منعاً للبس: الأمريكي عدوّنا.. السعودي غريمنا
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
كشفت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية، الخميس، نقلاً عن مصادر أمريكية وصفتها بالمطلعة، أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، سيزور السعودية، هذا الأسبوع.
وقال المصدر إنّ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيزور السعودية بشكلٍ مُنفصل، في حزيران/ يونيو المقبل.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أنّ وزير الخارجية الأمريكي سيبحث في السعودية ملفَّي اليمن، ومكافحة الإرهاب، وتتوالى وتتكثف وتتزامن الزيارات الأمريكية إلى السعودية، فيما يبدو من مظاهر القلق الأمريكي من أن أي حل محتمل بين الرياض وصنعاء قد يتجاوز مصالح البيت الأبيض.
ووصفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية أن نية الرياض كانت «إطالة الأمد المفاوضات. وحتى مع التقدم المفاجئ فإن السلام بعيد كل البعد عن اليقين».
وبحسب «ذا انترسبت» الأمريكية فقد ورد أن «السعوديين وافقوا على تنازلات أكثر أهمية مما كان معروضاً في منتصف شباط/ فبراير الماضي».
وكشفت الوثيقة (مذكرة البنتاجون السرية)، وهي جزء من مخبأ لوثائق البنتاجون التي تم تداولها علناً في الأسابيع الأخيرة، المفاوضات المشحونة بين الرياض وصنعاء بشأن اتفاقية سلام محتملة.
الوثيقة، التي تحمل عنوان «سري للغاية» مع اقتصار نشرها على الولايات المتحدة وأقرب حلفائها الاستخباراتيين (ما يسمى «العيون الخمس»)، تقدم لمحة تفصيلية عن محادثات القناة الخلفية السرية بين الوفدين اليمني والسعودي.
وتضيف «ذا انترسبت» أن قضية الرواتب كانت نقطة شائكة ليس فقط للمملكة بل لحلفائها الأمريكيين أيضاً. وتشير إلى أن إدارة بايدن اعتبرت أن «مطالب الحوثيين بأن يدفع السعوديون رواتب القطاع العام، بمن في ذلك العسكريون والعاملون في مجال الأمن، خارجة عن المألوف».
يوضح التقرير الاستخباراتي الذي تم الكشف عنه حديثاً أن هناك اتصالات بين الطرفين بشأن دفع الرواتب قبل أسابيع من اجتماع الأحد 9 نيسان/ أبريل في صنعاء. وبحسب الوثيقة، في منتصف شباط/ فبراير، فإن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، أطلع رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، على موقف الرياض التفاوضي. ووضع خيارين لدفع رواتب موظفي القطاع العام اليمني على مراحل، مما يسمح لهيئة مستقلة بتقييم قائمة الموظفين الحكوميين منذ ما يقرب من عقد من الزمن قبل دفع رواتب جميع العمال.
وتذكر «ذا انترسبت»، بناء على ما جاء في تقرير المخابرات، أن «صبر الحوثيين ينفد، وربما لم يكن لدى السعوديين نية لعقد صفقة في ذلك الوقت». وتنص الوثيقة على أن «مصدراً استخباراتياً حوثياً قدّر على ما يبدو أنه إذا أصدر الحوثيون بياناً قوياً فسيؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على السعوديين، الذين كانوا يعتزمون إطالة أمد المفاوضات وتجنب التعهد بالتزامات حازمة».
من ناحيته، اعترض المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، وبشكل علني، الشهر الفائت، على مطالبة صنعاء بربط صرف مرتّبات الموظفين بعائدات مبيعات النفط والغاز اليمنيين، وأعلن قبل أيام أن بلاده تستخدم ما سمّاها القوة الدبلوماسية لحلّ الصراع اليمني حلاً دائماً، مشدّداً على أن «عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة تعالج القضايا والمسائل الجوهرية، مثل تخصيص الموارد، هي التي يمكنها حلّ الصراع بشكل دائم». وقُدمت مؤخراً مقترحات أمريكية جديدة لصنعاء ربطت تنفيذ الملفّ الإنساني بعملية سياسية شاملة، وهو ما قد ينسف كلّ جهود السلام التي بُذلت خلال الأشهر الماضية.
وبالعودة إلى وثائق البنتاجون المسربة فقد كشفت أن السعوديين كانوا على استعداد إلى حد كبير للتخلي عن وكلائهم من أجل إنهاء الحرب المستنزفة في اليمن، وأن الولايات المتحدة شعرت بالقلق وأرسلت المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى الرياض في 11 نيسان/ أبريل لتقويض أي اتفاق سلام، وتذكير القادة السعوديين برغبة الولايات المتحدة في الاستمرار في دعم وكلائهم في الحرب.
المصدر «لا» 21 السياسي