حاوره:كمال مسعود / لا ميديا -
من منا لا يتذكر بلدوزر الكرة اليمنية ونادي أهلي الحديدة، الكابتن رامي عبد الرزاق، وهو يقود خط دفاع نادي الزرانيق، قائدا كرويا من الطراز الرفيع؟!
رامي يلعب كرة قدم بأناقة وعقل وفدائية، سلاسة دفاعية لا تميل للعنف. في أسلوب لعبه، لاستخلاص الكرة من أقدام المهاجمين لم يكن التدخل العنيف يعرف إلى قدميه سبيلا، لذلك لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تعلم أن صخرة الدفاع رامي عبد الرزاق طيلة مسيرته الكروية التي قضاها في الملاعب لم يتسبب بأي ركلة جزاء ضد ناديه.
صحيفة "لا" التقت رامي عبدالرزاق وأجرت معه حوارا تحدث فيه عن مسيرته الكروية وتطرق لبعض القضايا الرياضية المتعلقة بالكرة اليمنية بصفة عامة، وأهلي الحديدة بشكل خاص.
 بعد أكثر من 44 عاماً على بدايتك الكروية مع أهلي الحديدة، حدثنا عن رحلتك الرياضية في الملاعب التي استمرت طيلة 16 عاماً! 
- بدايتي الكروية انطلقت عام 79م من "مدرسة علي"، عندما اختارني مدرس الرياضة، الكابتن عصام صديق، وهو بالمناسبة كان لاعباً كبيراً ونجم أهلي الحديدة حينها، اختارني لمنتخب المدرسة المشارك في بطولة مدارس المحافظة، والتي أحرزنا لقبها. كان يتابع هذه البطولة مدرب أهلي الحديدة المخضرم مقبل الصلوي، فاختارني أنا وشنب حمادي للنادي الأهلي. لعبت أول مباراة رسمية مع النادي عام 1981 ضمن تصفيات الدرجة الثانية، وتأهلنا للدرجة الأولى في الموسم 82/ 83م. والحقيقة التي لا بد من ذكرها هنا هي أننا كانت لدينا إدارة رياضية ناجحة ومدرب محنك، وكانت أعمار أعضاء الفريق تتراوح بين ٢١-٢٣ سنة، لذلك كان هدفنا حينها البقاء في دوري الأولى. ثم جاء حصاد عمل خمس سنوات من العمل الفني والإداري وجهود اللاعبين في المواسم (86- 89) عندما حققنا وصافة الدوري ثلاث مرات متتالية، وكأس الجمهورية موسم 87 على حساب نادي شعب إب، وأحرزنا كأس الجمهورية موسم 96م بفوزنا على شعب المكلا بملعبه في بارادم وبين جماهيره، فضلت الاعتزال وعدم مشاركة فريقي اللعب في بطولة كأس الكؤوس العربية والآسيوية، لإتاحة الفرصة للاعبين الشباب.
 هل كانت تلك هي الفترة الذهبية لنادي أهلي الحديدة؟
- الحقيقة أن نادي أهلي الحديدة في تلك الفترة قدم مستويات فنية عالية وكرة قدم رائعة نالت إعجاب الجمهور الرياضي في جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى استحسان الإعلام والنقاد الرياضيين، فأطلقوا علينا عدة ألقاب، مثل "برازيل اليمن"، "الزرانيق"، "نجوم الساحل الغربي"... وغيرها. ولا ننسى أن أهلي الحديدة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كان عبارة عن مدرسة كروية لتفريخ المواهب، بقيادة المدرب المخضرم مقبل الصلوي، وكانت هذه المدرسة ترفد جميع المنتخبات الوطنية بالكثير من النجوم التي أمتعت وأبدعت وصالت وجالت في جميع ملاعب البلاد، أمثال: أحمد غالب، أنور عديني الله يرحمه، عليبة، حسين المجربي، محمد راوح، شنب حمادي، عبدالله سعد (هداف الدوري موسم 86م)، جلال بهلول، خالد باصهي، عبد الرحمن سعيد وشقيقه سالم سعيد، أبو علي غالب، عبدالله قريصة، هشام نديم، إسماعيل القرشي، محمد قاسم...
 تجربتك في المجال التدريبي كانت قصيرة... لماذا لم تستمر؟
- تجربتي مع التدريب كانت قصيرة، حيث حققت كأس الجمهورية موسم 96م مع فريقي الأهلي لاعباً ومدرباً، بعد تغلبنا على نادي شعب المكلا في ملعبه بارادم، أثناء غياب مدرب الفريق المخضرم مقبل الصلوي لظروف خاصة به، وبعدها أعلنت اعتزالي مفضلا عدم المشاركة مع فريقي في بطولة كأس الكؤوس العربية والآسيويه، لإتاحة الفرصة للاعبين الشباب. وبعد اعتزالي الكرة عملت في تدريب الفئات العمرية بالنادي. ونتيجة لانشغالي بظروف خاصة تركت التدريب.
