حاوره: مارش الحسام / لا ميديا -
في عالم التفوق، يتعثر الكثيرون في مشاكل القدرة والمثابرة، ولكن هناك قصصا تبرز وتثير التأمل، منها قصة طالب يتميز بطموح كبير ورغبة حقيقية لتحقيق التفوق والتميز في اختبارات الشهادة الثانوية.
كان هدف الطالب أحمد ياسين هو تحقيق مكانة بين أوائل الجمهورية، ومن أجل هذا الهدف قرر الالتحاق بمدرسة جمال عبدالناصر للمتفوقين في أمانة العاصمة، فعمل بجد واجتهاد شديدين، وتحمل المسؤولية الكبيرة لتحقيق هذا الهدف الذي رسمه لنفسه.
تجاوز العديد من الصعاب والتحديات، وتخطى حدوده الشخصية ليصل إلى أعلى مستوى محققاً الترتيب الأول على مستوى الجمهورية في اختبارات الشهادة الثانوية.
كان هذا الإنجاز العظيم يستحق الاحتفاء الرسمي، لكنه واجه خيبة أمل كبيرة، ففي الوقت الذي قامت فيه المدارس الأهلية بتكريم طلابها الذين حازوا أوائل الجمهورية بسيارات فارهة، لم يتلقَ أحمد أي اهتمام من الجهات الحكومية، ولم تصله حتى أي تهان أو تبريكات من جهة رسمية، ما يتطلب إعادة التفكير في نظامنا التعليمي وكيفية تقدير الطلاب المتفوقين.
في هذا الحوار، سنلتقي مع هذا الطالب الاستثنائي ونتعرف على سر تفوقه والتحديات التي واجهها في رحلته نحو النجاح، وسنستمع إلى قصته الملهمة، كنموذج يلهم ويحفز الآخرين لتحقيق أحلامهم وتجاوز التحديات التي تواجههم.

 في البداية حبذا لو تعرف نفسك للقراء؟
أحمد ياسين علي عمر، من أبناء مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز، الحاصل على الترتيب الأول على مستوى الجمهورية في اختبارات الشهادة الثانوية العامة، للعام 1444هـ/2023م، بمعدل 99.75%، القسم العلمي ثانوية جمال عبدالناصر للمتفوقين بأمانة العاصمة.

مفأجاة شبه متوقعة
 كيف تلقيت خبر حصولك على المركز الأول؟
يوم إعلان النتائج وأسماء أوائل الجمهورية، أخذ مني الوالد (حفظه الله) رقم الجلوس وبشرني عبر التلفون وأخبرني فقط أن المعدل كبير ومشرف، ثم دخلت على النت لأرى كشف أوائل الجمهورية، وهنا كانت المفاجأة، حيث وجدت أن اسمي على رأس القائمة وفي الترتيب الأول.

سعادة لا توصف
  كيف تصف شعورك عندما اكتشفت أنك صاحب الترتيب الأول؟
سعادة لا توصف، لأن تعبك وجهدك تكلل بهذا الإنجاز.
  ماذا يعني لك حصولك على الترتيب الأول على مستوى الجهورية؟
أهم إنجاز في حياتي، وشرف كبير لي ولأسرتي.
  ولمن تهدي هذا الإنجاز؟
أهديه للوالد والوالدة ولأسرتي وكل من دعمني وساندني في هذه المسيرة التعليمية التي تكللت بالنجاح ولله الحمد.

هدف سعيت له وحققته
 هل كنت تتوقع حصولك على الترتيب الأول؟
بصراحة، كنت أسعى منذ بداية العام لأن أكون من ضمن أوائل الجمهورية، ووضعت ذلك كهدف أساسي لي طوال العام الدراسي، لكن أن آتي في صدارة قائمة الأوائل فقد كان أمراً مفاجئاً بالنسبة لي، وأحمد الله على هذه المفاجأة.

