيين تهدد بيادق إمبراطورية (مبز) البحرية
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
فتحت الحرب على اليمن فرصة للإمارات لمواصلة طموحاتها البحرية من خلال تأمين سيطرة غير مباشرة على 3 مواقع استراتيجية رئيسية: مضيق باب المندب، ميناء عدن، وجزيرة سقطرى، وكلها تقع بالقرب من أكثر طرق الشحن ازدحاماً في العالم.
ذلك في حين أن الإعلان عن صفقة أسلحة بقيمة 982 مليون دولار لـ4 سفن دورية بحرية من طراز «فلاج-3» للبحرية الإماراتية يعني أن أبوظبي ستستمر في زيادة قواتها البحرية.
وفقاً لـ جينس هيباتش، الزميل الباحث في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية، فقد أرسلت هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون على الأراضي الإماراتية رسالة قوية إلى أبوظبي مفادها أنها قد تواجه مصيراً مشابهاً لمصير السعودية، التي تتعرض لتهديد مستمر منذ سنوات. في المقابل، فإن الانسحاب الكامل والتخلي عن المواقع الاستراتيجية في اليمن سيعني تهديدا للطموحات البحرية الإماراتية.
وأشار جوزيبي دينتيس، الخبير الإيطالي البارز في علاقات الشرق الأوسط، إلى أن أبوظبي تسيطر فعليا على جميع الموانئ التجارية الرئيسية في اليمن (في المقام الأول عدن والمكلا والشحر في حضرموت) والمنطقة الساحلية المجاورة لمحطة تصدير النفط في بير علي (حضرموت) ومحطة الغاز الطبيعي المسال بلحاف (شبوة). لذلك فإن استئناف العمل في شبوة والمناطق المجاورة الأخرى في جنوب اليمن والحفاظ على الوضع الراهن، القائم على الانقسام الفعلي بين شمال وجنوب اليمن، هي الضمانات الضرورية لنجاح استراتيجية الإمارات.
أخيراً، سيتم تحديد مستقبل المنطقة بأكملها أيضاً من خلال طريق الحرير البحري، والذي يعد جزءاً من مبادرة الحزام والطريق الصينية الطموحة. ونظراً لأن الساحل اليمني سيلعب دوراً أساسياً في هذه المبادرة كقاعدة حيوية لمركز التجارة البحرية، فقد يكون لوجود -أو غياب- اليمن الموحد عواقب بعيدة المدى؛ لأنه قد يزيد أو يقلل من دور اللاعبين الإقليميين مثل الإمارات.
أما بالنسبة لـ هيباتش فيعتقد أن مستقبل لعبة الشطرنج الجيوسياسية في اليمن سيعتمد على مدى تماسك نفوذ الإمارات على الجهات اليمنية، وما يمكن أن تقدمه الصين لهؤلاء وغيرهم من الجهات الفاعلة اليمنية، وبالطبع كيف ستتعامل معهم الصين، وهو الأمر الذي يعتمد بدوره على مدى فهم الصينيين لديناميكيات الصراع داخل البلاد. وأشار إلى أن «الإمارات لديها تفوق واضح على الصين والولايات المتحدة في هذا الصدد».
ستاسا سالكانين
«إنسايد أرابيا»
المصدر «لا» 21 السياسي