ملحق «لا» 21 السياسي - العدد (1458)
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي
إشراف وتحرير: علي عطروس -
لماذا لا تتوقفون عن القتال؟!
- لماذا لا تتحدثون؟!
- غسان كنفاني: نتحدث عن ماذا؟!
- عن إمكانية وقف القتال.
- كنفاني: وقف القتال من أجل ماذا؟!
- لا تقاتلوا أبداً لا يهم من أجل ماذا.
- كنفاني: الناس عادة تقاتل من أجل شيء ما وتوقف القتال من أجل شيء ما، لكنك لا تستطيع أن تخبرني لماذا علينا إيقاف القتال؟!
- تحدثوا لتوقفوا القتال والموت والبؤس والدمار والألم.
- كنفاني: موت وبؤس ودمار وألم من؟!
- الفلسطينيون والإسرائيليون والعرب.
- كنفاني: الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه ورمي في المخيمات ويعيش في مجاعة ويُقتل لعشرين عاماً وممنوع عليه استعمال تسمية «فلسطيني» حتى؟!
- ذلك أفضل من الموت على الأقل.
- كنفاني: ربما بالنسبة لك، ولكنه ليس بالنسبة لنا، بالنسبة لنا كي نحرر بلدنا، لنحصل على الكرامة والاحترام والحقوق الإنسانية، تلك الأشياء أساسية كما هي الحياة بحد ذاتها..
تيم.. توم & جيري
وكالة أسوشيتد برس تعلن مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية «روزفلت» مع سفن حربية أخرى من الشرق الأوسط باتجاه أمريكا، قبل أن تصل إلى البحر الأحمر، والتي كان من المقرر لها الانتشار فيه بحسب التصريحات الأمريكية السابقة.
الخبر أعلاه نُشر بعد 48 ساعة من حديث المبعوث الأميركي لدى اليمن تيم ليندركينغ إلى قناة «العربية» بالإنكليزية، قال فيه إن «بلاده لم تخسر المعركة البحرية مع الحوثيين» وإن «واشنطن تنظر إلى انسحابها من البحر الأحمر على أنه مؤقت» وفي أعقاب تأكيده لاحقاً طلب بلاده تدخلاً روسياً -صينياً لدى صنعاء بالتوقف عن إسناد غزة.
تيم قفز على خيال مؤلف مسلسل الرسوم المتحركة الشهير
«توم وجيري» ودخل إلى ما بين تفاصيل مشاهد هذا المسلسل متقمصاً دورَي القط والفأر مرة واحدة غير أنه فشل فشلاً ذريعاً في إضحاك من شاهده أو استمع إليه تماماً كالفشل الذي اعترف به قادة بحرية بلاده وشهدت عليه وسائل إعلامه وندبته تصريحات نظائره من صهاينة تل أبيب وبيانات إفلاس ميناء أم الرشراش المحتل.
حالي وحامض وقُبْ
* فقط إلى السرير.. منتصب القامة يمشي النظامُ العربي ورأسُه بين فخذيه!
صلاح الدكاك
* ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة.
جورج حبش
* الناس يهتمون بتشكيل المنتخب أكثر من التشكيل الوزاري، لأن المنتخب قد يغير الخطة ويحقق الفوز لكن التشكيل الوزاري لا يغير الخطة ولا يحقق الفوز.
جلال عامر
* لم أكن مجنوناً ولا أعمى، سوى أني مازلت أريد رؤية الرغيف بسعرٍ أقلّ، وحياة البشر بسعرٍ أغلى.
رسول حمزاتوف
* لا تُحَاوِلْ إقنَاعَ البَقرَةِ بأنّ المَوزَ ألذُّ مِنَ العُشبِ.. بَلْ حَاوِل إقنَاعَ نَفسِك بأنه لا دَخلَ لكَ بِمَا تُحِبُّه البَقَرَة..!
- نيكوس كازانتزاكي
* الرأسمالي، الذي يصنع التابوت بغرض بيعه، يبتهج طبعاً لانتشار الطاعون.
كارل ماركس
* عندما تم القبض على تشي جيفارا في مخبئه بوشاية من راعي أغنام! سأل أحدهم الراعي لماذا أعلمت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟
فأجاب الراعي: «كانت حروبه مع الجنود تروع أغنامي!».
