إذا لم يحاسب التاريخ أردوغان فلن ينجو من غضب الله
- تم النشر بواسطة «لا» 21 السياسي

«لا» 21 السياسي -
«أردوغان مع بوتين بلشفي، ومع بايدن ليبيرالي، ومع الإسرائيلي تلمودي، ومع المصري عسكري، ومع الإخوان إخواني، ومع الغربيين عضو في الناتو، ومع المسلمين خليفة عثماني، ومع الخليجيين خليجي... صدق من قال إن جحا تركي ومن أصل تركي وتلاعب بالجميع» (يحيى أبو زكريا).
كان النائب التركي عن حزب السعادة، حسن بيتميز، يشرح علاقة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب أردوغان بالكيان الصهيوني من على كرسي الهيئة العامة للبرلمان عندما هجم عليه بالصراخ نواب الحزب، ما أدى إلى إصابة بيتميز بنوبة قلبية سقط على إثرها أرضاً وأدخل إلى المستشفى ليتوفى بعدها بيومين (14 كانون الأول/ ديسمبر) عن 53 عاماً، وهو الذي قال في كلمته أمام البرلمان إن «التاريخ لن يرحم مزوّدي إسرائيل بالبضائع، وإذا لم يحاسبكم فلن تنجوا من غضب الله».
ولتفصيل ما كان يقصده بيتميز، يفضح الصحافي التركي متين جيهان، من خلال تعقُّب حركة الملاحة والتجارة بين تركيا و»إسرائيل» استمرار حركة الملاحة والتجارة، كاشفاً التواريخ المفصّلة وأسماء السفن وأصحابها وما تحمله من مواد حيوية للعدو... وفي عيّنات ممّا يورده يذكر ما يأتي:
- بحلول 13 تشرين الثاني/ نوفمبر بلغ عدد السفن التي أبحرت من تركيا إلى «إسرائيل» 253. ومن بين الحمولات المرسَلة: النفط، الوقود، الحديد والفولاذ... وغيرها. وفي اليوم نفسه، كان وزير الصحة، فخر الدين كوجا، يقول إن تركيا أرسلت سفينة محمّلة بالأدوية إلى غزة، علماً أن «إسرائيل» كانت تمنح أذونات للإبحار إلى مصر وليس إلى القطاع، فيما لم تستطع تركيا إيصال حتى الدواء إلى الغزيين. وفي اليوم نفسه، كانت شركة «إيرين» ترسل الأسمنت إلى «إسرائيل» (وهي شركة معروفة بعلاقتها الوثيقة مع أردوغان ووزراء في حكومته).
- في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر رست السفينة «هاتاي رورو» التابعة للقيادي في «العدالة والتنمية»، إبراهيم غولر، في ميناء حيفا.
- في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر هبطت طائرة شحن في مطار «تل أبيب» قادمة من إسطنبول، علماً بأنها تتبع شركة «إم إن جي إيرلاينز» المقرّبة من أردوغان، وهي من بين الشركات التي كانت تنال أكثر من غيرها التزامات من الدولة.
- في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر وصلت سفينة تحمل اسم «عارف بيرقدار»، وهي أكبر سفينة شحن في تركيا ودخلت الخدمة أخيراً في احتفال ضخم رعاه أردوغان، إلى ميناء حيفا قادمةً من إسطنبول.
- في 24 من الشهر نفسه، بلغ عدد السفن التركية إلى «إسرائيل»، حتى ذلك الوقت، 318. وفي اليوم نفسه، كان أردوغان يرعى احتفالاً نظّمته وزارة التجارة ومجلس المصدّرين الأتراك، ويتحدّث لاعناً «إسرائيل»، ومقدّماً جائزة لشركة «فيستيل» للأدوات المنزلية، التابعة لشركة «زورلو» (وهذه الأخرى تؤمّن عبر فروعها في «إسرائيل» 7% من احتياجات الأخيرة من الأدوات الإلكترونية).
