«لا» 21 السياسي -

برغم الهدنة.. تغيرات حرجة في المشهد اليمني 
تظهر الساحة اليمنية 3 مشاهد متناقضة بعد مرور أكثر من 8 سنوات من الحرب المدمرة.
أولاً: بالرغم من بعض الانتهاكات (معظمها في تعز والحديدة)، فإن الهدنة بين الحكومة والحوثيين لا تزال قائمة على نطاق واسع؛ لكن المعسكر المناهض للحوثيين يشهد اقتتالا مريرا.
ثانياً: إن القوى السياسية والعسكرية التي تتصادم على الأرض (المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات دفاع شبوة وألوية العمالقة التي تقاتل جميعها الإصلاح) جزء رسمي من المؤسسات المعترف بها دولياً.
ثالثاً: هناك تهميش متزايد للحكومة والجيش اليمني، حيث يحتفظ الحوثيون بالكثير من أراضي الشمال والحديدة، فيما تبسط القوات الانفصالية الجنوبية نفوذها على جنوب اليمن.
وفي الأسابيع الأخيرة، استولت القوات الانفصالية الجنوبية، المدعومة بشكل غير رسمي من الإمارات، على معظم محافظة شبوة، بما في ذلك حقول الطاقة والمركز الحضري الرئيسي في عتق، وكذلك نفذت هجوما على شقرة وأحور، وهي بلدات في محافظة أبين الساحلية، كجزء من عملية عسكرية قالت إنها «لتطهير هذه المناطق من المنظمات الإرهابية».
وهناك ديناميكيتان رئيسيتان فيما يتعلق بنجاح القوات المدعومة من الإمارات: إنهم ينتصرون ليس فقط من خلال الوسائل العسكرية على الأرض، ولكن أيضاً من خلال التعيينات والنفوذ الاقتصادي في المؤسسات المحلية والوطنية.
وبخلاف استراتيجيتهم السابقة في الفترة 2015-2019، تهدف هذه القوى الآن إلى التحكم في حقول الطاقة في اليمن.
على هذه الخلفية، تراجعت القوة السياسية والعسكرية لـ»الإصلاح» بشكل واضح. ولم يعد الحزب، الذي استفاد على نطاق واسع من المؤسسات الانتقالية بعد عام 2011، قادراً على الحفاظ على موقعه العسكري والسياسي.
ويعد تراجع «الإصلاح» مشكلة بالنسبة للسعودية؛ لأنه على عكس القوات المدعومة من الإمارات، يدعم «الإصلاح» اليمن الموحد ويتلقى الدعم بشكل رئيسي من القبائل الشمالية والنخب الجمهورية.
وإذا كان الحوثيون يحتفظون بمعظم الشمال والحديدة في الغرب، وتسود في بقية الأراضي المجموعات المدعومة من الإمارات والتي تقاتل من أجل الانفصال، فلم يبق أمام الرياض إلا مناطق هامشية في البلاد.
وبالتالي، فليس من المستغرب أن تركز المحادثات الدبلوماسية التي تجريها السعودية مع الحوثي في عمان -دون ممثلين من المؤسسات اليمنية المعترف بها- على تأمين الحدود اليمنية السعودية، وهو الهدف الأدنى والأساسي للرياض في اليمن الآن.
تتبنى القوات المدعومة من الإمارات في اليمن استراتيجية مختلفة عن ذي قبل. فمع استمرار السيطرة على أطراف اليمن (السواحل والجزر والموانئ ومحطات الطاقة) فإنهم يعملون الآن على الاستيلاء على القلب.
ومن 2015 إلى 2019، سيطرت هذه المجموعات بدعم من قوات الإمارات على الساحل الجنوبي إلى جانب المدن التي تضم الموانئ والبنية التحتية البحرية، وتنافست واشتبكت مع «الإصلاح» وبدرجة أقل «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
تحاول الآن القوى المدعومة من الإمارات السيطرة على الطرق الداخلية الاستراتيجية، وروابط النقل بين المناطق الغنية بالطاقة مثل مأرب وحضرموت، وربما حقول النفط والغاز في شبوة وفي «مثلث نفوذ الحكومة»؛ أي قلب اليمن.
وسيؤدي التحكم في هذه المناطق إلى استكمال «سلسلة التوريد» الاقتصادية لهذه القوات، مما يعزز الإيرادات المالية وآفاق الدولة الصغيرة المستقلة عن المؤسسات المعترف بها.
ومع ذلك، من المهم النظر في طبيعة المكونات الجنوبية في اليمن؛ حيث تتميز تاريخياً بخلافات هوياتية حادة والتنافس والصراع في كثير من الأحيان.
