الإعلامية زمزم قاسم لـ«لا»:كنت أقلد مذيعي BBC ببراعة ومهنتي نبوءة والدي
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا
حاورتها: بشرى الغيلي / لا ميديا -
صوتها العذب يحملك عبر ذبذبات القلب، ويطوفُ بك في أزقةِ صنعاء القديمة فتجول معها عبر مشربياتها الملونة، ثم يعودُ بك محملا بكمٍ هائلٍ من الدهشةِ والجمال، تُطل على مستمعيها صباحا عبر برنامج “نسيم الورد” بإذاعةِ “يمن إف إم”، كسبت الكثير من جمهور المستمعين من خلال طرحها للكثير من القضايا الاجتماعية التي تلامس حياتهم اليومية وتناقشها معهم على الهواء.
بدأت ككاتبة صحفية لحبها لمهنة المتاعب، لكنها تقول عن نفسها: “لا أجدني إلا خلف المايكروفون”.. تلك هي المذيعة الشاملة زمزم قاسم من مواليد صنعاء القديمة، حيث كانت في طفولتها تقلد مذيعي BBC، وهي تجلس إلى جوار والدها (يرحمه الله)، مما جعله يتنبأ بمستقبلها الإعلامي فسعت جاهدة لتحقيق حلمه رغم المعارضة التي واجهتها كونها تنحدر من منطقة خولان الطيال حيث لا يسمح للبنات بمواصلةِ تعليمهن، كحال العديد من مناطق اليمن، لكنها حققت حلمها وحلم والدها الذي آمن بها وبشغفها وحبها للمجال الإعلامي.. قدمت الأخبار كمذيعة متعاونة بالفضائية اليمينة الرسمية واشتغلت تحت القصف، وكلما كانت تخرج من بيتها لا تتوقع أن تعود إلى أطفالها رغم ذلك تم الاستغناء عنها.. الكثير من التفاصيل مع ضيفة “لا” زمزم قاسم، فلنرتشف معها ما طاب من الحديث.
البداية مع مهنة المتاعب
خامةٌ صوتية رائعة تعوّد المستمعون عليها كل صباح في برنامج «نسيم الورد».. جمهور يتابعكِ بكل شغف، حدثي متابعيكِ عبر «لا» عن بداياتكِ مع المذياع والتي بدأتِ قبله كصحفية بعدة صحف محلية؟
أولا شكرا على الاستضافة الجميلة والتي تذكرني بأيامي الماضية في بلاط صاحبة الجلالة، بدأت في المجال الصحفي ومهنة المتاعب في عام 2003 كعاشقة وهاوية في كتابة أعمدة خاصة وكذا التحقيقات والاستطلاعات والمقابلات.. تناولت مواضيع شتى نالت صدى واسعا، مثل زواج القاصرات، وزواج المسيار، وأيضا تقبل المرأة العسكرية وكذا لقائي مع عدد من الشخصيات الاجتماعية، وكذا لا أنسى لقائي مع أول مهندسة طيران، حيث كان لقائي بها مؤثراً في، وكذا أول قاضية، كانت فعلا مهنة المتاعب ومكانتها بقلبي كبيرة، أما دخولي مجال الإذاعة فهو أيضا عن حب وشغف، وله قصة أخرى مرتبطة بالوالد (رحمة الله عليه)، فهو من مناضلي ثورة 26 سبتمبر رباني على الوطنية وحب الإنسان وكل ما يخدم الإنسان، كان الوالد (رحمه الله) من عشاق الاستماع للراديو، وكنت دائما مع والدي نستمع وخاصة إذاعة BBC الناطقة بالعربية، وكنت كثيرة التقليد لمذيعيها مما جعل والدي يتنبأ لي بأني سأكون مذيعة أو صحفية.
تهديدات بسبب تشجيع المرأة
بما أننا في شهر آذار/ مارس، وكما يطلق عليه البعض «شهر المرأة» لكثرة المناسبات المتعلقة بها.. كيف تقرئين المشهد الإعلامي في اليمن؟ وهل قضايا المرأة اليمنية حاضرة في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء؟
كل عام وكل امرأة بخير ومن نجاح إلى نجاح، مازالت هناك قضايا عالقة وشائكة في مجتمعنا تحتاج لجرأة من المرأة أولاً كي تدافع عن حقها في ما يخص القضية الشائكة كالميراث واختيارها لشريك حياتها بعيداً عما يريده الأهل، لكن يبقى الأمل في أن تنهض المرأة بنفسها وتدافع عن قضاياها.. أرى أنه لا بأس به، وكثيرا ما تحدثت عن هذه القضايا وتصلني رسائل تهديد كأني أطلب من المرأة أن تثور في ما لا يرضي الله.
لا مكان لليأس
هل واجهتِ معارضة من الأهل؟
نعم، وجهت معارضة كبيرة جداً، كوننا في خولان ممنوع على البنت أن تكمل دراستها، وعليها أن تتزوج وهي صغيرة حال كل قرى اليمن، إلا أنني أصررت على أن أكمل دراستي وأن استمر في عملي وأمضي قدما في تحقيق حلم والدي الذي غرسه في منذُ نعومة أظافري.. وبعد النجاح الذي حققته بدأ الجميع يشيد بتفكيري ونهجي الذي انتهجته وما أقدمه للناس الذين دائما أكن لهم كل المحبة وبسبب تشجيعهم، خصوصا المستمعين ومن ألقاهم عند ذهابي لأي مكان يشيدون بما أقدم، وأن ما يخرج من القلب يصل للقلب دائما، صحيح أن أي طريق للنجاح مكلل بالمخاطر إذا استسلمت من أول عقبة فمستحيل أن تصل لهدفك، ونصيحتي لكل من يقرأ ويسمع ويشاهد زمزم قاسم ألا تيأسوا أبدا مهما واجهتم من مصاعب عليكم أن تؤمنوا بهدفكم وأن تركزوا على الهدف والهدف فقط.
