يتحول عنوان الأمن في مدينة عدن المحتلة إلى اقتتال يومي بين عصابات تصفي حساباتها مع عصابات أخرى تحت مسمى الأمن، وبين منظرين مخضرمين في الارتزاق والعمالة يطالبون فقط بإعادة النظر في تلك الجماعات لإعادة إنتاجها بشكل مختلف، دون أي إشارة منهم إلى شيء اسمه الاحتلال.
تكشفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن المحتلة عن انزلاق الأوضاع الأمنية إلى مربع خطير من الاقتتال البيني لعصابات تسمي نفسها جهات أمنية تتحفظ على القتلة والمجرمين، وتخفي في سجونها الكثير من السجناء والمعتقلين. فطيلة ‏9 سنوات لم تعرف عدن إلا الاغتيالات والمداهمات والاختطافات، وقوائم طويلة عريضة من ضحايا العصابات المقنعة والكثير من المخفيين في السجون المظلمة. تلك هي عدن التي تتصاعد أصوات أبنائها وصرخاتهم تحت وطأة الاحتلال.
وبين مقاربات المسألة الأمنية وما يحدث من جرائم يومية ينسى سياسيو الارتزاق وغيرهم مسألة أن هناك احتلالاً هو سبب كل ما يحدث.
كأن الأمر فقط كان بحاجة إلى ناشط (برتبة مقدم في أمن المرتزقة) اسمه علي عشال، من أبين، قام مرتزقة الإمارات باختطافه وإخفائه قسرا في مدينة عدن، وسط حديث عن تصفيته، ليتسنى للمرتزق ياسين مكاوي أن يتحدث عما سماه إعادة النظر في تركيبة وطبيعة الجهات المسماة «أمنية».
‏يكتب المرتزق ياسين مكاوي في تدوينة على منصة «إكس» قائلاً: «إن  ما يجري في عدن نتيجة لما حذرنا منه مراراً وتكراراً في كل مواقفنا الشخصية والعامة أن الجماعات المسماة أمنية بحاجة إلى إعادة النظر في تركيبتها وطبيعتها ليكون أمناً لعدن، وليس عبثاً بعدن».
ويضيف: «لم يستمع أحد لصوتنا فتمادوا بفعل فاعل، وما جرى لعشال أمر مرفوض على كل المستويات، وفي ظل وضع أمني غير مسؤول لن يكون الأخير وليس هو الأول، لتصل عدن إلى ما وصلت إليه من تسلط قوى غير جديرة على المشهد».
من كل ذلك يخرج المرتزق مكاوي بنتيجة مفادها: «أعيدوا عدن لأبنائها ليستقيم الأمر. أخطأتم في غرس البذور فكانت النتيجة تشوهات تجري على عدن؛ لكنها لن تكون هي الأصل»، دون أن يكون هناك أي ذكر للاحتلال ولا لكونه السبب الرئيسي في كل ما يحدث لعدن.