لا ميديا -
«طوال العقود الماضية كانت أجسادنا مسرحاً لبطش إدارة السجون، تكبلها وتضربها متى تشاء، تمنعها من الطعام والدواء، تنقلها من مكان إلى مكان بالطريقة التي تشاء... وعندما أرادت إدارة السجون الاحتفال بهذا النصر، اكتشفت أن نصرها بلا قيمة، ولم يحسم شيء في معركتنا المتواصلة ضد آلة البطش، فلجأت إلى محاصرة العقل والوعي والفكر الإنساني والثقافة لإنتاج عقول مشوهة، بلا ذاكرة جماعية أو انتماء وطني، مقطوعة عن العالم الحضاري».
ولد صدقي سليمان المقت عام 1967، في قرية مجدل شمس في الجولان المحتل، لعائلة تنتمي إلى طائفة الموحدين الدروز، التي رفضت دائماً الاحتلال الصهيوني للجولان.
نشط في الأوساط الشبابية الطلابية، وشارك في المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال، وصولا إلى المشاركة في تأسيس أشكال نضالية ومقاومة شعبية، فانضم إلى «حركة المقاومة السرية»، التي قادت ونظمت انتفاضة عام 1982، في الجولان السوري المحتل.
شارك في العديد من العمليات، منها عملية بئر الحديد التي استهدفت تفجير معسكر صهيوني قرب قرية بقعاثا، وزرع ألغام أرضية مضادة للدبابات والأفراد في موقع تل الريحان، كما نشط في تجنيد الخلايا التابعة للمقاومة.
اعتقله الاحتلال عام 1985، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 27 عاما. عانى خلال سجنه من انعدام الرؤية في عينه اليمنى، وآلام حادة في المعدة، وتعرض للعزل الانفرادي، وتنقل بين الكثير من سجون الاحتلال، وخاض نضالا لتحسين الأوضاع المعيشية للأسرى والمعتقلين في السجون، حتى أفرج عنه عام 2012، بعد أن أتم سنوات حكمه الـ27.
عام 2015، أعاد الاحتلال اعتقاله متهما إياه بـ»التجسس ونقل معلومات إلى سورية» وتوثيق تعاون قوات الاحتلال الصهيوني مع عناصر جبهة النصرة الإرهابية، وحُكم عليه بالسجن 11 عاما.
أفرج عنه مطلع عام 2020، في إطار عمليّة تبادل بوساطة روسية. وكان قد رفض سابقاً إطلاق سراحه المشروط بالإبعاد عن مسقط رأسه في الجولان المحتل.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعادت قوات الاحتلال اعتقاله من منزله في الجولان السوري المحتل، ثم أطلقت سراحه في اليوم التالي وفرضت عليه «الحبس المنزلي».