صلاح الدكاك / لا ميديا -

سَنَةٌ ويُزْهِرُ جرحُك المِلْيُونُ
والأُمنياتُ قِطافُهنَّ مَنُونُ
لا شيءَ يكْبُرُ في مَدَاك سوى الأسى
والحزنُ لا ما كانَ بل سَيَكُونُ
زَعَمَ البَشيرُ سُعودَ نَجمِي يا أبي
وأنا بِجُبِّ بِشَارةٍ مَسْجُونُ
لولا اخضرارُ الأبجديَّةِ في يَدي
ما دَلَّ مِنْ أحَدٍ عَلَيَّ الطِّيْنُ
***
لِي مِنْ صِبَا عيسى الكَلِيْمِ صَلِيبُهُ
ونُبُوءَتِي فوق الصَّلِيبِ ظُنُونُ
وطريقُ آلامٍ يَطولُ، أنا بِه
"كافٌ" يَتِيمٌ أنْكَرَتْهُ "النُّوْنُ"
عصَفَتْ بـ"إنْجِيْلِي" الرِّياحُ فليس لي
مِنْ لَوْحِهِ إلا الأسى مَكْنُونُ
والأنبياءُ الكاذبونَ تَنَاهَبُوا
لَحمِي، وآيَةُ وَحْيِهِم سِكِّيْنُ
وتَنادَمُوا وَجَعِي ونَزْفَ أنامِلي
نُوَباً، ولا سِفْرٌ ولا تَكْوِينُ
***
ضاقتْ برُؤيَايَ الجهاتُ فحيثما
سَرَّحْتُ رُوْحي، مِخْلبٌ مَسنُونُ
وعلى دُروبي للكلابِ أَعِنَّةٌ
وعلى عِنانِي للذئابِ عُيُونُ
في كُلِّ نَاصرةٍ "يَهوذَاْ" حاكمٌ
وبِكِلٌّ مِصْرٍ، يَستَوي "فِرعَوْنُ"
"سيناءُ" تحبَلُ باليهودِ، وطُوْرُها
والتِّينُ لـ"التلمودِ" والزيتونُ
لا "يثربٌ" تُؤوي مُحَمَّدَها ولا
في "بِئرِ مكَّةَ" للظِّمَاءِ مَعِيْنُ
شنقَ النبيَّ بحبل رَحمَتِه "التُّقى"
واغتِيْلَ في محرابِه "هارونُ"!
مازالَ باسم الله يُعبَدُ قَيْصرٌ
فِيْنا ويُذبحُ كالغريبِ حُسَينُ
والنَّفطُ في سُوق الرذائل زمزمٌ
وعلى حُقول جِياعِنا طاعونُ
وقُريشُ في حَرَمِ الأجانبِ نعجةٌ
وعلى الحمى وشعوبه "تِنِّيْنُ"
عربٌ و"ضَادُ مُلُوكهم" عبريَّةٌ
ووراءَ كلِّ عَبَاءةٍ شَارونُ
ذبحوا اخضرارَ دمشقَ في رَيْعَانِه
وتَيَتَّمَ الدُّوْريُّ والحسُّونُ
ما عاد يخفقُ للعروبةِ بَعدَها
قلبٌ ولا لليعربيِّ عَرِيْنُ!
لمْ تُبقِ  في اليمنِ السعيدِ "سُعودُهم"
فَنَناً ليسجعَ طائرٌ مَيْمُونُ
طفَحَتْ على سَبأ الشُّموسِ دَمَامَلاً
"نَجْدٌ" وسَرْطَنَتِ الجِيادَ "لَبُونُ"
***
كم أكتمُ الرُّؤيا وروحي يا أبي
سجنٌ لها منذ الصِّبا وسجينُ؟!
ويقول: "ما كنتَ -السُّدى- شيئاً سوى
عُمْرٍ سُدى". وأقولُ سوف أكونُ!
لا زَهَّرَتْ سَبْعُ اليَباسِ سنابلاً
خُضْراً ولا لَحِقَ العِجافَ سَمِينُ
والجُبُّ ما مرَّتْ به سَيَّارةٌ
والنِّيلُ جفَّ ولم تُغِثْهُ مُزُونُ
كادَتْ لِرُؤيايَ الدِّلَاءُ جميعُها
وأنا بها رغم العذاب ضَنِينُ
وأنا على خشب المَسِيحِ حقيقةٌ
وعلى خزائن يُوسفٍ تخمينُ


كانون الثاني 2023