
تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
بوتيرة عالية، صعّدت القوات المسلحة اليمنية من عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، سواء الانفرادية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، أو بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق، وتستهدف مصالح صهيونية في البحر المتوسط وداخل فلسطين المحتلة، تزامناً مع تواتر أنباء عن قرب إعلان صنعاء، المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة وبريطانيا، وفق تنسيق شامل وبمستويات عالية بين أطراف محور المقاومة، انطلاقاً من القضية المركزية ممثلة بفلسطين.
مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء أفادت بأن القوات المسلحة اليمنية تُرتب لهجمات أوسع، وفي مسرح عمليات أكثر اتساعاً وفق تكتيك عسكري كبير، تدرجاً مع المعركة الميدانية في غزة وما يشهده القطاع من مجازر صهيونية متواصلة، وكذلك التصدي لأي خطوات عدوانية داعمة لـ»إسرائيل» ضد شعبنا اليمني، من قبل النظام السعودي، في حال لم ينصع حُكام المملكة لتحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، والتي كان آخرها أمس الثلاثاء، واستمروا في غيهم وخنوعهم للنظام الأمريكي.
وسائل إعلام إيطالية وصفت ما يحدث في البحر الأحمر بأنه «مواجهة شاملة» بين القوات اليمنية والبحريتين الأمريكية والبريطانية، مؤكدة فشل الأخيرتين في «فتح باب المندب» الذي أغلقته صنعاء في وجه السفن الصهيونية وتلك المرتبطة بكيان الاحتلال.. لافتة إلى أن أغلب الخبراء في البيت الأمريكي يعزون فشل تحالف ما يُسمى «حارس الازدهار» إلى انعدام المعلومات الاستخباراتية الأمريكية والغربية عن المناطق الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله» في اليمن.
كما بدأت إشارات الإنذار تصل من المملكة المتحدة، فهناك في الواقع قلق بشأن العمليات الأخيرة للقوات المسلحة اليمنية، ووصفتها وسائل إعلام بريطانية بأنها «الأكبر حتى الآن».. معربة عن قلقها بشأن هذه العمليات التي أكدت أنها تمثل اتساعًا لنطاق الهجمات. كما أن من المثير للقلق أيضًا الاستخدام المتزايد للقوارب المفخخة في البحر الأحمر.
وتوقعت صحيفة AGC الإيطالية، أن تتزايد الهجمات مع المرحلة الخامسة من التصعيد التي وعد بها السيد عبدالملك الحوثي في ظل عدم توقف العدوان على غزة.. مفيدة بأن المرحلة الخامسة «هي المرحلة التي سيتم تنفيذها بدعم من المقاومة الإسلامية العراقية».
وأوضحت أن الولايات المتحدة بعد فشلها في إيقاف العمليات اليمنية المتصاعدة، لجأت إلى استخدام المملكة السعودية، في تحريك وكلائها باليمن لتنفيذ حرب اقتصادية ضد صنعاء، في محاولة للي ذراع «أنصار الله» وإجبارها على وقف الهجمات البحرية ورفع الحصار الجزئي عن كيان الاحتلال، وهو ما دفع السيد عبدالملك إلى تحذير السعودية بلغة شديدة، من أن أي اعتداء على الاقتصاد ومعيشة المواطنين سيقابل بعنف مماثل، وتحدث عن إرساء معادلة جديدة: «البنوك بالبنوك، ومطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالموانئ»، وفقاً للصحيفة الإيطالية.
معادلة الرعب
المقاومة الإسلامية في العراق لم تكن بعيدة عن الأجواء المتوترة بين صنعاء والرياض، على خلفية انقياد النظام السعودي وراء الولايات المتحدة في استهداف اليمن خدمة للعدو الصهيوني، خصوصاً بعد اعتراف مسؤولين في حكومة الاحتلال بنجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض الحصار البحري الشامل على «إسرائيل» من ناحية الجنوب، والتسبب في إفلاس وإغلاق ثاني أكبر ميناء للاحتلال «ميناء إيلات»، وفرض حصار جزئي على الكيان من البحر المتوسط.