* حينما يتشاجر الرعاة، يحصل الذئب على صفقة رابحة.
مثل ألماني
* ماشي ذري قال اعفطها شعير.
مثل يمني
* كي لا تبقى «سكيناً» أمامك خياران:
إما أن تعيش «جزاراً» أو أن تموت «جزوراً».
- علي عطروس
«الأقيال» و«الفراعنة»: وجهان للعنة صهيونية واحدة
قصة فيسبوكية للقومية المصرية انتشرت في الآونة الأخيرة على السوشيال ميديا دعوات لتبني القومية المصرية، لكن من منظور جديد لم نألفه من قبل، ارتفعت وتيرتها مع تصاعد التوغل الصهيوني والعدوان على غزة.
يحدث ذلك على السوشيال ميديا دون أي أصداء في الشارع المصري المنهمك في حساب أسعار البامية والبطاطس والطماطم والمواصلات، والمحاولات اليائسة لاستخراج «الجنيه» من بطن الحوت. يتزامن ذلك مع تعاطف ملموس، لكنه صامت، مع القضية الفلسطينية، نراه في انتشار أعلام فلسطين على سيارات الأجرة والمواصلات العامة والملاكي والتكاتك. إذ إن المصريين، ولظروفٍ معلومة، ليس لديهم متسع للتعبير عن تعاطفهم سوى بالإشارة المكتومة.
لا تبدو لي تلك «الحملات الفيسبوكية» مستقلة أو عفوية، فضلًا عن كونها متقنة، شأنها شأن كل ما هو مُوجَّه. بقولٍ آخر، لا تنتقي الجهاتُ التي تحرك هذه الحملات، أيًا كانت، كوادرَها. فنجد صفحات، كانت في يوم من الأيام للطبخ أو السخرية، تضع صورًا لتماثيل ملوك قدماء المصريين، وتغيِّر أسماءها إلى أخرى مثيرة للدهشة بعض الشيء، من قبيل ابن كيميت وبنات كيميت وسقنن رع وأبناء القومية المصرية... إلخ.
ثم تنهمر علينا بوستات لا تعدو كونها تنفيسًا عن الغضب المكتوم والعراك مع القاصي والداني، فتارةً يسبُّون اليونان وهيرودوت، وتارةً يكتبون بأحرف عربية «أنا مش عربي»، ويسوّقون للفكرة عن طريق بيع أكواب ولوحات وتيشيرتات وعلب مكتوب عليها بالعربي «أنا لست عربيًا».
ولأن تعلُّمَ اللغات الحية، ناهيك عن الميتة، أمر شاق، عمدت تلك الصفحات إلى إثبات أن العامية المصرية لا تنتمي إلى اللغة العربية، وإنما تعود بجذورها إلى اللغة المصرية القديمة بدليل «بتاع، لهوجة، فهلوة، السح، الدح، إمبو».
وبعد جولة شتائم على الدول العربية، عدا دول الخليج، يعرجون على شتم الدول الإفريقية، ويطاردون حسابات الأفرو أمريكان، هاجمين على صفحاتها بصورة جداريةٍ قديمةٍ لملكٍ مصري ما يأسر مجموعة من الأفارقة، ويكتبون بإنجليزية تشبه إنجليزية السيدة الفاضلة التي صاحت مُحذَّرةً ليسن تو مي أوباما؛ «زيس إيز يور جراند فاذر.. هي ووز آ سليڤ فور ماي جراند فاذر».
ثم يخصص أصحاب تلك الصفحات مطولات لسباب الهكسوس! ووصف مَن يعارضونهم بأنهم أحفاد الهكسوس، ويتحدونهم بتحاليل الحمض النووي. ثم يفاجئوننا بصورة لمصريٍّ أو مصريةٍ ما، يعيش أو تعيش بين ظهرانينا في الولايات المتحدة مثلًا، مع تأكيد على أنه ما هو أو هي إلا مومياء تجمعها مع مومياء الملكة حتشبسوت 99٪ من الصفات الوراثية، والدليل تحليل الحامض النووي الذي يؤكد الانتماء إلى «العرق المصري»!
بذور قومية في تربة الاحتقار
الحقيقة أن القومية المصرية، التي بذرت بذورها عقب ثورتي القاهرة الأولى والثانية في نهاية القرن الثامن عشر، والثورة على خورشيد باشا مطلع القرن التاسع عشر، لها تاريخ أكثر رصانة من تلك العشوائيات السالف ذكرها.