أدين للصدفة
من الشخص الذي تدين له زمزم قاسم لأخذه بيدها نحو الفضاءات الإعلامية؟
كانت الصدفة أهم شيء أدين لها، ومن بعدها شخص أحتفظ باسمه لنفسي، لأنه فعلا آمن بقدراتي ووقف معي كثيرا.
خبرة 17 عاما في مجال التدريب الإعلامي في الإعداد والتقديم الإذاعي والتلفزيون، وبدأتِ قبل ذلك بالصحافة.. أين تجدين نفسكِ أكثر؟
بصراحة، رغم كل التجارب التي خضتها في المجالين الإعلامي والتدريبي، إلا أنني أجد نفسي خلف المايكروفون.
غريمة الرصيد
«عذرا رصيدك غير كافٍ لإتمام هذه المكالمة، يرجى تعبئة حسابك أولاً».. من باب الدعابة يطلق عليكِ البعض «غريمة الشعب اليمني» في هذا الرد الآلي لشركة يمن موبايل.. بالإضافة إلى الهوية الصوتية الجديدة لخدمة الفور جي ليمن موبايل، ويمن فور جي.. كيف تصفين هذه التجربة؟
تجربة جميلة، وتحدث معي مواقف كثيرة من بينها السب الذي يطلقه بعض ممن لا يكون لديهم رصيد، وهذا الشيء يزعجني، الرد الآلي فقط بصوتي ولا دخل لي بانتهاء الرصيد... لكن خيرة الله.
أحاول ألا يكون العمل على حساب عائلتي
أم لطفلين.. كيف توفق زمزم الأم بين عملها ومسؤولياتها العائلية؟
أحاول ألا يكون على حساب عائلتي لكن في بعض الأوقات أضطر لأن أترك مناسبات عائلية وأذهب للعمل.. وأطلب من الإدارة ألا يتعارض دوامي مع مسؤولياتي تجاه أولادي وبيتي.
يعتبرونني بالقلم الرصاص
مذيعة أخبار وبرامج في الفضائية اليمنية، لكن مؤخرا تم إبعادكِ عنها.. هل توجد أسباب لذلك، أم هي المزاجية؟
ربما، لكن الذي أعرفه أنه تم إعادة الكوادر المثبتة والمتعاقدة، ولأني متعاونة أعتبر بالقلم الرصاص فتم إبعادي والاستغناء عني، بينما البعض رفض العمل تحت القصف والضرب بحجج وأعذار.. اشتغلت بكل حب مذيعة أخبار وبرامج، وتغطيات خاصة حتى عملت بديلة لبعض الزملاء بالنشرات، ومع ذلك رغم التهديدات التي حصلت لي تم إبعادي والاستغناء عني.. عملت تحت القصف والضغط «يا أرجع لأولادي أو لا أرجع».
لا أجدني إلا بالمجال الإعلامي
منذُ نعومة أظفاركِ وأنتِ هاوية للصحافة، بينما مهنيا اتجاهاتكِ إذاعية وتلفزيونية.. إذا لم تكن زمزم إعلامية ماذا كانت ستكون؟
إعلامية.. لعشقي الكبير لهذا المجال، ولا أتخيل نفسي في مجال آخر أبداً.
الصوت الجميل نعمة من الله
البعض يُشبّه صوتكِ بخديجة بن قِنة، والبعض الآخر يشبهه بصوت الإعلامية القديرة عايدة الشرجبي المذيعة إذاعة صنعاء.. هل خامة صوتكِ أهلتكِ لاختيار مجالكِ العملي، أم الرغبة في ذلك؟
الرغبة أولا، ثم الصوت ولله الحمد على ما وهبني من نعمة.
أن أكون سفيرة أو وزيرة
ما هو السؤال الذي كان بودكِ أن يكون ضمن المحاور ولم يكن مطروحا..؟ بإمكانكِ طرحه، والرد عليه.
ماذا تتمنى أن تكون زمزم في المستقبل؟.. أن أكون سفيرة، أو وزيرة، طبعاً، هذا حلمي وأنا صغيرة فقط لكي أسافر وأزور الأماكن السياحية، سفيرة أو وزيرة فكرة تراودني.
لأستاذتي أمل فايع
ثلاث وردات جورية تفرد مساحتها لكِ عبر «لا» لمن تهدينها؟
الأولى أهديها لكِ عزيزتي بشرى ولطاقم صحيفة «لا» لاستضافتي في هذه المساحة الجميلة من صحفيتكم الموقرة، الوردة الثانية لأختي الكبيرة والوحيدة. والوردة الثالثة لأستاذتي وصديقتي أمل فايع التي أكن لها كل الحب والتقدير.. وشكرا لك مرة أخرى ولكل القراء الكرام فبهذا اللقاء أعدتِ لي ذكريات جميلة كنت أكتب فيها، لكن أنا الآن أستطيع إرسال رسالتي عبر الأثير للجميع، ولمن يسمع زمزم قاسم.. كل الحب.
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا