لا ميديا -
«اللي عنده 17 سنة و18 سنة، واللي بيقاتلوا في داخل إسرائيل يثبتوا أيضا إن إحنا ندّ، وأن الإنسان العربي قادر على دفع التحدي. الشاب اللبناني اللي أخد سلاحه وطلع من لبنان وترك رسالة لأهله قالهم أنا ماشي ومش حا غيب.. وحا ارجعلكم، وطلع ودخل مع قوات العاصفة إلى إسرائيل علشان يقاتل في سبيل أرضه ومات ورجعوه امبارح إلى لبنان.. يثبت أن الأمة العربية كلها بكل أبنائها قادرة على تحدي هذا العدوان». الرئيس جمال عبدالناصر
ولد خليل الجمل في 21 يناير 1951 لأبوين لبنانيين. أكمل دراسته وعمل مع أخيه في مكتبةٍ، ومكنته القراءة والاطلاع من تكوين ذاكرة ثقافية عن الصراع العربي الصهيوني.
في آذار/ مارس 1968 غادر لبنان إلى الأردن تاركا رسالة صغيرة على مكتب شقيقه: «أخي نبيل سلامي لأهلي وأمي، أرجوك لا تسأل عني... أنا بخير وسأعود».
مساء العاشر من نيسان/ أبريل 1968م اكتشفت إحدى وحدات المراقبة الأمامية في منطقة «تل العين» في أغوار الأردن أن قوات العدو الصهيوني أقامت جسراً متحركاً ودفعت بدبابة وعدد من السيارات المصفحة، كما أنزلت طائرة مروحية أكثر من 30 مظلياً في المكان، واخترقت الأراضي الأردنية.
كان هو ضمن مجموعة من قوات العاصفة التي وضعت كمينا خلفيا للقوات الصهيونية، وفاجأتها بنيران كثيفة فسقط منهم 10 جنود بين قتيل وجريح. تقهقرت قوات العدو حاملة قتلاها وجرحاها. وأثناء مطاردتها استشهد مع أحد رفاقه.
في 28 نيسان/ أبريل 1968، شيع جثمانه ومشى لبنان بأسره في موكب مهيب لم يسبق أن عاش لبنان مثله، وقرعت أجراس الكنائس ممزوجة بتكبيرات المآذن.
وقال الصحفي غسان تويني: «من زمان لم يمت منا شهيد حقيقي.. شاب يُحلّ الوطن مقاما أعلى من الحياة، ومن زمان لم يعتبر شاب منا أن ما هو أثمن من الحياة هو فداء الحياة.. من زمان لم يكتب لنا أحد بدمه رسالة حرية... خليل الجمل تعود إلينا ولم نعرفك كأنك ما مت إلا لتعرفنا بأن فينا إرادة الحق حتى الموت والإيمان حتى الشهادة».