ويمكن أن يكون ذلك تحدياً للقوات المدعومة من الإمارات، حتى لو انتهى بهم المطاف بالسيطرة على كل من أطراف وقلب اليمن، حيث يمكن أن تظهر دائماً صدوع سياسية وعسكرية داخل المناطق الجنوبية.
 إليونورا أرديماجني - معهد الشرق الأوسط


هدنة هشة تسير على ما يرام بالنسبة للحوثيين
تناولت جابي دويتش، مراسلة موقع «جويش إنسايدر»، آراء بعض المراقبين للمشهد اليمني، وأشارت إلى أنهم يعتقدون أن الهدنة في اليمن هشة إلى حد كبير، ولا يزال الحل السياسي للصراع بعيد المنال.
وقالت إليزابيث كيندال، باحثة بارزة في جامعة أكسفورد، لموقع «جيويش إنسايدر» إنه رغم صمود الهدنة على نطاق واسع، لكنها غير مكتملة. إن الوضع أفضل مما كان عليه مسبقاً، لكنه ليس مثالياً؛ حيث يرتكب الجانبان كثيراً من الانتهاكات. أعتقد أن الخوف الحقيقي يكمن في استغلال الحوثيين الفرصة لحشد قواتهم وبناء قوتهم. الأمور لا تسير على ما يرام، ولكنها تسير بشكل جيد، إلى حد ما، بالنسبة للحوثيين، لأنهم يمتلكون المزيد من الأوراق الآن.
وقالت كاثرين زيمرمان، زميلة في معهد أمريكان إنتربرايز، إن الهدنة منحت الحوثيين فرصاً عديدة من حيث إعادة تموضع القوات. من الواضح أنهم يستفيدون اقتصادياً، وتلقوا تدفقات من السلع الإنسانية والتجارية للمساعدة في تعزيز مكانتهم داخل اليمن، دون تقديم أي تنازلات للأطراف الأخرى التي تتوسل من أجل السلام.
وأضافت أنه حتى لو انهارت الهدنة فإن استئناف الحوثيين مهاجمة الإمارات والسعودية أمر غير مؤكد؛ لأن السعودية لا تريد استثمار أصول إضافية في الحرب اليمنية. هذه الهجمات بالنسبة للحوثيين لم تعد ذات فائدة كبيرة؛ لأنهم قادرون على تحقيق الكثير مما كانوا يحاولون تحقيقه بالقوة والدبلوماسية.





التورط البريطاني في الحرب على اليمن بعد البريكست
تمتعت بريطانيا تاريخياً بنفوذ كبير في الخليج. ومن أجل حماية تجارتها، كانت بريطانيا تسيطر على الدول الخليجية وأدارت هذه الدول كمحميات؛ لكن بريطانيا عينتهم رسمياً كدول ذات سيادة في معاهدة خاصة. ومع ذلك، فحتى عندما تمتعت هذه الدول بالاستقلال التام، احتفظت المملكة المتحدة بدور سياسي واقتصادي وثقافي مؤثر في المنطقة.
وكما جادل ديفيد ويرينج في كتابه «أنجلو أرابيا.. لماذا تهتم بريطانيا بثروة الخليج؟»، ففي حين أن بريطانيا لا تزال ترغب في الاستفادة من الموارد الطبيعية الوفيرة في الخليج، فإنها تسعى أيضاً إلى الحفاظ على هذه الروابط باعتبارها تعطي انطباعا بالقوة العسكرية والدبلوماسية في الشرق الأوسط وسط تراجع بريطانيا كقوة عالمية.
ورغم أن هذه الروابط أصبحت أكثر أهمية بالنسبة للندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن انسحاب واشنطن من المنطقة منح بريطانيا أيضاً فرصة لتعزيز نفوذها في الخليج.
في عهد جونسون، سعت بريطانيا إلى تأمين دعمها العسكري للسعودية، مما تطلب تورط بريطانيا في اليمن. وفي حزيران/ يونيو 2019، قبل شهر من اختيار جونسون ليحل محل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، قررت محكمة الاستئناف عدم قانونية مبيعات الأسلحة إلى السعودية؛ بسبب الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن، ما أجبر لندن على إيقاف مبيعات الأسلحة مؤقتاً إلى الرياض.
وعندما جاء جونسون، اعتذرت وزيرة التجارة الدولية آنذاك، ليز تروس، عن بيع الأسلحة «بشكل عارض» إلى السعودية، واستأنفت مبيعات الأسلحة بالكامل في عام 2020، بعد أن زعمت لندن أن الأسلحة البريطانية لم تتسبب في خسائر للمدنيين باستثناء «بعض الحوادث الفردية».