- في 27، يكتب جيهان أن إحدى الشركات التي تؤمّن لـ»إسرائيل» جزءاً من حاجتها إلى الكابلات، هي شركة «باموق كابلو» التركية، وصاحبها من مؤسّسي «حزب الاتحاد الكبير» والمرشّح عن «حزب العدالة والتنمية» للنيابة. وفي اليوم نفسه، بلغ عدد السفن الواصلة إلى «إسرائيل» من تركيا 355 سفينة. وشركة «ليماق» وحدها، المقرّبة من أردوغان، أرسلت من الإسكندرون فقط 78 سفينة محمّلة بـ600 طن من البضائع. وواحدة من الشركات التي ترسل البضائع تابعة لبراق، ابن أردوغان، وقد ثبت ذلك من خلال موقع التتبّع البحري. وفي اليوم نفسه، رست سفينة باسم خالد يلديريم في ميناء «أشدود»، علماً أنها تتبع شركة «مانتا» التابعة لبراق وصاحبها مرت تشيتين كايا. وكان والد تشيتين، مجيد، رفيق أردوغان في الثانوية العامة ولا يزال.
- في 28، كان الرأي العام، وفق متين جيهان، مشدوهاً، ويتساءل: «كيف يمكن لبراق أردوغان أن يرسل سفنه بصورة منتظمة إلى موانئ إسرائيل في وقت تستمر فيه المجازر في غزة؟!». وقد برّر أردوغان ذلك بأن هناك اتفاقات سابقة يجب تنفيذها.
- في 29، بدأ بعض النواب ينقلون موضوع السفن إلى البرلمان، مستشهدين بما يكتبه جيهان نفسه.
- كتب متين جيهان أن شركة تابعة لرئيس الوزراء السابق، بن علي يلديريم، وابنه، ترسل شحنات من البضائع بصورة منتظمة، عبر شركة «أوراس» التابعة لشركة في مالطا يملكها يلديريم.
- تظاهرت مجموعة من الأشخاص أمام مبنى شركة يملكها براق أردوغان، وعلّقوا عليها علم فلسطين. ووفق جيهان، فإن الحكومة بدأت تغيّر بيانات النقل البحري إلى «إسرائيل»، وأن بعض الحمولات، وفقاً لأحد نواب «حزب السعادة»، كانت عبارة عن شحنات بارود. ويؤكد جيهان أن إحدى الشركات التابعة لـ»إسرائيل» تنقل من تركيا شحنات كبيرة من النفط والوقود والمواد الكيميائية من مستودعات شركة «كولين» القريبة من أردوغان، ومن مؤسّسها رشاد سوزين من «حزب العدالة والتنمية»، ومقربين من صالح زكي تشاكير، صاحب شركة «أوراس» سابقة الذكر.
كذلك، انتشرت مقاطع مصوّرة لسترات حرارية يرتديها جنود «إسرائيليون» من ماركة «ترمال» التركية. ومع أن رئاسة الجمهورية قالت إن الصور قديمة، غير أن التحقّق منها أثبت أنها جديدة، وأن شركة «زيم»، «الإسرائيلية» التي تستورد هذه السترات هي التي تكفّلت بشراء البضاعة التركية، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر ولـ78 مرّة.
ثمة ما ينبغي على أردوغان ويمكنه فعله دون أثمان كبيرة متخيّلة. يمكنه قطع التجارة بشكل كامل ونهائي مع كيان الاحتلال، وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، ووقف تصدير النفط الأذربيجاني إليه عبر الموانئ التركية، وغلق المجال الجوي التركي أمام كيان الاحتلال والدعم الذي قد يصله، وإقفال قاعدة «إنجرليك» العسكرية أمام المقاتلات الصهيونية، وإقرار حزمة من القوانين في البرلمان (بخصوص مزدوجي الجنسية في جيش الاحتلال والذين يقاتلون بالآلاف في قطاع غزة) وغير ذلك.
المصدر «لا» 21 السياسي