تقرير - عادل بشر / لا ميديا -
أعلنت القوات المسلحة اليمنية مساء أمس تنفيذ القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية، عملية مشتركة استهدفت السفينة "Charysalis" في البحر الأحمر وباب المندب، لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها، أنه تم استهداف السفينة مرتين الأولى في البحر الأحمر، والثانية في باب المندب، بعدد من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة.
وأكدت أن عملياتها لن تتوقف إلا بإيقاف العدوان ورفعِ الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وحيّت القوات المسلحة، كافة أبناء الشعب اليمني العظيم على خروجهم الحاشد وغير المسبوق في المحافظات والمديريات وتأكيدهم على استمرار المساندة العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
وأضاف البيان: "إنَّ القوات المسلحة اليمنية وأمام ما يتعرض له الشعب اليمني العظيم من تحركات معادية من قبل النظام السعودي تنفيذاً للتوجيهات الأمريكية وخدمة للعدو الإسرائيلي لتؤكد جاهزيتها العسكرية لتنفيذ المطالب الشعبية في الردِّ المشروع على تلك التحركات".
وكشفت تقارير عبرية عن خسائر فادحة تعرض لها الاقتصاد الصهيوني، نتيجة العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، انتصاراً للشعب الفلسطيني ودعماً لمقاومته الباسلة.
معهد دراسات الأمن القومي INSS في جامعة "تل أبيب"، أصدر تقريراً حديثاً، أكد فيه أن هجمات من وصفهم بـ"الحوثيين في اليمن" على السفن العابرة في باب المندب "شلت تماماً نشاط ميناء إيلات"، وأدّت إلى إجبار معظم شركات الشحن العالمية العاملة على خطوط الملاحة الممتدة بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، أي الخطوط التجارية الواصلة بين آسيا وأوروبا، على الإبحار حول إفريقيا، بدلاً من تقصير الطريق عبر قناة السويس.
ويشير إلى أنه، في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، قبل بدء الهجمات اليمنية، كانت تكلفة شحن حاوية من الصين إلى البحر المتوسط تبلغ نحو 1400 دولار، وارتفعت في ذروتها، في نهاية كانون الثاني/ يناير، إلى نحو 6400 دولار، ثم استقرت، في نهاية آذار/ مارس 2024، عند نحو 3800 دولار.
وقال معهد أبحاث الأمن القومي الصهيوني: "لقد شلت الهجمات الحوثية على حركة الشحن في مضيق باب المندب، تماماً، نشاط ميناء إيلات، وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير بشأن نيات بفصل أكثر من نصف عمال ميناء إيلات".. مضيفاً: "وإذا حدث هذا، فإن ضرراً اقتصادياً كبيراً سيلحق بمئات العمال، بالإضافة إلى الضرر الاستراتيجي الممكن الناجم عن فقدان القدرة التشغيلية للبوابة الجنوبية للبلد. ولقد تمت مناقشة هذه المسألة في اللجنة الاقتصادية البرلمانية في الكنيست، في معرض مناقشة سؤال ما إذا كان على الدولة إعادة شراء الميناء، بعد أن تم بيعه في إطار الخصخصة".
وأكد التقرير تأثير الهجمات اليمنية على شركات الشحن التابعة لكيان الاحتلال وتلك المملوكة لرجال أعمال "إسرائيليين" وكذلك شركات الشحن المرتبطة بالكيان.

إغلاق الشركات
في خطٍ موازٍ، قدّر خبراء "إسرائيليون" أنّ الهجمات اليمنية أدّت لارتفاع أسعار مختلف البضائع بما يشمل المستلزمات الغذائية الأساسية "الإسرائيليّة"، بسبب قلة البضائع في السوق جرّاء ارتفاع كلفة الشحن البحريّ بما فيها التأمين على المخاطر.. مؤكدين أن بدائل الشحن البحريّ مكلفة للغاية ولا يمكن للاقتصاد الصهيوني تحمّلها على المدى البعيد.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إنّ 46 ألف شركة إسرائيلية أغلقت أبوابها منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 60 ألف شركة بحلول نهاية العام الجاري.
وبيّنت الصحيفة أنّه "تم إغلاق 46 ألف شركة منذ بداية الحرب، وفقًا لشركة المعلومات التجارية Coface Bd التي توفر معلومات تجارية لإدارة مخاطر الائتمان منذ 35 عامًا، وتعمل على تحليل وتصنيف جميع الشركات والمؤسسات في الاقتصاد الإسرائيليّ".
ونقلت الصحيفة عن يوئيل أمير، الرئيس التنفيذي للشركة، قوله: "حوالي 77 بالمائة من الشركات التي تمّ إغلاقها منذ بداية الحرب، والتي تشكل حوالي 35 ألف شركة، هي شركات صغيرة، وهي الأكثر ضعفًا في الاقتصاد الإسرائيليّ".
وبحسبه فإنّ القطاعات التي تعرضت لأضرارٍ جسيمةٍ هي صناعة البناء والتشييد، والصناعات الأخرى التي تدور في فلكها مثل السيراميك وتكييف الهواء والألومنيوم ومواد البناء، مؤكّدًا أنّه ضمن القطاعات التي تضررت بشدة أيضًا خلال الحرب "قطاع التجارة، الذي يشمل صناعة الأزياء والأحذية والأثاث والأدوات المنزلية وقطاع الخدمات، ومن ضمنه المقاهي وخدمات الترفيه والتسلية والنقل، وقطاع السياحة والزراعة".

أقوى الساحات
وبعيداً عن الحصار البحري والهجمات اليمنية على السفن الصهيونية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر المتوسط، طال العقاب اليمني كيان الاحتلال بالصواريخ إلى مناطق استراتيجية في فلسطين المحتلة وابرزها منطقة "أم الرشراش".
في هذا الصدد أكدت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن ما وصفتها بـ"جبهة إيلات" مهددة بالصواريخ اليمنية بشكل دائم.
وقالت الصحيفة العبرية إن "إيلات تعرضت لـ22 هجوماً يمنياً".. موضحة أن منظومة آرو المتطورة، حاولت اعتراض صواريخ بالستية قادمة من اليمن.
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن خبراء صهاينة القول: "الأمريكيون يخوضون الحرب في اليمن نيابة عنا، لأننا لم نعرف كيف نتعامل معهم".. لافتين إلى أن اليمنيين نجحوا في صناعة "الصواريخ والطائرات والزوارق المتفجرة".
ووصفت الصحيفة "الحرب مع الحوثيين" بأنها "من أقوى الساحات" في المعركة الدائرة بين الفلسطينيين ومعهم محور المقاومة، وبين كيان الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة والغرب وأنظمة عربية.