بدأ المصريون يشعرون بذاتهم الوطنية، وبأنهم ليسوا مجرد ولاية تنتظر رضا الخليفة العثماني، بعد أن وجدوا أنفسهم قُبالة الحملة الفرنسية وحدهم، ثم في مواجهة والي مصر خورشيد باشا، حيث تمكنوا، لأول مرة منذ الاحتلال العثماني، من تنحية خادم الباب العالي واختيار آخر للولاية، وهكذا أمسك محمد علي بمقاليد الحكم.
دعم الألباني محمد علي مفهوم القومية المصرية، أو الانتماء لوطن اسمه مصر، لدعم مساعيه للاستقلال بحكمها عن الباب العالي، رغم عبارات وردت عنه في مراسلات أملاها، وصف فيها المصريين بـ«الحيوانات الوحشية». لكن مصالحه السياسية رجَّحت كفة إزكاء قومية هؤلاء «الحيوانات»، ثم تصاعد مفهوم الأمة المصرية إبان الثورة العرابية، ثم في مواجهة الاحتلال البريطاني في ثورة 1919.
تحرك الضباط الأحرار في يوليو/ تموز 1952 إثر هبات الشارع المتتالية ضد الاحتلال، التي تجلت بقوة عقب مذبحة الشرطة في 25 يناير 1952، ثم حريق القاهرة في 26 يناير 1952. ومع تبلور فكرة «الوطن المصري المستقل»، ارتأت دولة يوليو تبني القومية العربية، والقومية الإفريقية، لتوسيع مجال مصر الحيوي، وعيًا بأهمية موقع مصر الجغرافي والتاريخي، وقوة تأثيرها على محيطها الذي يخلق منها كيانًا مفيدًا ومستفيدًا.
ويعلم الجميع أن هذا المشروع مُني بهزيمة قاصمة في 1967.
لم نجد في أدبيات القوميين المصريين، أو القوميين العرب، أو القوميين الإسلاميين، أو القوميين الأفارقة، وصلات ردح ومعايرة باللون والأصل. ويكفي أن نعلم أن طه حسين، في بداية شبابه، كان أحد المنحازين إلى القومية المصرية، بما حمله من تطوير للغة العربية التي كان يسميها «لغتنا الجميلة»، وفلسفة ونقد للتاريخ الإسلامي. في حين أننا لن نقع على أي مرجع يدلنا على «السح الدح إمبو»، سوى أحمد عدوية.
أسئلة لا بد منها
يشهد العالم الآن مع توغل اليمين صعودًا جامحًا للأفكار القومية، غير أن هناك انتقاءً واعيًا لهذه القوميات. لا يوجد بلد على وجه الأرض غير متعدد القوميات والثقافات، بيد أن انتقاء القومية المناسبة تعزوه الأمم إلى موقعها التاريخي الذي يعود عليها بالنفع لتنفيذ مآرب سياسية معينة.
لدينا تساؤلات مشروعة عن أهداف تلك الحملة الممنهجة، المتلخصة في الهوس بالحامض النووي، وسباب الإنسانية جمعاء، باستثناءات بسيطة سنتساءل عنها بعد قليل، بالأخص العرب والأفارقة، وهما مجال مصر الحيوي الدائم، بالإضافة إلى اليونان وهيرودوت والهكسوس أيضًا.
السؤال الأول: من هو الجمهور المستهدف إذا كان المواطن المصري منغمسًا حتى أذنيه في مصاعب حياته الاقتصادية ولا يلقي بالًا، بل لا يملك مالًا، لإجراء تحاليل الحامض النووي، اللهم إلا في قضايا النسب؟
السؤال الثاني: من المستفيد من سُباب كل العرب عدا دول الخليج؟ ولماذا تستثنيها من السباب؟ وهل هذا الاستثناء له علاقة بالأرز الذي نأكله مع الملوخية؟ لا أفضل الملوخية بالخبز.
بالطبع لا نية لديَّ أو رغبة في تسليط الكمايتة على الخلايجة، هذا أمر مرفوض ومقزز، لكنني لا أريد أيضًا سبابًا يطول سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان والمغرب والجزائر وغيرها من الدول العربية، لا أريد سباب الأمم بالأساس. فقط وجب التنويه إلى أن الخليج هو مصدر اللغة العربية، وبناء عليه؛ فهو «أس الفساد» من وجهة نظر أصحاب كيميت، أو هذا هو المفترض إذا كان تمسكهم بـ«السح الدح إمبو» صادقًا.
