تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
لا بقعة آمنة على امتداد خارطة فلسطين المحتلة.. هذا ما أكدته العملية ‏النوعية التي نفذتها، القوات المسلحة اليمنية، فجر أمس الجمعة، باستهدافها ‏العمق الحيوي للكيان الصهيوني، مدينة يافا المُسماة «إسرائيليا» «تل أبيب»، ‏بما تمثله للعدو من أهمية سياسية وعسكرية واستراتيجية واقتصادية ‏ومعنوية.. موجهة صدمة كبيرة للاحتلال حكومة وشعباً، ومن ورائهم ‏أمريكا والغرب، وهو ما دفع الإعلام العبري إلى وصف العملية بأنها ‏‏«طلقة البداية»، مشددةً على أنّ اليمنيين كشفوا «سلاحاً كاسراً للتوازن‎».
العملية النوعية التي تأتي دعماً لقطاع غزة ورداً على المجازر الصهيونية ‏في القطاع للشهر العاشر توالياً، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تفاصيلها، ‏مشيرة في بيان تلاه الناطق باسمها العميد يحيى سريع، إلى أن سلاح الجو ‏المسير في القوات المسلحة اليمنية استهدف أحد الأهداف المهمة في منطقة ‏يافا المحتلة، ما يسمى «إسرائيلياً» «تل أبيب‎».
وأوضح سريع أن العملية نُفذت بطائرة مسيرة جديدة اسمها «يافا» قادرة ‏على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو ولا تستطيع الرادارات ‏اكتشافها. مؤكداً على أن العملية قد حققت أهدافها بنجاح‎.‎
ولم تنته آثار الضربة بانتهاء الحدث. إذ أكد سريع على أن القوات المسلحة ‏اليمنية تعلن منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وستكون هدفاً أساسياً في ‏مرمى أسلحة القوات اليمنية التي ستقوم، أيضاً، بالتركيز على استهداف ‏جبهة العدو الصهيوني الداخلية والوصول إلى العمق‎.‎
وأضاف: «إن القوات المسلحة اليمنية وهي تعلن عن هذه العملية النوعية ‏تؤكد امتلاكها بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلة منها الأهداف العسكرية ‏والأمنية الحساسة، وستمضي بعون الله تعالى في ضرب تلك الأهداف رداً ‏على مجازر العدو وجرائمهِ اليومية بحق إخواننا في قطاع غزة‎».
وأكدت القوات المسلحة اليمنية استمرارها في إسناد الشعب الفلسطيني، ‏وأن عملياتها لن تتوقف إلى بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة‎.‎

قتيل وإصابات وأضرار‎
وفجر أمس الجمعة، اخترقت طائرة مسيّرة أجواء فلسطين المحتلة من جهة ‏البحر المتوسط، مستهدفة أحد المباني بالقرب من السفارة الأمريكية في ‏شارع «شالوم عليكم» في «تل أبيب»، ما أدّى إلى سقوط قتيل وجرحى ‏وقوع أضرار كبيرة في المبنى ومبانٍ مجاورة، وإثارة الهلع بين ‏المستوطنين‎.‎
وكشف الإسعاف الصهيوني، بحسب ما سمح بنشره حتى مساء أمس، عن ‏مقتل صهيوني وإصابة 10 بجروح وشظايا من جراء الهجوم الذي مبنى ‏قرب القنصلية الأمريكية في «تل أبيب»، بالإضافة إلى حالة من الهلع ‏أصابت الصهاينة، نتيجة صوت الانفجار الضخم الذي وصلت أصداؤه إلى ‏الضفة الغربية‎.‎
وانتشرت مشاهد توثّق لحظات الانفجار وما بعدها، حيث أظهر مقطع ‏فيديو صوره أحد رواد الشاطئ طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات ‏تحلق على ارتفاع منخفض فوق «تل أبيب» من اتجاه البحر، وتحلق فوق ‏مجمع السفارة الأميركية، قبل أن تصطدم بمبنى بأحد المباني في أضخم ‏شوارع المدينة وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات ‏الجوية الإضافية، لاسيما القنصلية الأميركية التي تقع في ذات المربع ‏الذي استهدفته المُسيرة‎.‎
وأُعلن عن تضرر مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية في «تل أبيب» من ‏جراء انفجار الطائرة المسيرة‎.

ضربة استراتيجية
استهداف اليمن عمق كيان الاحتلال وإعلانه «تل أبيب» منطقة غير آمنة، ‏يأتي في لحظة شديدة الحساسية في مسار الحرب على غزة، مع استعداد ‏رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، لزيارة واشنطن في 25 تموز/ ‏يوليو الجاري، ليلقي خطاب النصر في الكونغرس الأمريكي، يبدو أنه ‏سيُلغي الزيارة، أو سيذهب ‎‎محمّلاً بضربة نوعية استراتيجية استهدفت آخر الخطوط الحمراء‎.‎
وعقب عملية، أمس، أعلنت مكتب نتنياهو أنّ الأخير «قد يلغي سفره إلى ‏الولايات المتحدة بعد استهداف تل أبيب‎».
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو «يدرس القيام بعمليات عسكرية ‏هجومية على الأراضي اليمنية‎».
الجيش الصهيوني بدوره أعلن اختصار زيارة قائد سلاح الجو ‏‏«الإسرائيلي» تومير بار إلى بريطانيا بعد هجوم الطائرة المسيرة‏‎.
وقال متحدث «جيش» الاحتلال، دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي، إنه ‏‏»حسب تقديرات الجيش»، فإن الطائرة المسيرة التي أصابت «تل أبيب» ‏انطلقت من اليمن، ونوعها صماد3‏‎».
من جانبه، قال وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، إنه أنهى تقييما ‏عمليا للوضع بعد انفجار المسيرة في تل أبيب، بمشاركة رئيس الأركان، ‏هرتسي هليفي، ومسؤولين أمنيين آخرين.. لافتاً إلى أنه «يتابع عن كثب ‏الخطوات المطلوبة لتعزيز منظومات الدفاع الجوي في ضوء الأحداث‎».
ونقلت هيئة البث الصهيونية، عن «جيش الاحتلال»، زعمه أن السبب ‏وراء عدم اعتراض الطائرة المسيرة كان «خطأً بشريا».. وأنه قرر تعزيز ‏وزيادة طلعات طائراته الجوية في سماء الأراضي المحتلة، وإجراء تحقيق ‏معمق بشأن اختراق طائرة دون طيار للمجال الصهيوني وقصف «تل ‏أبيب‎».
واعترف ما يسمى بسلاح الجو «الإسرائيلي» بأن هذه العملية «تُعد خللا ‏خطير» وأنه يتحمل المسؤولية في ذلك‎.‎