 أكثر من 20 عاما وأهلي الحديدة صاحب التاريخ الكروي العريق مازال قابعاً بين أندية الدرجة الثانية والثالثة، من وجهة نظرك كيف يمكن للأهلي العودة إلى مكانته الطبيعية ضمن أندية الدرجة الأولى؟
- تكمن عودة أهلي الحديدة إلى وضعه الطبيعي في مصاف فرق الأضواء بإخلاص أبنائه، ومساندة قيادة السلطة المحلية للمحافظة. في الوقت الراهن وبكل وضوح الأهلي يحتاج إلى التفاف وتكاتف أبنائه المخلصين ليعود إلى مكانته الطبيعية في دوري الدرجة الأولى.
 ماذا ينقص الكرة اليمنية حتى ترتقي لمستوى أفضل من الوضع الحالي؟
- الكثير: بنية تحتية متطورة، مدربون ذوي خبرة، دعم مادي كبير للأندية، معسكرات خارجية للمنتخبات الوطنية... الخ. لكن إذا أردنا تطوير الكرة اليمنية علينا الأخذ بالخطط المستقبلية التي نفذتها العديد من الدول المجاورة وحتى الدول التي تتشابه وضعها الاقتصادي مع وضعنا.
 من وجهة نظر محايدة، ما هو أفضل اتحاد مر على الكرة اليمنية؟
- الاتحاد الذي رأسه المرحوم علي الأشول هو أفضل اتحاد كرة قدم مر على الكرة اليمنية، رغم ضعف الإمكانيات المادية والبنية التحتية في حينها، إلا أنه كان يشتغل من لا شيء. الكابتن علي الأشول كان رئيس اتحاد "حقاني"، بالإضافة إلى أنه كان لاعباً كبيراً في نادي وحدة صنعاء، أي أنه ابن الرياضة وعارف بمشاكلها أكثر من غيره.
 كيف ترى عمل اتحاد الكرة خلال فترة قيادته طيلة العشرين عاماً؟
- باختصار: رئيس الاتحاد ونائبه هما من أبناء مدينة الحديدة، ونحن كمتابعين لم نجد أي دعم لرياضة الحديدة وأنديتها ورياضييها، والذي لا خير فيه لأهله لا خير فيه لبقية الخلق.
 أيهما أفضل وأنسب لتدريب المنتخب الوطني، المدرب الوطني أم الأجنبي؟
- المدرب الأجنبي هو الأنسب للكرة اليمنية؛ لأنه لا يحب أن يتدخل أحد في عمله، ونحن ضيعنا من أيدينا المدرب الجزائري رابح سعدان، الذي أعتبره أفضل مدرب مر على الكرة اليمنية، ولكن للأسف الشديد الكرة اليمنية لم تستفد منه، بسبب غياب التخطيط السليم وظهور العشوائية في إعداد المعسكرات التدريبية وضعف العمل الإداري من قبل القائمين على شؤون الكرة اليمنية، وهي عوامل سلبية تعاني منها الرياضة اليمنية حتى اللحظة.
 ما هو أفضل تكريم كان يمكن أن يقدم للاعبي المنتخب الوطني للناشئين الحائز على بطولة غرب آسيا في نسختي العامين 2021 و2023؟
- كان أفضل تكريم صرف قطعة أرض لكل لاعب وإلحاقهم بأكاديمية دولية، حتى يتم بناء منتخب وطني قادر على تقديم مستوى كروي قوي وتحقيق إنجازات في المشاركات الإقليمية والدولية.
 ذكرى رياضية ما زالت عالقة في ذاكرتك...؟
- هي ذكرى حزينة، تمثلت بفقدان بطولة الدوري العام لكرة القدم في الموسم 1986/ 1987 في آخر جولة من الدوري، بفارق الأهداف، لصالح شعب صنعاء.
 كابتن رامي، ستختتم حوارك مع "لا الرياضي" بسرد مشاركاتك الدولية!
- عام 1982 لعبت مع منتخب الناشئين ثم الشباب تحت قيادة المدرب الوطني المرحوم علي محسن المريسي. وفي عام 1984 لعبت مع المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب الوطني علي صالح عباد في تونس. وعام 1985 شاركت في الدورة العربية السادسة بالمغرب تحت قيادة المدرب التشيكي ميروسلاف، وحينها حققنا الفوز على المنتخب الإماراتي بهدفين مقابل هدف. وعام 1988 شاركت مع المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو في تصفيات كأس آسيا بالإمارات وحققنا المركز الثالث في المجموعة بعد فوزنا على الإمارات، وقد تم تكريمنا من قبل رئيس الجمهورية بوسام الشرف من الدرجة الثالثة.