لا ميديا -
من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام. التحق بركب الحسين عليه السلام في مكة المكرمة، ثم صحِبه إلى كربلاء.
هو الحجاج بن مسروق بن مالك بن كثيف بن عتبة بن كلاع الجعفي، من قبيلة مذحج، وقيل إن اسمه الحجاج بن مرزوق.
غادر الكوفة إلى مكة، والتحق بالحسين هناك حين بلغه مسير الإمام إليها من المدينة.
كان الحجاج مؤذن الحسين عليه السلام في أوقات الصلاة طوال الطريق. وكان قد أذن لصلاة الظهر بأمر من الإمام عندما اصطدم ركب الحسين عليه السلام بجيش الكوفة في منزل ذي حسم، وعلی الجيش الحر بن يزيد الرياحي، يمنعه من المسير إلى أوان وقت الظهيرة.
وحين بلغ الحسين منزل قصر بني مقاتل، رأى فسطاطاً مضروباً، فسأل عن صاحبه، فقالوا إنه لعبيد الله بن الحر الجعفي، فأرسل الحسين الحجاج بن مسروق مع يزيد بن مغفل إلی عبيد الله يدعوه إلى نصرته، فكان مما قال له الحجاج، كما روى ابن أعثم:
«والله ورائي یا بن الحر! والله قد أهدى الله إليك كرامة إن قبلتها!». قال: «وما ذاك؟»، فقال: «هذا الحسين بن علي رضي الله عنهما يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلت بين يديه أجرت، وإن مت فإنك استشهدت»، فلم يقبل عبيد الله. فقال له الحسين: «إنّي سأنصح لك كما نصحت لي: إن استطعت ألا تسمع صراخنا ولا تشهد واعيتنا فافعل؛ فو الله لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ لا ينصرنا إلاّ أكبّه الله في نار جهنّم».
استأذن الحجاج الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء للقتال، فأذن له، فقاتل بين يديه حتى رجع مخضّبا بدمائه، ليرتجز أمام الحسين عليه السلام:
فدتك نفسي هادياً مهديا
اليوم ألقي جدّك النبيا
ثمّ أباك ذا الندى عليا
ذاك الذي نعرفه الوصيا
فأجابه الإمام الحسين عليه السلام: «نعم، وأنا ألقاهُما على أثرك». فرجع الحجّاج يقاتل، فقتل منهم 25 رجلاً حتّى استشهد.