وأصدرت المقاومة الإسلامية في العراق بياناً شديد اللهجة، أكدت فيه أن تشمل مساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إمكانية الرد على دول التطبيع العربي، ولاسيما السعودية، مهددة حكام السعودية بدفع ثمن «دورهم الخبيث من خلال تسخير طرقهم البرّية لإدامة زخم المعركة ضد الفلسطينيين، كما دفعه أسيادهم في البحر الأحمر».
وأعلنت المقاومة الإسلامية العراقية، أن هذه المساندة البرية تعمل على تخفيف الحصار الجزئي الذي تفرضه اليمن على الاحتلال الصهيوني، من خلال البحر الأحمر.
عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء» العراقية، فراس الياسر، أكد أن «المقاومة العراقية ركّزت في الآونة الأخيرة على السعودية، وخاصة على الملفات التي تؤثّر فيها، حيث وجدت في معركة طوفان الأقصى معلومات كافية ووافية عن مقدار الدعم الذي حصل عليه الكيان الغاصب، على رغم الحصار الذي فرضته عليه المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية».
وأضاف الياسر، وفقاً لصحيفة الأخبار اللبنانية: «توجد ممرّات من الإمارات والسعودية ومصر والأردن وبعض دول الخليج وتركيا لإيصال إمدادات إلى العدو. ولو تمت مراجعة الميزان التجاري بين هذه الدول وإسرائيل، لوجدنا أن التبادل التجاري ارتفع بنسبة كبيرة بعد معركة طوفان الأقصى. وهذا تأكيد على الدعم الذي لم يصرّحوا عنه خوفاً من الشعوب، لكنه موجود».
وشدد على أن «التصعيد الأخير مع الحوثيين في قضية المصارف في صنعاء يحتّم أن تكون هناك عمليات نوعية ضد مصالح السعودية لكونها جزءاً من المعركة بهذا التعاون التجاري الكبير. فلا بد من أن تصل رسائل إلى الرياض بأن كل عدو يتعدّى على الشعب الفلسطيني ويقف مع الكيان الغاصب يكون أيضاً عدواً لحركة النجباء. وبالتالي، المعادلة واضحة». مشيراً إلى أن «كل شيء يمكن أن يحصل بحسب ما تمليه تداعيات الحرب، وخاصة بعد الاعتداء على خان يونس وأعداد الشهداء الكبيرة».
عمليات مشتركة
منذ مطلع حزيران/ يونيو المنصرم، بدأت القوات المسلحة اليمنية عملياتها المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، مستهدفة مصالح حساسة للعدو الصهيوني في حيفا وأم الرشراش، والبحر الأبيض المتوسط.
وفي خطاب له بتاريخ 6 حزيران/ يونيو، أعلن السيد عبدالملك الحوثي أنّ القوات المسلحة اليمنية دشّنت فجر يومذاك العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق، عبر تنفيذ عملية مهمة في اتجاه ميناء حيفا، موجهاً التحية إلى المقاومة العراقية.. مؤكداً أنّ مسار العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق سيكون مهماً واستراتيجياً وتصاعدياً.
وشدّد سيد الثورة على أنّ «ما سيترتب على العمليات المشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق هو مسار تطور، وسنقابل التصعيد بالتصعيد، بكل ثقة وثبات، وسيكون للعمليات المشتركة تأثيرها الكبير على الأعداء».
ويرى خبراء أنه وفقاً للتعاون المشترك بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة العراقية، والذي أخذ إطاراً عملياتياً واضحاً حتى الآن، فإن هذا التكامل يُشكل معادلة رعب للكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، وعملائها في المنطقة، وفي مقدمتهم النظام السعودي الذي وجد نفسه بين كماشة اليمن والعراق.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا