
اليمن بالحبر العبري -
من غزة إلى اليمن وما بينهما، تبدو استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن مرتبكة وتقتصر على ردود الأفعال التكتيكية، وهو ما يصب في صالح استمرار ضعف نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط وزيادة كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره «المركز العربي واشنطن دي سي» للزميل بالمركز نبيل خوري (نائب السفير الأمريكي السابق في اليمن).
ويرى خوري أن أول مظاهر الارتباك الأمريكي إزاء ما يحدث في المنطقة بسبب حرب غزة، هو إقدام بايدن على إعادة تصنيف أنصار الله في اليمن كجماعة «إرهابية»؛ لكن هذا التصنيف كان غير ذي فاعلية، ويجعل الإدارة تبدو مترددة وضعيفة، خاصة وأن العقوبات المتعلقة بالإرهاب تبدو غير ذات أهمية عندما يتم فرضها على مجموعة ليس من المعروف أن لديها أي أصول مالية أجنبية.
والأسوأ من ذلك أنه من وجهة نظر «الحوثيين»، فإن هذا التصنيف يزيد الطين بلة ويوفر لهم حافزاً لمواصلة هجماتهم .
ويقول الكاتب إن عداء «الحوثيين» للولايات المتحدة في السابق كان خطابيا، حيث استخدموا شعار «الموت لأمريكا» لسنوات، والآن يعتبرون الولايات المتحدة عدواً، وقد وعد قادتهم بالانتقام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
والآن بعد أن أصبح «الحوثيون» أكثر اندماجا في محور المقاومة، فمن المرجح أن يكون حلفاء الجماعة أكثر تحفزا لضرب أهداف أمريكية في المنطقة، وخاصة في سورية والعراق، كما حدث مؤخرا في الأردن، حيث تم توجيه ضربة إلى طائرة أمريكية.
ويقول خوري إن الرد العسكري على «الحوثيين» ينطوي على خطر الانتقام وانتشار غضب الجماهير العربية ضد الولايات المتحدة.
ويمضي متسائلا: «ثم إذا كانت إدارة بايدن نفسها تعترف بأن الضربات لم تأتِ بالنتائج المرجوة، فأين المنطق والاستراتيجية وراء اختيار استهداف الحوثيين؟».
ويرى الكاتب أن البيت الأبيض ظل يتفاعل مع الأحداث بشكل تكتيكي، وليس بذكاء استراتيجي، حيث تفتقر إدارة بايدن إلى استراتيجية توجيهية واضحة للشرق الأوسط.
وكما هو الحال مع الفلسطينيين، كان الأمر مع اليمن، حيث لم تذكر استراتيجية الأمن القومي الخاصة ببايدن اليمن إلا باعتبارها «ملاذاً للإرهابيين»، ولم يطور مبعوث بايدن لليمن، تيموثي ليندركينج، علاقات مباشرة مع «الحوثيين» مفضلًا بدلاً من ذلك التواصل معهم بشكل غير مباشر عبر وسطاء عمانيين.
ويقول الكاتب إنه رغم تفضيل بايدن المعلن التركيز على آسيا بدلا من الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لا تزال غارقة في المشاكل الأمنية في المنطقة مع عدم وجود نهاية في الأفق للتدخل الأمريكي هناك.
نبيل خوري
«المركز العربي واشنطن دي سي».
المصدر اليمن بالحبر العبري/ لا ميديا