صلاح الدكاك / لا ميديا 
تعزُّ هل عن أوانِ الوصل أنباءُ
أم المواعيدُ تسويفٌ وإرجاءُ؟!
إني نُفِيتُ فناءً في هواكِ فهل
رُجعى إليكِ وللأقدارِ إِغضاءُ؟!
إن كان يُسألُ مثلي عن خطيئتهِ
فأنتِ تفاحتي الكبرى وحوّاءُ!
خطيئتي أنتِ لا المنفى سيغفرها
ولا لها استغفَرَ «التوَّابَ» خطَّاءُ
طويتُ بعدكِ أرضَ اللهِ مرتحلاً
والروحُ نحوكِ معراجٌ وإسراءُ
قولي لأحبابِ قلبي يا نوافذها
لم يبقَ لي منذ أنْ بانوا أحبَّاءُ
ولي رفاقٌ بليلِ المنحنى نَكصوا
ونجمةٌ من نزيفِ الحلمِ حمراءُ
بانتْ سعادُ فليلي ما له قمرٌ
وبالكرى ذهبتْ «ليلى» و«أسماءُ»
لا «ناهدٌ» في شتاء الحرف تضرمه
ولا تُخضِّلُ صيفَ الشِّعرِ «لمياءُ»
وكان في «ثُعَباتٍ» لي نميرُ هوى
وفي «عُصَيفرةٍ» ظلٌّ وأنداءُ
سلالمي غيمةٌ ترقى الجبالَ فمِن
أهداب «جنّاتِها» يدَّفقُ الماءُ
ينساب شهدُ «السَّوَاني» في «سواء» فمي
ولي نديمٌ بـ«بِردادٍ» وسقّاءُ
من ذا يزفُّ قميصَ «المُعتِبِيَّةِ» لي
أنا الكظيمُ ولا سيارةٌ جاؤوا؟!
من ذا يعيد ليالي «الجَحمَلِيَّة» لي
والطَّار للشجن الصوفيِّ نكّاءُ؟!
«تعز» يا شمس أيامي ويا قمري
إن الصباحاتِ مُذ غُيِّبتِ عمياءُ
يا طفلةً من مآقيها مصلَّبةً
جارَ الخصومُ عليها والأخلّاءُ
يا يوسفاً كبّلوه من نبوءته
دهراً وما مرَّ فوق الجُبِّ دلّاءُ
أنت المدينة لم تبرح مؤجَّلةً
تَخَلَّقتْ عدنٌ منها وصنعاءُ
نأى الجنوبُ ولم يدنُ الشمالُ فما
أدري أيُمناك أم أيُسراك عرجاءُ؟!