تقرير / لا ميديا -
وصل العليمي أخيرا، بعد نحو شهرين من الإذلال الذي أصبح اعتيادا، باعتبار أن «من يهن يسهل الهوان عليه» كما يقول المتنبي. لم يستطع العودة إلى عاصمته المفترضة إلا بعد أن سمح له ضابط جوازات سعودي بعد أن ودعه إلى مطار الرياض، برفقة بن شعيلة، رجل الأعمال المحسوب على ما تسمى اللجنة الخاصة السعودية، والذي كما يبدو تم التوافق على أن يكون هو رئيس حكومة العليمي القادم. تغييرات واسعة تحدثت عنها الأوساط الفندقية ستشمل رئاسة الحكومة ووزارة الإعلام وتسليم ملف عدن حارساً شخصياً لرئيس غابر، وسط تحذيرات من تكرار سيناريو عفاش.

كشفت مصادر مطلعة في حكومة الفنادق، اليوم، عن ترتيبات تجرى في مدينة عدن المحتلة، بعد وصول المرتزق رشاد العليمي، لإعلان رئيس جديد خلفا للمرتزق معين عبدالملك، وتشكيل حكومة ارتزاق جديدة تم التوافق على شخصياتها في العاصمة السعودية الرياض.
وأفادت المصادر بأن رئيس الوزراء الجديد في حكومة الفنادق وصل برفقة العليمي، متوقعة أن يصدر قرار بتعيينه في غضون أيام.
وكان المرتزق حسين بن شعيلة، رجل الأعمال الحضرمي المحسوب على اللجنة الخاصة السعودية، ظهر خلف العليمي عند نزوله من سلم الطائرة لدى وصوله عدن في وقت متأخر من مساء أمس .
وبحسب المصادر فإن تعيين بن شعيلة خلفا لمعين يأتي محاولة لمراضاة انتقالي الإمارات، الذي سبق أن تمسك بقرار إقالة المرتزق معين عبد الملك، المحسوب على العليمي، ورفض السماح للأخير بالعودة إلى عدن مرات عدة.
وكان الخونجي عبد الله العليمي هو الاسم المطروح لدى سلطات الرياض لتعيينه بديلا لمعين، إلا أن «الانتقالي» يبدو أنه أصر على موقفه الرافض لعبدالله العليمي، ما جعل الرياض تبحث عن شخصية حضرمية أخرى لرئاسة حكومة مرتزقتها.
ولم يتضح بعد ما إذا كان قرار تعيين بن شعيلة بالتوافق مع «الانتقالي»، الذي ظل يتمسك بالمرتزق أحمد لملس، المحسوب عليه، أم محاولة سعودية لفرض واقع على الانتقالي، الذي حاول إشعال المدينة بسلسلة تفجيرات قبيل وصول العليمي.
وتوقعت المصادر أن يشمل التغيير المرتزق معمر الإرياني، وزير الإعلام والسياحة والثقافة في حكومة الفنادق، والذي خاض خلال الأيام الماضية صراعا مع انتقالي الإمارات وصل حد الاعتداء عليه، وهو من الوزراء المنبوذين في عدن.
وأفاد الخونجي سيف الحاضري، مستشار العميل علي محسن، بأن «السعودية قررت تسمية محمد الصالح، القيادي في المجلس الانتقالي، كوزير للإعلام، بديلا للإرياني، الذي تقرر تعيينه سفيرا في الرياض».
ويتوقع أن يعلن قرار إقالة الإرياني مع قرار تعيين رئيس جديد لحكومة الفنادق.
إلى ذلك، أثار المرتزق رشاد العليمي، اليوم، جدلا في صفوف القوى الجنوبية، مع إعادته أبرز رجال الصريع عفاش لتولي مهام تأمين عدن.
وتباينت ردود الأفعال في صفوف القوى الجنوبية مع بروز حالة من الاستياء في صفوف أنصار الانتقالي، الذين يتهمون ما يسمى «التحالف» بإعادة «نظام 7/7»، في إشارة إلى ما عرف بحرب الانفصال في العام 1994.
وكان المرتزق أمين أحمد علي الهدوي، الذي كان يعد الحارس الشخصي لعفاش، أول مستقبلي العليمي لدى وصوله مطار عدن قادما من الرياض أمس.