السؤال الثالث: لماذا يسبون الأمريكيين الأفارقة، وإثيوبيا، والنازحين من سوريا وليبيا واليمن والسودان وغزة، ولا ينبسون ببنت شفة بشأن خطر «إسرائيل» على مصر؟ إذا انعدمت إنسانيتهم حتى بلغت قسوتهم أن يتغاضوا عن جريمة حرب قضت مضاجع العالم، فماذا عن وجود تهديد نووي على حدودنا مباشرة؟ وماذا بشأن احتلال هذا الكيان النووي لمحور فيلادلفيا؟ وماذا عن خريطة «إسرائيل الكبرى»؟ وما هو الفرعوني في الاعتراف بـ»إسرائيل»؟ ولماذا أصبح رمسيس الثاني راضيًا عن «إسرائيل» وغاضبًا من الفلسطينيين؟ لو أمكن تحضير روحه ليجيبنا على هذا السؤال.
نوارة أحمد فؤاد نجم/ جريدة «المنصة» العنوان للمحرر
«إنه محمد»: النبي في عيون مفكري الغرب
لا يقلل تطاول الجهلة والمفترين على رسول الله من قدره ولا إشادة العلماء به تزيده قدراً. ويكفيه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، أن الله سبحانه وتعالى ربّ الناس جميعاً وصفه بأنّه على خلق عظيم.
غير أنه ومع حلول ذكرى عيد المولد النبوي الشريف قد يكون من المناسب استعراض بعض ما ذكره كبار أدباء وفلاسفة الغرب عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصوصاً مع الحملة الصهيونية المستمرة والمستعرة في استهداف الإسلام ورسول الإسلام وأتباعه تحت ادعاء معاداة السامية والإرهاب وغير ذلك.
ولنبدأ من الفيلسوف والمؤرّخ البريطاني جون ويليام دريبر (1811-1882) الذي يقول في كتابه «تاريخ التطوّر الفكري في أوروبا»: «في عام 569 ولد في مكّة في الجزيرة العربية الإنسان الوحيد بين جميع البشر الذي كان له أكبر الأثر على الجنس البشري. إنّه محمّد».
الأديب الفرنسي ألكسندر دوما (الأب) صاحب رواية «الكونت دي مونت كريستو» وصف النبيّ محمّد بأنّه «معجزة الشرق لما في دينه من معالم وفي أخلاقه من سموّ وفي صفاته من محامد».
وفي كتابه الشهير «العقد الاجتماعي» (طبع لأوّل مرّة عام 1762) قال الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو كأنّه يردّ على الافتراءات التي توجّه اليوم إلى النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام: «من الناس من يتعلّم قليلاً من العربية، ثمّ يقرأ القرآن ولا يفهمه، ولو أنّه سمع محمّداً يمليه بتلك اللغة الفصحى الرقيقة، وذاك الصوت المقنع، المؤثّر في شغاف القلوب، ورآه يؤكّد أحكامه بقوّة البيان، لخرّ ساجداً على الأرض وناداه: أيّها النبيّ، رسول الله، خذ بأيدينا إلى مواقف الشرف والفخار، أو مواقع التهلكة والأخطار، فنحن في سبيلك، نودّ الموت أو الانتصار».
قبل روسو قال الفيلسوف رينيه ديكارت (1596-1650) صاحب نظرية «أنا أفكّر إذن أنا موجود»، في كتابه الشهير «مقالة في المنهج»: «نحن والمسلمون في هذه الحياة. ولكنّهم يعملون بالرسالتين العيسويّة والمحمديّة، ونحن لا نعمل بالثانية. ولو أنصفنا لكنّا معهم جنباً إلى جنب، لأنّ رسالتهم فيها ما يتلاءم مع كلّ زمان، وصاحب شريعتهم محمد، الذي عجزَ العرب عن مجاراة قرآنه وفصاحته. بل لم يأتِ التاريخ برجل هو أفصح منه لساناً، وأبلغ منه منطقاً، وأعظم منه خُلقاً. وذلك دليل على ما يتمتّع به نبيّ المسلمين من الصفات الحميدة، التي أهّلته لأن يكون نبيّاً في آخر حلقات الأنبياء، ولأن يعتنق دينه مئات الملايين من البشر».
