هل ستحدث الضربات على اليمنيين أي فرق؟
- تم النشر بواسطة اليمن بالحبر العبري/ لا ميديا

اليمن بالحبر العبري -
تبدو النتائج الحاسمة ضد الحوثيين خيالية. جيمس هولمز في «ناشيونال إنترست» يفسر عبثية الضربات إن لم تترافق مع استراتيجية معينة.
يشكك الأدميرال جي سي وايلي، مؤلف كتاب «الاستراتيجية العسكرية: نظرية عامة للتحكم في القوة» في أن الهجوم الجوي الصاروخي ضد الحوثيين الخميس الماضي سيحقق أي نتائج حاسمة في ردع الحوثيين.
إن هدف الاستراتيجية العسكرية هو السيطرة على الفضاء المادي، وفق وايلي. ويتطلب هذا الأمر جنودا أو مشاة البحرية على الأرض، وليس طيارين أو قاذفي صواريخ بحرا. ويعلق وايلي: «إن الرجل الموجود في مكان الحادث والذي يحمل مسدساً هو في النهاية حكم النصر. الجندي الذي يحمل قوة نيران متفوقة يحدد من سيفوز».
فما الذي قصدت قيادة التحالف تحقيقه من هذه الضربة؟ وفقا لوزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، فإن الضربات ستعمل على تعطيل قدرات الحوثيين على تهديد التجارة العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم. إن إجراء التحالف يبعث برسالة واضحة مفادها أن الحوثيين سيتحملون المزيد من التكاليف إن لم يوقفوا هذه الهجمات.
إن ما يقوله وزير الدفاع الأمريكي منطقي في ظاهره؛ فالحكيم العسكري كارل فون كلاوس فيتزيان يؤكد أن هناك ثلاث طرق للتغلب على الخصم، وفرض تكاليف لا تطاق هو أحد هذه الطرق. ويجب على العدو العقلاني أن يستسلم إن لم يكن يستطيع تحمل هذه التكاليف.
لكن الأدميرال وايلي يعترض على هذا النهج، لأنه يصنف القصف الجوي على أنه «عملية تراكمية»، والعملية التراكمية هي نهج مبعثر في القتال، وكأنك نثرت الطلاء في كل مكان. كما أنها غير مرتبطة مع بعضها في المكان أو الزمان. إن هذه العمليات تلحق بالخصم أضراراً صغيرة النطاق في العديد من الأماكن على الخريطة، بدلا من ضربه باستمرار حتى يكف عن المقاومة.
يرى وايلي أن الهجمات يجب أن تتم تكتيكياً بشكل متسلسل. وكل هجمة تعتمد على ما سبقها، وتستمر الهجمات إلى أن تصل إلى هدفها النهائي، وهو إرباك الخصم استراتيجيا. ويقصد بالهجمات المتسلسلة أن تترافق الهجمات الجوية والصاروخية بالهجوم البرمائي وصولا لإنهاك العدو.
ويصنف وايلي الحرب البحرية وعمليات الغواصات والغارات السطحية بأنها تراكمية في طبيعتها، وكذلك الحرب الجوية والصاروخية. لذلك فإن صنع النصر يتطلب السيطرة على الأرض، ودون هذه السيطرة لا يوجد نصر عسكري. وعلى التحالف أن يعتمد كل ما سبق كاستراتيجية تسلسلية وبذكاء كي يحقق نتائج مرضية.
لكن في الوقت نفسه من الصعب أن يحدث هذا النوع من الانضباط الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والحلفاء من حيث النزول إلى الشاطئ بقوة، وبالتالي من الصعب أن تؤدي حملة جوية وبحرية إلى إخضاع الحوثيين.
أما من حيث الرسالة المراد إيصالها إلى الحوثيين، فهم على ما يبدو غير مبالين بحسابات التكلفة، وغير قابلين للردع، لأنهم أصحاب أيديولوجيا، والكلمة الأخيرة ليست لهم في النهاية بما يخص مواجهة «إسرائيل» وداعميها الغربيين.
والخوف الآن من التصعيد الأفقي للقتال، فضلا عن التصعيد العمودي وصولا إلى مزيد من العنف. ولذلك يجب على التحالف إجراء حسابات عسكرية واستراتيجية دقيقة وحكيمة في هذا الملف.
المصدر: «ناشيونال إنترست»
المصدر اليمن بالحبر العبري/ لا ميديا