إيقاف واشنطن دعــم العدوان على اليمـن اعتـراف بالفشـل
- تم النشر بواسطة اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا

اليمن بالحبر الغربـي -
كشفت صحيفة «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي، عن إثراء ما لا يقل عن 500 من الجنرالات والأدميرالات الأمريكيين المتقاعدين، من خلال العمل كمستشارين مدفوعي الأجر للإمارات والمملكة السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط غير معروفة بالديمقراطية أو حقوق الإنسان.
من بين هؤلاء، الجنرال جيمس ماتيس، الذي تقاعد من مشاة البحرية الأمريكية في عام 2013، وشغل منصب وزير دفاع الرئيس دونالد ترامب في عامي 2017 و2018، مع أنه في عام 2015 عمل مستشاراً عسكرياً لدولة الإمارات.
وتأتي تسريبات صحيفة «واشنطن بوست»، في وقت سيئ يسود العلاقات الأمريكية السعودية، بعد إعلان منظمة «أوبك +» بقيادة الرياض، عن أكبر تخفيض لإنتاج النفط خلال العامين المنصرمين بمقدار مليوني برميل يومياً.
وفرة من أعضاء الكونجرس دعموا إجراءات عقابية ضد السعودية والإمارات. قدّم النائب توم مالينوفسكي مشروع قانون لسحب جميع القوات الأمريكية وأنظمة الدفاع من المملكة السعودية. واقترح السيناتور ريتشارد بلومنتال تشريعات لإيقاف مبيعات الأسلحة إلى الرياض وأبوظبي على الفور.
مثل فيلم رعب محكوم على بطله بتكرار سلوكه وعباراته إلى ما لا نهاية، تظهر مطالب عقيمة كل بضع سنوات لإعادة تقييم العلاقة الأمريكية مع السعودية. لكن هذا لم يحدث.
قتل جمال خاشقجي في عام 2018، في القنصلية السعودية في تركيا. وتعهد جو بايدن بجعل السعوديين يدفعون الثمن لاغتيالهم خاشقجي، خلال مناظرة رئاسية في عام 2019. بعد ذلك بعامين بدا أنّ إدارة بايدن ستتخذ موقفاً أكثر صرامة تجاه المملكة السعودية، ووصفها حين توليه منصبه بـ«الدولة المنبوذة». في أول خطاب له حول السياسة الخارجية كرئيس في عام 2021، وعد بايدن بإنهاء الدعم الأمريكي «للعمليات الهجومية» في حرب السعودية المدمرة على اليمن، مع أنّ الولايات المتحدة الشريك الصامت للتحالف الذي تقوده الرياض في الحرب منذ عام 2015.
مع أنّ بايدن حنث بكل وعوده تجاه المملكة السعودية، بما يخص معاقبتها، إلا أنّ ابن سلمان لم يغفر لبايدن إهاناته السابقة. وحين زار بايدن الرياض منذ أشهر خابت مناشدته للسعوديين زيادة إنتاج النفط، ووافقوا فقط على تأجيل خفض الإنتاج إلى ما بعد منتصف المدة التي طلبها بايدن.
خفض إنتاج «أوبك +» جنباً إلى جنب مع الكشف عن إثراء الأدميرالات والجنرالات الأمريكيين المتقاعدين، قد يشكلان معاً حافزاً جدياً سيؤدي أخيراً إلى انفصال الولايات المتحدة عن المملكة السعودية. وقد يكون الكونجغرس غاضباً بدرجة كافية لتمرير قرار إنهاء المساعدة الأمريكية للحرب التي تقودها السعودية على اليمن. مع أن المفترض أنّ إدارة بايدن ستستخدم حق النقض ضد هكذا قرار؛ لأنه سيشكل اعترافاً بأن سياستها تجاه اليمن قد فشلت.
ليس مؤكداً إن كانت الولايات المتحدة تريد الرد على المملكة السعودية، لكن تفعيل قرار إنهاء المساعدات الحربية للرياض طريقة رائعة للقيام بذلك.
تشارلز بيرسون
موقع (CounterPunch)
المصدر اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا