«لا» 21 السياسي -
 في حين استعمرت بريطانيا جنوب اليمن طوال 128 عاماً، إلا أن مسلسلاً تم عرضه بالشراكة بين «نتفليكس» و(بي بي سي)، صور هذا الاحتلال على أنه محاولة من بريطانيا لمساعدة اليمنيين في الحصول على دولة أكثر «تحضراً».
يحمل المسلسل اسم (The Last Post)، وقد نُشرت مراجعة له في موقع (The Future of Freedom Foundation) تستهجن الطريقة التي صور بها البريطانيون أنفسهم على أنهم الملائكة الأبرياء الذين يحاولون مساعدة اليمنيين الذين ردوا جميل بريطانيا عليهم عن طريق ممارسة «الأعمال الإرهابية».
فقد نشر البريطانيون المدارس والطرق السريعة والثقافة في أنحاء أرض كانت «متخلفة»، وكانوا يتعرضون للقتل مقابل تلك التضحيات، بحسب المسلسل.
تدور أحداث المسلسل حول وحدة من القوات البريطانية التي كانت منتشرة في عدن في أوائل عام 1960.
وصور المسلسل تعرض الدوريات البريطانية لكمائن بشكل دوري، حيث كان الجنود البريطانيون يُقتلون على أيدي «إرهابيين يمنيين»، بحسب المسلسل.
كما يصور العمل اختطاف «الإرهابيين» ابن ضابط بريطاني يبلغ من العمر 8 سنوات، مهددين بقتله إذا رفض البريطانيون إطلاق سراح «إرهابي يمني» كان قد اعتقل بتهمة قتل القوات البريطانية.
وهنا يوجه جندي بريطاني سؤالاً لأحد زملائه بكل براءة: «لماذا يريدون قتلنا؟!»، ليجيبه الآخر: «أنا فقط لا أعرف».
المحتلون الجدد الصغار لم يتركوا عادة الدجل التي تعلموها من أسيادهم الإنجليز، حيث أنتج الإماراتيون فيلماً طرحته شركة «إيه جي سي إنترناشيونال» بالتعاون مع «إيه جي سي استوديوز» و«إيمجنيشن أبوظبي»، يصوّر مجموعة جنود إماراتيين يتعرّضون لكمين من قبل مجاهدي الجيش اليمني واللجان الشعبية في منطقة جبلية نائية في اليمن.
ويروج الكمين صورة لجيش الإمارات كقاهر، من خلال تصويره على أنه يضم جنوداً أقوياء ومزوّد بالتكنولوجيات المتطوّرة، بينما يركز على حُفاة اليمن الذين يُقاتلون الاماراتيين بشراسة.
القصة محور الفيلم معكوسة تماماً لحقيقة ما حدث العام 2018، وهي الحقيقة التي برهنها ما عرضه الإعلام الحربي اليمني لاحقاً كاشفاً واقع ما جرى حينها، وفاضحاً ما حاول المعتدون تصويره عن أنفسهم وعن مجاهدي الجيش اليمني.