على منوال روسو وديكارت، يقول المستشرق السويدي كارل يوهان تورنبرغ (1807-1877): «هذا النبيّ افتتح برسالته عصراً للعلم والنور والمعرفة، حريّ أن تُدوَّنَ أقواله وأفعاله بطريقة علمية. فالمفكّر لورد هدلي يقف مندهشاً أمام معاملة النبي للأسرى من المشركين في معركة بدر الكبرى، ملاحظاً فيها ذروة الأخلاق السمحة، والمعاملة الطيّبة الكريمة، ثمّ يتساءل: أفلا يدلّ هذا على أنّ محمّداً لم يكن متّصفاً بالقسوة، ولا متعطّشاً للدماء، كما يزعم خصومه؟ بل كان دائماً يعمل على حقن الدماء جهد المستطاع. وقد خضعت له جزيرة العرب من أقصاها إلى أقصاها، وجاءه وفد مسيحيّي نجران اليمني بقيادة البطريرك، فلم يحاول قطّ أن يكرههم على اعتناق الإسلام، فلا إكراه في الدين، بل أمّنهم على أموالهم وأرواحهم، وأمر بألّا يتعرّض لهم أحد في معتقداتهم وطقوسهم الدينية».
يضيف: «لا أجد صعوبة في قبول أنّ القرآن كلام الله، فإنّ أوصاف الجنين في القرآن لا يمكن بناؤها على المعرفة العلمية للقرن السابع، والاستنتاج الوحيد المعقول هو أنّ هذه الأوصاف قد أوحيت إلى محمد من الله».
كذلك كتب الأديب الفرنسي الشهير لامارتين عن النبيّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال هذا المفكّر الكبير في كتابه عن تاريخ تركيا: «إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سموّ الغاية والنتائج المذهلة، على الرغم من قلّة الوسيلة، فمن يجرؤ أن يقارن أيّاً من عظماء التاريخ بالنبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في عبقريّته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة، وسنّوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلّا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطّمت بين ظهرانيهم. ولكنّ هذا الرجل لم يقُد الجيوش ويسنّ التشريعات ويُقِم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروّض الحكّام فقط، وإنّما قاد الملايين من الناس، فيما كان يُعدّ ثلث العالم حينئذٍ، بل إنّه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة. كان طموح النبي موجّهاً إلى هدف واحد وهو الإيمان بوحدانية الله. هذا هو محمّد، الخطيب، النبيّ، المشرّع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسّس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقّة بلا أنصاب ولا أزلام».
ونظَم الشاعر الفرنسي العظيم فيكتور هيغو قصيدة عن النبيّ محمّد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، مدحه فيها بحرارة وبمحبّة صادقتين.
وتحدّث المؤرّخ والأديب البريطاني الشهير مونتغمري عن حياة رسول الله، فقال: «الطريقة التي تحمّل فيها الجور والاضطهاد بسبب عقيدته، والأخلاق السامية التي تحلّى بها المؤمنون الذين اتّخذوه قائداً لهم، كلّ ذلك يؤكّد استقامته ونزاهته. لا يوجد في تاريخ الأمم وجه مقدّر ومحترم في الغرب أكثر من النبيّ الرسول محمد».
ويقول الشاعر والفيلسوف الألماني يوهان غوته (1749-1832) قال عنه: «يجب النظر إلى النبي محمد على أنّه نبي لله وليس شاعراً. ويجب النظر إلى القرآن الذي جاء به على أنّه قانون إلهي وليس كتاباً من عنده». وذلك في كتابه «محمد في مكّة».
لقد لخّص يوهان غوته هذه الصورة عندما قال: «إذا كان الإسلام يعني التسليم لله.. فعلى الإسلام نحيا.. وعليه نموت».
تفكيك اللغط بين مناسبة المولد وذكرى سبتمبر
هذا العام، كما في العام الماضي، تزامنت مناسبة المولد النبوي مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر، مما زاد من تعقيد الوضع؛ فيما ليس من المنطقي عقد مقارنة بين هذين الحدثين المختلفين، وجعل مناسبة نقيضة للأخرى؛ فالمولد النبوي هو مناسبة دينية روحية متعلقة بالهوية الدينية، بينما 26 سبتمبر هو ذكرى وطنية ترتبط بإسقاط النظام الملكي وقيام الجمهورية، وتنتمي كل مناسبة إلى مجال مختلف لا يتعارض مع الآخر.
