إعلام أمريكي:اليمنيون الفقراء نجحوا في تحدي النظام العالمي الأمريكي
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
يواصل الإعلام الأمريكي تسليط الضوء على فشل الولايات المتحدة ومعها بريطانيا والدول المشاركة في تحالف ما يسمى "حارس الازدهار" في ردع القوات اليمنية أو الحد من عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، على مدى سبعة أشهر ماضية.
في جديد هذه التناولات نشر موقع "توم ديسباتش"TomDispatch.com الأميركي، مقالاً تحليلاً بعنوان "تحويل البحر الأحمر إلى اللون الأحمر"، أفاد بأن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية المتكررة على مناطق متفرقة في عدد من المحافظات اليمنية، قد فشلت حتى الآن في إيقاف الهجمات البحرية لقوات صنعاء.. مؤكداً نجاح اليمنيين في تطوير قدراتهم العسكرية التي قوضت تقنيات أمريكية عالية الدقة، على مستوى الشرق الأوسط.
استهداف حاملة الطائرات
وذكر المقال الذي أعادت نشره مجلة "ذا نيشن" الأمريكية الشهيرة، أمس الجمعة، أن ما أعلنته وكالة "أسوشيتد برس" في منتصف يونيو/ حزيران المنصرم، من "أن البحرية الأميركية انخرطت في أشد المعارك البحرية كثافة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد يشكل مفاجأة بالنسبة لمعظم الأميركيين". موضحاً بالقول: "وهذه المرة، لا تدور المعارك في المحيط الأطلسي أو المحيط الهادئ، بل في البحر الأحمر، والعدو هو أنصار الله في اليمن، من يدعمون الفلسطينيين في غزة ضد الحرب الإسرائيلية الشاملة على ذلك القطاع الصغير".
وأشار الموقع إلى أن اليمنيين واجهوا في الأشهر الأخيرة ضربات جوية متكررة من طائرات أميركية، وردوا بمهاجمة حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى قبالة سواحلهم، وأسلحتهم المفضلة هي الطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة المجهزة بالمتفجرات، والصواريخ الباليستية التي تستخدم لأول مرة ضد السفن".
تحدي النظام العالمي
ووصف الموقع الأمريكي ما يحدث في البحر الأحمر بأنه "أكثر إثارة للدهشة". مستطرداً: "لقد نجح اليمنيون في تحدي النظام العالمي السائد، على الرغم من كونهم فقراء وضعفاء وذوي بشرة سمراء، وهي الصفات التي تجعل الناس غير مرئيين عادة للمؤسسة الأميركية".
وقال: "من الأصول الحديثة للغاية التي يمتلكها الحوثيون ظهور الأسلحة الصغيرة في عالمنا، الطائرات بدون طيار والصواريخ الصغيرة التي لا يمكن القضاء عليها بسهولة في الوقت الحالي حتى باستخدام الأسلحة المتطورة التي تمتلكها البحرية الأميركية". متطرقاً في ذات الوقت إلى الموقع الجغرافي لليمن وسيطرته على مضيق "باب المندب"، الذي وصفه الموقع بأنه "بوابة الرثاء"، مؤكداً بالقول: "وهذه الأيام يرقى المضيق إلى مستوى اسمه".
وأشار الموقع إلى أن "الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية المتكررة ضد مواقع مشتبه بها للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وحولها، فشلت حتى الآن في وقف الهجمات البحرية".. مضيفاً: "حتى طائرات ريبر بدون طيار الأمريكية عالية التقنية لم تعد مضمونة الهيمنة على المجال الجوي في الشرق الأوسط منذ أن أسقط الحوثيون أربعة من تلك الأسلحة التي تبلغ قيمة الواحد منها 30 مليون دولار".
وأوضح ذات الموقع أن اليمنيين "يشعرون اليوم بالغضب إزاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حيث تخرج حشود كبيرة منهم في صعدة وغيرها من المدن اليمنية الشمالية للاحتجاج على القصف الإسرائيلي المكثف لقطاع غزة، ملوحين بالأعلام اليمنية والفلسطينية، ومتعهدين بالوقوف ضد جيوش الطغيان".
تعطيل ميناء أم الرشراش
وتطرق موقع "توم ديسباتش" في مقاله التحليلي إلى العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية إسناداً للشعب الفلسطيني، قائلاً: "لقد ضرب الحوثيون بالفعل سفن حاويات تجارية في البحر الأحمر، حتى إنهم استولوا على واحدة منها، وهي سفينة جالاكسي ليدر التي حولوها إلى معلم سياحي، كما أغرقوا سفينتي شحن، وتسببت ضرباتهم في حدوث اضطراب كبير في التجارة العالمية". مضيفاً: "كما أطلق الحوثيون أعدادًا كبيرة من الصواريخ الباليستية على ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، مما أدى إلى تعطيله منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وكان حوالي 5% من واردات إسرائيل تصل عبر إيلات. والآن، تم إعادة توجيه مثل هذه التجارة إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط بتكلفة أعلى بشكل واضح، في حين تعرض اقتصاد جنوب إسرائيل لضربة كبيرة".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، كان لتلك الضربات الحوثية، على الرغم من أنها محلية، تأثير على سلاسل التوريد العالمية، حيث ارتفعت تكاليف التأمين بشكل جذري، مع أقساط مخاطر الحرب الساحقة".
فشل العدوان السعودي الإماراتي
وأشار الموقع الأمريكي إلى العدوان السعودي الإماراتي على اليمن منذ العام 2015م.. مؤكداً أن هذا العدوان جاء بهدف إزاحة "أنصار الله" ومنعهم من "الهيمنة على شمال اليمن"، وأيضاً كون "حاكم الإمارات العلماني محمد بن زايد يحتقر الحركات السياسية الإسلامية"، غير أن هذا التحالف "فشل في أهدافه" ليرضخوا في العام 2022م وبعد سبع سنوات من العدوان، إلى اتفاق هدنة مع "أنصار الله".
وقال: "لقد نظر السعوديون والإماراتيون إلى الحوثيين باعتبارهم مجرد مخلب لإيران. ورغم أن الإيرانيين عرضوا عليهم بالفعل بعض الدعم، إلا أن هذا كان قراءة خاطئة للعلاقة بين صنعاء وطهران. وعلى أقل تقدير، كانت المساعدات الإيرانية ضئيلة مقارنة بالمليارات من الدولارات من الأسلحة التي قدمتها واشنطن للرياض وأبوظبي في تلك السنوات".
ووصف الموقع أنصار الله بأنهم "حركة قومية عربية يمنية، نجحوا في اجتذاب القبائل الزيدية والسنية إليهم، ويشكلون جزءاً من محور المقاومة، المساند للشعب الفلسطيني، حيث تعهد زعيمهم السيد عبدالملك الحوثي في خطاب له، بأنه مهما اشتدت الهجمات الجوية الأميركية والبريطانية على اليمن، فلن يتراجعوا أبداً عن دعم الشعب الفلسطيني".
وخلص الموقع الأمريكي في تحليله إلى أن الوضع في البحر الأحمر "يحمل في طياته القدرة على أن يصبح واحدا من أخطر الأوضاع في العالم، منافسا للأوضاع في أوكرانيا وتايوان".. مؤكداً أنه ولتجنب ذلك "بإمكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يتحرك ويضغط بقوة لإنهاء الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على غزة"، وهذه الحرب -وفقاً للموقع الأمريكي- هي "إهانة لا تطاق لمعايير القانون الإنساني الدولي والتي لا تؤدي إلا إلى تعزيز يقظة الحوثيين وأمثالهم".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا