تعز المحتلة بين وباءين
- تم النشر بواسطة قسم التحقيقات / لا ميديا

قسم التحقيقات / لا ميديا -
تواصل الحميات والأمراض الوبائية فتكها وإنهاكها للسكان في مدينة تعز المحتلة، في ظل ظروف اقتصادية وصحية صعبة يمر بها المواطنون وغياب شبه تام للخدمات الأساسية.
سكان المدينة المحتلة شكوا من ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك والكوليرا التي تسبب الإسهالات الحادّة والالتهابات، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية الكافية، مطالبين ما تسمى الجهات المعنية بالقيام بدورها في توفير الخدمات بهدف التخفيف من المعاناة.
وتشير مصادر طبية إلى أن السبب وراء انتشار الحميات الفيروسية والأمراض المعدية في مدينة تعز يعود إلى تدني مستوى الرعاية الصحية، في ظل شحة الدعم من قبل حكومة فنادق الرياض لإنشاء مراكز متخصصة لمواجهة الأوبئة.
المواطن أحمد صالح الخامري طالب جامعي، في بداية العقد الثالث من عمره، يروي لصحيفة "لا" قصته مع المرض الموسمي قائلًا: أصبت فجأة بالصداع حينها لم أستطع النوم من الحمى في الأطراف السفلية للرجلين واليدين والمفاصل رغم استخدام المهدئات المعتادة والحمضيات.
ويضيف الخامري: "في اليوم الآخر زاد ارتفاع درجة الحرارة لأنني كنت قد سمعت عن انتشار حمى الضنك. فذهبت إلى مستشفى الثورة لإجراء الفحوصات اللازمة لأتفاجأ بمعاملة سيئة من قبل الكادر الطبي معي"، لافتًا إلى أنه ومع انتشار الأمراض يواجه المواطنون معاملات سيئة من قبل الأطباء في المستشفيات الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان.
الخامري في حديثه لصحيفة "لا" يوضح أنه بعد خروج النتائج، عاد إلى الطبيبة وقت صلاة الظهر وقد أنهت دوامها، مشيرًا إلى أن الدكتور المناوب في طوارئ المستشفى الذي فضل عدم ذكر اسمه رفض قراءة الفحوصات ورد عليه بطريقة وصفها بالانتهازية وعدم المسؤولية.
ويؤكد الخامري أنه وبعد معاناة طويلة من الانتظار والبحث عن طبيب لم يجد خيارًا سوى الذهاب إلى الصيدلاني وأخذ أدوية وفق قراءته للفحوصات.
الخامري ليس الوحيد الذي تحدث عن ضعف الرعاية الصحية فقد عبر ناشطون وصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم من المعاملات السيئة التي وصفوها بالاستهتار مع المرضى في ظل غياب الرقابة الصحية.
إحصائيات مخيفة
مع عودة وباء الكوليرا وحمى الضنك في الانتشار مجددا بمدينة تعز المحتلة، سجلت ما تسمى السلطات الصحية عددا كبيرا من حالات الإصابة في المدينة وفي عدد من المديريات المحتلة خلال الأيام الماضية في ظل قصور في الأداء سلطة المرتزقة وشحة تدخلات المنظمات في مواجهة الوباء الذي أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين.
وتظهر الإحصائيات الأخيرة لما يسمى مكتب الصحة بمحافظة تعز المحتلة أن عدد الوفيات بوباء الحميات والإسهالات المائية الحادة والكوليرا بلغ 43 حالة منذ بداية العام الحالي. في حين كانت قد سجلت عدد الإصابات بالكوليرا 6,682 حالة منها 781 حالة تم تأكيدها عبر الفحوصات المخبرية.
ووفق بيان رصده محرر صحيفة "لا" من موقع تابع لما يسمى الإعلام الصحي بتعز المحتلة، صدر أواخر الشهر الفائت، تم تسجيل 10,510 حالات إصابة بأمراض الكوليرا والحصبة وحمى الضنك و51 حالة وفاة نتيجة لهذه الأمراض، منها 8 حالات وفاة بوباء الحصبة و1,286 حالة مشتبهة و2,542 حالة إصابة بفيروس حمى الضنك.
تكدس النفايات
وبالتزامن مع انتشار الحميات الوبائية، تشهد مدينة تعز المحتلة تكدسًا كبيرًا للنفايات وطفحا لمياه الصرف الصحي المكشوفة في الشوارع، بالإضافة إلى ضعف مستوى النظافة العامة والخاصة، مما أدى إلى تفشي البعوض بشكل مخيف وارتفاع حالات مرض الحميات.
سكان المدينة المحتلة عبروا عن قلقهم المتزايد من انتشار البعوض في ظل عدم قيام سلطات الارتزاق بحملات لمكافحة مسببات الأمراض، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا وحمى الضنك بشكل لافت منذ مطلع العام الجاري.
في السياق، يؤكد أطباء متخصصون أن انتشار أمراض الحميات الفيروسية المعدية سببه البعوض المنتشر من النفايات والمصارف الصحية المفتوحة وسط الأحياء السكانية والحفر المائية وسط الشوارع الناقل الرئيسي للفيروسات حيث يمتص دم المصابين وبعد فترة حضانة تتراوح بين 8 و10 أيام، يصبح قادرًا على نقل العدوى عند لسع الأشخاص.
الأعراض
ومع بداية دخول فصل الخريف، تفاقمت الإصابات بالحميات الموسمية التي يصفها المختصون بالجازعة الشائعة، حيث يقول أحد الدكاترة فضل عدم ذكر اسمه وهو متخصص في الوبائيات: الآن موسم فيروس حمى الضنك وتعد من أكثر الفيروسات انتشارًا في مدينة تعز.
ويوضح الطبيب في حديثه لصحيفة "لا" كيفية تشخيص المرض عن طريق فحص الدم العام إذا طلع فيرس يعمل فحص كاست فحص الضنك لافتًا إلى أن فحص اليزا أو pcr أدق الفحوصات لكن محلوله غير متوفر لجميع الفحوصات.
من جانبها تقول لصحيفة "لا" طبيبة في مستشفى خاص بتعز المحتلة فضلت عدم ذكر اسمها إن أكثر الأعراض شيوعًا للحميات الموسمية والإسهالات المائيّة الحادة الحمى وألم المفاصل والحكة وصداع وألم في العيون ووجع أسفل الظهر.
وبحسب الأطباء فإن النزلة المعوية تسبب التهابا يصيب المعدة والأمعاء ويؤدي إلى الإسهال والقيء وآلام البطن، مشيرين إلى أن هذه الحالة عادة بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية وقد تنجم عن تناول طعام أو ماء ملوث.
إلى ذلك، تقول الدكتورة أبرار النجاشي (اسم مستعار) تعمل اختصاصية أطفال: إذا كان هناك أعراض لمرض فيروسي كالحصبة يبدأ طفح جلدي، أما إذا كان الفيروس هو فيروس حمى الضنك فيبدأ طفح جلدي نزفي، مشيرة إلى أن هذه الأعراض قد تظهر بعد أسبوع على الأقل وخلال ذلك تهبط المناعة والصفائح الدموية.
وتضيف النجاشي في تصريح لصحيفة "لا" أن الكوليرا ليست من الحميات وإنما من البكتيريا، وعندما تدخل الجسم تؤدي إلى حالات إسهال كونها تفرز سموما، وهذا السم يؤثر على الجهاز الهضمي.
كما تشير إلى طريقة تشخيص المصابين بالفيروسات مؤكدًة أن ذلك يتم عن طريق فحص الحالات سريريا أو عن طريق الفحوصات المختبرية فحص الدم الكروية والدم البيضاء وSBS وABS وخلال أداء التشخيص نترقب حالات الجسم من التغيرات.
المصدر قسم التحقيقات / لا ميديا