السبب للتوتر الحاصل، يعود في رأيي إلى الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد منذ فشل عملية الانتقال السلمي للسلطة في عام 2011. هذا الانقسام، الذي تفاقم مع الحرب العدوانية التي شنتها السعودية على اليمن، فجّر التناقضات الداخلية المتراكمة لعقود بسبب الحكم القائم على التمييز والاحتكار. اليوم، بات أي نشاط أو احتفال، سواء كان دينياً أو سياسياً، خاضعاً للتفسير والتأويل بما يخدم أهداف الأطراف المتناقضة، وهو ما يُوظف في التعبئة السياسية المضادة.
لمعالجة هذه الإشكالية وضمان استقرار المجتمع اليمني نحن بحاجة إلى حل الأزمة لا مظاهرها؛ الحل الحقيقي يكمن في تنفيذ خارطة الطريق الموقعة بين صنعاء والرياض، لإنهاء حالة خفض التصعيد الراهنة والوصول إلى وقف شامل للحرب، ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية. كما يجب أن يكون هناك حوار يمني يمني، يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم التنوع الفكري والثقافي في البلد، وتبني دولة قائمة على المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
أنس القاضي
إمام مقسوم على 100
بعد فترة من ثورة 26 سبتمبر.. سُئل الشاعر عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) عن الفرق بين الملكية والجمهورية؟
فأجاب: «ريال صرفناه بقش!»
بمعنى أنه كان عندنا إمام أيام الملكية وصار لدينا مائة إمام في زمن الجمهورية..
ويمكننا معرفة عدد ما قد أوصلتنا الجمهورية المغدورة إليه من أئمة بحساب فارق السعر وفارق الصرف بين ريال ذاك الزمن وبُقش العهد السعودي.
الشعب الوحيد!
بسام شانع
يا الاوس والخزرج والانصار القدامى والجدد
يا اعجوبة الحاضر ويا اسطورة زمن ماضي تليد
لا امركم عادي ولا انوا مثل باقي من وجِد
ما غير جلّت قدرة المبدي وسبحان المعيد
هي قسمة اقدار السما؟! والا نصيب المجتهِد؟!
أم للسعيد الحظ حـظ اسعد من الحظ السعيد؟!
هل كل فرد الخلق كل الخلق حتى تنفرِد
وحدك بكل الخير خلق الله يا الشعب الوحيد؟!
ما مثل هذا الحب حب ومثل هذا الوِد وِد
ومثلكم ما شي محب ولا مود ولا مُريد
وغيركم مُعْرِض ومُغْرِض ممتعض مبغض حَقِد
منحل متجرد وملحد بحت ومنافق مَريد
مغتاظ متغدغد ومتلعدد مبرقط ملتِد
يحرق يكل روحه يقحِّص مشفره يشرب صديد
كلن محدد موقفه كلن مؤكِّد معتمِد
سوى معارض او مؤيِّد ينتقد ولا يشيد
هذا رسول الله يا واما مع والا وضد
هذا المفيد المختصر والمختصر كله مفيد
ما ألد منكم نحـو من كانوا لطه قوم لِد
كونوا على الكفار اشدا يا اولي الباس الشديد
ليلة ولِد لا خير فينا نحو ليلة ما ولِد
لاما جعلناها عليهم مثل ما يوم الوعيد
وفدى المناصر والمؤيِّد والموالي والمود
وفدى محمد كل من سبَّح بحمدك يا حميد
هب دعوة ابن البدر صوْر البعث يا المشهد وعِد
الحشد محشر واعتبر يوم القيامة يوم عيد
نبعث ونحشر حشر ما هو الا مجرد نحتشد
نخرج من الأجداث ما هو غير من مسكن بعيد
وبا نرد موتى ظما كَنَّا على حوضه نرد
عطشى ومتلظي دما واحشا ومتوقد وقيد
شعب احتشد في ساحة المولد وكَنَّه محتشد
حول النبي في ساحة المحشر وفي ذات الصعيد