الوالد له الدور الأبرز
  هل كنت تتلقى دعما من أسرتك أو مدرستك؟
أكيد الأسرة كانت الداعم الرئيسي لي، ويعتبر دور الأسرة عاملا رئيسيا في تفوق الطالب، ووالدي كان له الدور الأبرز في تحقيقي لهذا الإنجاز.
كذلك المدرسة كان لها دور، كونك في ثانوية متفوقين كمدرسة جمال عبدالناصر، فهذا معناه أنك محاط بمنافسين لا يقل طموحهم عن طموحك، وهذا شجعني أكثر على خوض غمار التنافس وحفزني أكثر على الجد والاجتهاد، وللأمانة كان التنافس شريفاً وإيجابياً وأخوياً.

صعوباتي واجهها والدي
   ما هي الصعوبات التي واجهتك في الدراسة؟
أستطيع القول إن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهها والدي (حفظه الله) من أجل تذليل الصعوبات أمامي، حيث كافح طوال العام وضحى بالكثير من أجلي، حاله كحال باقي الموظفين الذين هم بدون راتب، وكان لديه يقين أني سأكون أحد أوائل الجمهورية، وهذا كان حلمي وهدفي وهدف والدي (حفظه الله) الذي سخر كل جهده وطاقاته وكل إمكانياته المتاحة لتحقيق هذا الهدف، وهذا ما كان يحفزني أكثر في السعي نحو تحقيق الهدف، وصار كل طموحي أن أحقق إنجازاً يليق بتعبه وتضحياته والحمد لله.

المثابرة
  إلى جانب تضحيات والدك ما هي الأسرار التي تقف وراء حصولك على الرتيب الأول على مستوى الجمهورية؟
ليس هناك أي أسرار، فقط الاجتهاد والمثابرة، هو من أوصلني إلى هذا الإنجاز.

النجاح لا يعرف الراحة
  كم من الوقت كنت تقضيه في مراجعة دروسك كل يوم؟
النجاح لا يعرف الراحة، لا بد أن تتعب، ولكن بداية العام كنت أستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط في مراجعة دروسي، ومع مرور الأيام بدأت برفع ساعات المراجعة تدريجياً، أولاً إلى أربع ساعات ثم خمس ساعات في المذاكرة، واستمر عدد ساعات المراجعة أو المذاكرة يتصاعد بشكل تدريجي، فكلما قطعت شوطا كبيرا في الدراسة عليك أن تقضي ساعات كثيرة في المراجعة، مثلا في رمضان كانت ساعات المراجعة تصل إلى 12 ساعة.

التفوق وساعات المذاكرة
  ربما كثير من الطلاب قد يقضون ساعات طويلة في المراجعة من بداية العام وحتى نهايته ومع ذلك يحصلون على معدلات متدنية، هل هذا يعني أن التفوق لا يعتمد على عدد الساعات اليومية التى يقضيها الطالب في مراجعة دروسه؟ وبرأيك على ماذا يعتمد التفوق؟
التفوق يعتمد على الاجتهاد والمثابرة وعلى إبداعك واهتمامك في مراجعة دروسك والسعي نحو الهدف، وحين يكون طموحك التفوق يجب أن تسعى إليه، وعدد ساعات المذاكرة مهم جدا ولكن يجب حسن استغلالها، فالبعض قد يسخر كل وقته في مواد معينة على حساب مواد أخرى قد تكون سبباً في تدني معدلاته بسبب عدم اهتمامه بها.

نصيحتي لطلاب الثالث الثانوي
  حبذا لو تنقل للآخرين تجربتك. ما هي النصائح التى تود مشاركتها مع طلاب الصف الثالث الثانوي لتحسين درجاتهم ومعدلاتهم؟
لم أضغط على نفسي من بداية السنة، هذا يستهلك من طاقتك ومجهودك، كما قلت سابقا، في ما يخص عدد ساعات المذاكرة بدأت بالتدريج من ساعتين في اليوم وصولا إلى 12 ساعة وكنت أهتم بمراجعة كل المواد.
وأنصح الطلاب الذين هم حاليا في الصف الثالث الثانوي بالاهتمام بكل المواد، وعدم تشتيت أذهانهم بكثير من المراجع.
أيضاً البعض يهمل مواد كاللغتين العربية والإنجليزية لاعتقاده أنه لا يمكن تحقيق الدرجة النهائية في هاتين المادتين، ويصب كل اهتمامه على المواد العلمية فقط كالفيزياء والرياضيات، وهذا تفكير سلبي، لأنه من المفروض أن يسعى الطالب للحصول على الدرجة النهائية في كل المواد.