ووفق مصادر مقربة من العليمي، فإن الهدوي تسلم رسميا مهام تأمين مديريات في عدن، أبرزها مقر إقامة العليمي في المعاشيق.
من جانبه توعد «الانتقالي»، اليوم، بطرد مرتزقة العميل طارق عفاش من مدينة عدن.
جاء ذلك، تزامناً مع تسلم أبرز رجال الرئيس السابق العميل علي عبدالله صالح مهام تأمين المدينة، في ظل استمرار التحالف باستقدام عائلة صالح إلى عقر دار «الانتقالي».
وقال الناشط هشام الجاروني، المحسوب على «الانتقالي»، في مداخلة مع قناة «عدن المستقلة»: «إن تعيين رموز النظام السابق في عدن جريمة كبرى تهدف لنشر الفوضى في عدن»، في إشارة إلى قرار العليمي تعيين أمين أحمد الهدوي، الحارس الشخصي للرئيس السابق صالح، مسؤولاً عن تأمين قصر معاشيق ومديريات عدن.
في السياق وصف الصحفي في انتقالي الإمارات، رياض مطهر، عودة الهدوي إلى قيادة الملف الأمني في عدن بأنها تمثل انتكاسة للمجلس ونهاية له في حال لم يكن الثمن وادي حضرموت.
ورغم كون الهدوي من ردفان إلا أن ترشيحه لهذا المنصب الهام يشكل مصدر قلق بالنسبة للانتقالي، الذي يشعر بأن جناح عفاش بدأ يسحب البساط من تحته في معقله الرئيسي، حيث يعد الهدوى واحدا من عدة قيادات في نظام عفاش تم إعادة تمكينها من مناصب قيادية عليا في السلطة الموالية لتحالف الاحتلال.
بدوره، وجه المرتزق عمار عفاش، اليوم، تحذيرا للعليمي من تكرار سيناريو النهدين، تزامنا مع تسلم أبرز رجال عمه الصريع مهام تأمين العليمي.
ونشر عمار معلومات جديدة لأول مرة منذ حادثة النهدين، التي استهدفت أركان وقيادات دولة عمه في العام 2011، مشيرا في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أن محاولة تصفية عفاش كان يرتب لها من الداخل حسب قوله، وهو ما حمل إنذارا بتصفية مرتقبة للعليمي من داخل طاقمه.
وقال عمار عفاش إن فناء جامع النهدين تعرض لقصف بالهاون من المناطق المحيطة بالقصر، الذي كانت تتمركز فيه قوات تابعة لعمه، ناهيك عن محاولة تفجير خزان الغاز بوضع عبوة «تي إن تي».
 وبحسب مراقبين، فإن تطرق عمار إلى حادثة جامع النهدين في هذا التوقيت بالذات يأتي بمثابة رسالة إلى العليمي، الذي أعاد تسليم ملف أمنه الشخصي لحراسة عفاش.
وفي سياق محاولة الاحتلال إزاحة «الانتقالي» من المشهد وتقليص نفوذه في عدن، نفذت الفصائل التابعة للمرتزق عيدروس الزبيدي، اليوم، انتشارا غير مسبوق في شوارع المدينة، وذلك بعد ليلة على وصول التكفيري أبوزرعة المحرمي وحسين بن شعيلة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن فصيل «العاصفة»، الذي يشرف عليه الزبيدي شخصياً، نشر أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدرعات على مداخل مديريات عدن ومدنها الرئيسية.
ولم تتضح بعد ما إذا كانت حالة الطوارئ هذه ضمن ترتيبات لتأمين عدن، أم تمردا على العليمي؛ لكن توقيتها، الذي يأتي في أعقاب وصول الأخير قادما من الرياض، يشير إلى وجود استياء في صفوف فصائل «الانتقالي»، التي اشترطت في وقت سابق ضرورة عودة الزبيدي الموضوع رهن الإقامة الجبرية في الإمارات.
ومن شأن هذه التطورات تفجير صراع جديد بين قطبي الجنوب: المحرمي، والزبيدي، لاسيما في ظل التقارير عن عودة العليمي بوجه المحرمي، قائد أكبر الفصائل الجنوبية، والذي يحظى بدعم أمريكي سعودي، ليكون هو ممثل الجنوب بدلا من الزبيدي.