لا با تسع جغرافيا الثاني عشر من بايفد
ولا تدفقنا بمستوعَب ودون البيد بيد
ما با يحد اليوم من شدّة تدافعنا محِد
ولا يريد ان ينطمر منا كما بقعا مريد
طوفان ما تلقى لنا فيها طرف ولا تجد
لافواجنا اخر ولا تحصي لكثرتنا عديد
القاع لو ندعس بقوة فوقها لا تهتفد
والارض لو يوقف ربعْنا في طرفها لا تميد
با يفقد المعقول عقله بعد ما وعيه فُقِد
وبواسع الرحمة جِعِل لا اتغمد الله الفقيد
قم يا رسول الله وانظر بام عينك ما شِهِد
لامثالنا التاريخ مثل او رى لنا غيره نديد
هاماتنا بك عن زحل والمشتري كم تبتعد
وكم معك توصيفنا نادر وطابعنا فريد
ولأي قوة خارقة منك قوانا تستمد
ولأي طاقة لا تقاوم من خلالك نستزيد
الكون منا جن والعالم مصاوع مبتلد
ومصاب بالرهبة ومتجمد دمه جوف الوريد
دقات نبض الشر وقفت والفرايص ترتعد
وما عليه إن طاح لوم الامـر ما هو شي بعيد
أنت المربي والمعلم والمؤهل والمعد
والمرشد الباني الموجه والمؤسس والمشيد
أنصار ضد الكفر بك خضنا لظاها المتقد
وقادنا الاسلام واوصلنا إلى النصر الاكيد
يوم ان ابو سفيان واشنطن لحاله منفرد
وبكل نجد العاص وحده والامارات الوليد
والمنطقة كامل قريش وداعش اكلت الكبد
والعبد وحشي القرن الافريقي وجيش الجنجويد
والعالم الاحزاب والعشر الدول عمر ابن ود
وابنا ابي من فوق مليون ومية عبدالمجيد
وآل ياسر شعب ثابت محتسب صابر جلد
وسياط ابو جهل المجازر من قطابر لا زبيد
وشِعب ابو طالب بلـد كامل وضده تتحد
أمة ملي كوكب وحلف من الجليد الى الجليد
وامثال هولا ام الكباير لم تبيض ولم تلد
واظنها لا عاد با تثني ولا يمكن تزيد
نفس القوالب، قطع واحد، شِل ناوِل، صُب رِد
ولا مزيد الا المزيد من التكاثر والمزيد
لا اجدادنا واجدادهم سدوا ولا احنا با نسد
وبيننا لا منطق الا منطق القوة سديد
اليوم عاد الشرك من ثاني بدور المضطهِد
وعادوا الانصار بالإيوا وصنعا تستعيد
حضرة محمد مرةً أخرى وجيشه مستعد
يدخل قرى خيبر ويعلن فتح مكة من جديد
والاف ستعشر بغزوة بدر وبغزوة أحد
وحنين والخندق سلاح الانشطاري والمبيد
لا باذلين الروس ومضحين بأغلى ما نجِد
ومفضلين القتلة الشنعا على العيش الرغيد
من اجل يتسلق ورانا المعتصم والمعتضِد
والا نوضِّعها لبـو جعفر وهارون الرشيد
ولا بهذا الشكل نتفانى ولا با نحتفِد
ويجي في الآخر ويتولى وياخذها يزيد
لا يعتقد ويظن والا حد يظن ويعتقد
واين الزمن قله لنفسه كيف ما يشتي يعيد
لو جنب ذا العالم مية مليون عالم يحتشد
فحنا مية مليون مرة با نقل هل من مزيد
ما با يفوقونا ولا با يصبحوا لله نِد
والله ذي يفعل وليس البيت الابيض ما يريد
والحمـد للمعطي على ذا الفضل باحسـن ما حُمِد
ونعمة القايد وخوض الحرب وانزال الحديد
وبا نقاتل وابن بدر يقود والباري يمد
وبا نقاتل وابن بدر يقود والباري يكيد
وان عاد با نترك عليها طاغية او مستبد
فقد جحدنا نعمة المولى ولازلنا عبيد
والوعد يا سكان كوكب لرض جا والامر جِد
لا يمكن ان نرجع ونتنازل ولا يمكن نحيد
إما حضارة تجعل التاريخ منها يبتلد
والا ذهب دمنا هدر لا تقبل الجنة شهيد
المصدر «لا» 21 السياسي