اهتمام بكل المواد
  ما هي المواد التي كنت تفضلها أو تهواها؟
لم أكن أفضل مادة على أخرى، بل كنت أهتم بجميع المواد على حد سواء، بالرغم من أني أميل أكثر أو أهوى مادتي الرياضيات والفيزياء.

درجتان فقط عن المجموع النهائي
 معدلك 99,75% هذا يعني أنك حققت الدرجة النهائية في أغلب المواد ممكن تطلعنا على درجاتك؟
مجموع درجاتي 798، إذ حصدت الدرجة النهائية في جميع المواد، ما عدا القرآن والفيزياء لم أحقق فيهما العلامة الكاملة.
  هل كنت تستفيد من الإنترنت في دراستك؟
أكيد كنت أستفيد من الإنترنت بما ينفعني في المذاكرة والمراجعة، حيث كنت أطلع على الملخصات الإلكترونية ونماذج الاختبارات، وهي مهمة جداً وبالذات النماذج.
 هل كنت تعتمد على مدرسين خصوصيين أثناء الدراسة؟ وهل التحقت بدورات دراسية (تقوية) استباقية قبل بداية العام الدراسي؟
لم أستعن بمدرسين خصوصيين، ولم آخذ أي دروس تقوية في معاهد خاصة، وأعتبر أن أكثر ما يشتت ذهن الطالب هي المعاهد الخاصة والمدرسون الخصوصيون، ولا أنصح بهما.
البعض وقبل بداية السنة يحاول أن يلتحق بمعاهد تقوية وهذا خطأ.. المفروض أنك تراجع أساسياتك بنفسك قبل أن تدخل ثالث ثانوي.

الخاصة أفضل
 هل تعتقد أن الدراسة في المدارس الحكومية أفضل من الدراسة في المدارس الخاصة أم العكس؟
في ظل الوضع الحالي والمتدهور الذي وصلت إليه العملية التعليمية في القطاع الحكومي، تبدو المدارس الخاصة أفضل باستثناء بعض المدارس الحكومية كثانوية عبدالناصر ومثيلاتها من مدارس المتفوقين.
هل يتوقف التفوق على المدرسة أم على الطالب؟
كل شيء يتوقف على الطالب بدرجة أساسية، بينما المدرس عامل مساعد، لكنه مهم ولا غنى عنه لتحقيق النجاح والتفوق.
 ما هي طموحاتك أو الأهداف التي ترغب في تحقيقها في المستقبل؟
مواصلة الدراسات الأكاديمية العليا والتخصص والإبحار في مجال الذكاء الاصطناعي.
 كيف تصف الاهتمام الحكومي بأوئل الجمهورية؟ وماذا عنك؟
لم أجد أي اهتمام حتى الآن، ولا حتى اتصالا ولا تهنئة من أي جهة حكومية، باستناء التهنئات التى تنهال علي من أبناء مسقط رأسي شرعب.

رسالة للحكومة
  المدارس الخاصة سنويا تقوم بتكريم طلابها المتفوقين من أوائل الجمهورية بجوائز مغرية جدا، بل إن بعض المدارس كرمت طلابها أوائل الجمهورية بسيارات ذات موديلات حديثة، بهذا الخصوص هل من رسالة توجهها؟
اللهم لا حسد، ورسالتي للحكومة أتمنى فيها أن تهتم بالطلاب المتفوقين وأوائل الجمهورية.