لا ميديا -
من أصحاب الإمام الحسين، ومن شهداء كربلاء. التحق بالركب الحسيني قبل عاشوراء بأيام، فكان على ميمنة الجيش في واقعة الطف.
هو زُهَير بن القَين الأنماري البَجَليّ، من كبار شيوخ قبيلة بجيلة في الكوفة. ورد عن بعض من كانوا معه في سنة 61هـ: «لم يك شيء أبغض إلى زهير من أن ينزل مع الحسين في مكان واحد أو يسايره في طريق واحد».
ولما نزل الحسين في زرود، نزل زهير بالقرب منه، فبعث إليه الحسين رسولاً قال له: «يا زهير، إنّ الحسين يدعوك». فكره الذهاب. فقالت له زوجته، دلهم بنت عمرو: «ما ضرك لو أتيته فسمعت كلامه ورجعت؟!». فذهب ليعود مشرق الوجه، فأمر بخيمته فقلعت، وضمها إلى ركب الحسين.
ثم ودّع زوجته، وقال لها: «قد وطنت نفسي على الموت مع الحسين عليه السلام». وقال لمن كان معه من أصحابه: «من أحبّ منكم أن يتبعني، وإلاّ فإنّه آخر العهد»، وانضم إلى معسكر الحسين ومعه ابن عمّه سلمان بن مضارب.
في صباح 10 محرم جعله الحسين على الميمنة، وحبيب بن مظاهر على الميسرة.
حمل شمر حتى طعن فسطاط الحسين، فحمل زهير في عشرة من أصحابه، وشدّ على شمر وأصحابه، فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها، وقتل زهير أبا عزّة الضبابي من أصحاب شمر وذوي قرباه.
استشهد حبيب بن مظاهر قبل ظهيرة عاشوراء، فقاتل زهير والحر قتالا شديداً، فكانا إذا استلحم أحدهما، شدّ الآخر حتى يخلصه، ثم شدّت جماعة على الحر فقتلوه، ورجع زهير إلى المعسكر.
عندما حانت صلاة الظهر أمر الحسين زهيرا وسعيدا بن عبد الله الحنفي أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه، ثم صلّى بهم صلاة الخوف. وبعد الصلاة، تقدّم زهير فقاتل قتالاً لم يُر مثله، وأخذ يحمل على القوم وهو يرتجز:
أنا زهير وأنا ابن القين     أذودكم بالسيف عن حسين
لمّا استشهد زهير، وقف عليه الحسين فقال: «لا يبعدنك الله يا زهير، ولعن قاتلك لَعْنَ الذين مُسخوا قردة وخنازير».