ومع فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات وتقليص مبيعات الأسلحة الهجومية إلى السعودية، أصبح موقف لندن أكثر حرجا، خاصة أن حكومة جونسون أصرت على استمرار مبيعات الأسلحة إلى التحالف الذي تقوده السعودية.
وتزامنت السياسة الخارجية المبادرة لبريطانيا في الخليج مع الانسحاب الأمريكي المتصور من المنطقة. ونظراً لأن علاقات دول الخليج مع واشنطن شهدت فتورا بسبب الاختلاف حول عدد من القضايا، مع الإشارات الأمريكية بالسعي نحو تقليل وجودها الأمني في المنطقة، وانسحاب بايدن الفاشل من أفغانستان، فقد خلق هذا فراغاً كانت بريطانيا على استعداد لملئه إلى حد كبير.
لذلك، من المحتمل أن يواصل خليفة جونسون في حزب المحافظين موقف بريطانيا المتمثل في تعميق العلاقات التجارية والعسكرية مع الخليج، ما يعني أن اتفاق التجارة الحرة بين الخليج وبريطانيا سيظل أولوية رئيسية لبريطانيا.
وحتى لو كان هناك تغيير كبير في حكومة بريطانيا نتيجة فوز حزب العمال المعارض مثلا، فإن الروابط الاقتصادية بين لندن والخليج ستظل مهمة طالما ظلت بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
جوناثان فنتون هارفي -  منتدى الخليج الدولي


الخطر الحقيقي يكمن في اليمن
نقل موقع «تيك دبكا» الاستخباراتي العبري عن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي قوله، في 18 آب/ أغسطس، إن الجيش الإسرائيلي هاجم دولة ثالثة واتخذ إجراءات دفاعية عندما شن عملية عسكرية في غزة، في إشارة قد تكون إلى غارة جوية وقعت في معسكر الحفا بالعاصمة صنعاء.وقال الموقع الاستخباراتي إن هذه المعلومات لو كانت صحيحة بالفعل، فإنه يعد أطول هجوم نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على الإطلاق من حيث المدى؛ حيث اضطرت الطائرات الإسرائيلية إلى قطع مسافة 2918 كيلومتراً للوصول إلى معسكر الحفا، أي بزيادة قدرها 1718 كيلومتراً عن المسافة التي يتعيّن عليها قطعها لمهاجمة أهداف في إيران. كما يعد هذا الهجوم الإسرائيلي الأول من نوعه على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. يمكن الافتراض أن هذا الهجوم الإسرائيلي نفذه سلاح الجو باستخدام طائرات دون طيار بعيدة المدى.
ولفت الموقع إلى أن تنفيذ الهجوم قد يكون ضربة استباقية بعد أن علمت إسرائيل أن إيران والحوثيين كانوا يستعدون لإرسال طائرات مسيّرة مسلحة صوب أهداف في إسرائيل لمساعدة الجهاد الإسلامي، وقد أحبط الهجوم الإسرائيلي على معسكر الحفا هذه الخطة الإيرانية.
وقال عوفيد لوبل، في مجلس الشؤون الإسرائيلية والأسترالية واليهودية، إن الاستراتيجية الإيرانية تهدف إلى تطويق إسرائيل من جميع الجهات بترسانات الصواريخ وغيرها من الأسلحة، من اليمن، والعراق، وسورية، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، في محاولة لنقل ساحة المعركة بعيداً عن إيران وتقريبها من إسرائيل. ولفت إلى أن إسرائيل ستتمكن بسهولة بفضل اتفاقات أبراهام من استهداف الحوثيين في اليمن في حالة وقوع هجوم، إلى جانب أو باستخدام الأراضي أو المجال الجوي للإمارات والسعودية.
ونقل موقع (i24NEWS) عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنها لا تستبعد احتمال وقوع مواجهة عسكرية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل خلال الفترة المقبلة. وألمح أحد المصادر رفيعة المستوى إلى أن الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل يكمن في اليمن، وأن احتمال استهداف جماعة الحوثيين لإسرائيل أصبح أمراً واقعياً، وذلك بالتنسيق بينهم وحزب الله. وأضاف المسؤول الأمني أن حزب الله يخدع إسرائيل بتسليط الضوء على الجبهة الشمالية، ولكن إسرائيل تأخذ بعين الاعتبار إمكانية فتح جبهة من الجنوب بصواريخ حوثية.
وفي وقت سابق، قال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، لقناة «الميادين» إن التسريبات الإعلامية عن ضربات إسرائيلية في اليمن غير صحيحة.
«تيك دبكا» الاستخباراتي العبري- مجلس الشؤون «الإسرائيلية» والأسترالية واليهودية